الأربعاء ٢٣ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
بقلم محمد أبو الكرام

خاتم سليمان

في بيت صغير بإحدى الأحياء الشعبية يعيش طفل صغير مع جدته يدعى عمران. وكان عمران يحب حكايات جدته الخيالية القديمة كلما انفرد بها كل ليلة، مصرا عليها أن تمتعه بحكاياتها الكثيرة والممتعة تجمع بين الأسطورة والخيال. واشد ما يثيره ويستهويه هي قصة خاتم سليمان، حيث تعجبه عبارة" شبيك لبيك أنا عبدك بين يديك" والمارد ينفذ له كل طلباته.

وكعادة كل ليلة حضرت الجدة وأحضرت معها حكاية جديدة لعلها تثير إعجاب عمران، لكنه باغت جدته بسؤال غريب:ما رأيك جدتي لو حصلت على خاتم سليمان؟

. . لا يمكن. ! ردت عليه جدته مستغربة: ماذا؟

 لما لا واغلب القصص تحكي أن هناك ماردا يحقق لنا كلما نشتهي، ولا يعجز عن تنفيذ كل الرغبات.
 يا بني تلك مجرد حكايات خيالية من المستحيل ان تتحقق عليك نسيانها قبل ذهابك للنوم.
تأثر عمران من كلام جدته الذي ينفي حقيقة وجود خاتم سليمان في الواقع، فقد أكدت له مرارا أنها مجرد خرافة يتسلى بها الأطفال.
 آه. . . آه كم أتمنى بشدة الحصول على ذلك الخاتم المبارك. . . سأتمتع يذلك المارد وهو ينفذ جميع طلباتي.
سمعته جدته فصاحت في وجهه غاضبة:اصمت كم أصبحت مزعجا، قم لتنام إذا عندك مدرسة
رد عليها قائلا غذا يوم عطلة يا جدتي. ثم همس لنفسه:على كل حال النوم باكرا احسن.
استغربت الجدة برغبة حفيدها الملحة في الحصول على هذا الخاتم الوهمي:يريد خاتم سليمان؟هل هذا معقول؟ أيعقل أن تتحول حكايتي إلى حقيقة؟

بينما عمران نائم فوق سريره هبت عاصفة قوية استغرقت أغلب أوقات الليل. لكنه كان مستغرقا في نوم عميق لم يحس بشيء. لكنه بعد استيقاظه نزل إلى الحديقة ليترقب مخلفات العاصفة. وفجأة لمع على الأرض ضوء قوي، اتجه نحوه مسرعا باحثا عن منبعه انحنى إلى الأرض حاملا شيئا مملوء بالتراب والطين المبلل اخذ ينظفه حتى اخذ شكله الحقيقي. انه خاتم قديم لا يساوي ثمنه شيئا. استمر في تنظيفه قبل إدخاله إلى جيبه حكه بشدة، تحرك الخاتم بشكل غريب جعله ينفلت من يدي عمران فوقع على الأرض، ثم انبعث صوت غريب من الخاتم

  شيك لبيك أنا عبدك بين يديك.

. . . من؟ من المتكلم؟! استغرب عمران كأنه في حلم غريب:ما هذا؟

 أنا ساكن هذا الخاتم. . . أنا المارد. . هاهاها. . .
 إذا هذا خاتم سليمان حقا. . . لقد تحقق حلمي. . . قصة جدتي حقيقة وليست خرافة.
 اصبح عبد كل من حصل على هذا الخاتم انفذ كل رغباته
 حقا أتستطيع تحقيق ذلك؟!
 طبعا ألم تسمع عني؟
 اجل. . حكت لي عنك جدتي كثيرا. . . تعال معي، سأكتب لك لائحة كل طلباتي. . . إنني أخاف أن أنسى شيئا.

دخل عمران إلى غرفته صعبة عبده المارد وهو يردد بفرح وسرور:(لقد تحقق حلمي سأصبح اسعد إنسان، بل أغنى طفل. . . أنا المحظوظ في العالم. . . سأدخل التاريخ أنا الوحيد الذي حصل على هذا الخاتم السحري). أضاء الغرفة ثم دخلا معا. استغرب المارد لذلك فسال عمران:

 ما هذا النور بزر من الحائط؟
 لا تنزعج هذه مجرد كهرباء.
 و ما هذا الصندوق الصغير الذي يتكلم هنا؟
 انه مذياع ينقل أخبار العالم بالصوت عبر الأقمار الاصطناعية.
 وما هذا الذي يرن هنا؟
 لا تخف انه الهاتف نتواصل به مع الأصدقاء والعائلة.
 و ما هذا الشيء الصغير؟
 انه هاتف متنقل نتصل به باللاسلكي عبر الأقمار الاصطناعية، نحمله معنا أينما رحلنا.
 وما هذا الجهاز هناك؟
 انه الحاسوب يعطينا جميع المعلومات ويسهل علينا العمل، وقد تم استخدام تقنية متطورة تمكننا من معرفة أخبار العالم ومتابعة تطورات العلم في تواني، يمكننا الحصول على أية معلومة في أي مجال مجرد كبسة على الزر نحصل على ما نريد.

تعجب المارد من التطور العلمي الذي توصل إليه الإنسان المعاصر. . . قال لعمران مندهشا:

— كل هذا عندك يا عمران وتطلب مني تحقيق رغبات
 لا يهمني كل ذلك. . . أريد نقودا كثيرة اشتري بها كل ما اشتهي
 في عصرك كل شيء رقمي. . . أما في عصري كنا نشعل النار بضرب الحجر على الحجر. . . إنني عشت في عصر الجهل دعني أعود إلى عصري.
 لا تذهب وتدعني. . . . لا تذهب لم اكمل بعد من لائحة الطلبات.
 لن أعيش في عصركم. . . لست بحاجة إلى علمكم. . . هو المارد. . . وداعا يا عمران. . .
سمعت الجدة عمران يهذي في النوم، فأسرعت لتقيده وتعرف ما به: ما بك يا بني هيا استيقظ؟
 آه لا تتركني عد إلي. . . أريد دراجة. . . وكيسا من الحلوى. . . أريد أقلاما من الذهب. . . وممحاة من العاج. . . و. . . و. . .
 استيقظ ماذا بك تهذي؟
استيقظ عمران وهو يرتعد من شدة فزعه نظر نحو جدته قائلا: أين المارد يا جدتي. . . أين اختفى؟
 بسم الله الرحمان الرحيم. . . ماذا رأيت في منامك؟
  آه كان مجرد حلم (عاد إلى نومه)دعيني ابحث عن المارد. . .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى