الجمعة ١١ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
مجموعة قصصية

الوجع

بعت أوجاعي في سوق الوجع، وغادرت على عجل...

همت بلا وجع في البراري كنسمة يجتذبها الانعتاق، أرفرف فوق الشعاب والماء..خفيف أنا الآن، وطاهر كما الفراشة تتقاذفني البساتين العاشقة...

مازال الناس من حولي، تكبلهم الأوجاع، تقبرهم في أقبية الأرض..انفردت بعيدا أتأمل، أتعبد وأشكر الله الذي وهبني فرصة بيع أوجاعي...

مر عام، وعام، وعام..مازلت أتأمل حتى انبعثت في غفلة، أوجاع منسية كانت مكبوتة في زمني الطفولي..وأدركت يائسا أن أوجاع الطفولة لا تموت ولا تباع أيضا..عدت الى السوق مرة أخرى استرد أوجاعي...

الحضن

عندما طارت الأم وغادرت تجلب الحب لفرخها، نسي سمير لعبه وانتبه.. أخذ يحدق في العش الذي استوطن قمة الشجرة..انبعثت من العش زقزقة مخنوقة تستنجد، تستعطف، تفضح العزلة والخوف والترقب والعراء..الأم لم تعد بعد.. سمير يحدق ممغنطا، بدا له رأس الفرخ الذي اعتلى العش.. نفذ صبر الفرخ.. تجرأ ووقف بصعوبة على حافة العش، كان فرخا ضعيفا بلا جناحين ولا ريش.. وأطلق العنان للصراخ المستنجد وقد سكنه الفزع من هول ما رأى..ما أوسع الدنيا وما أضعفه..أراد أن يلتحق بأمه..فقد التوازن واستسلم الجسد الضعيف لسطوة الجاذبية، انتهى في ذلك الإناء المنسي تحت الشجرة..غرق.. ومات...

جن جنون الأم المفجوعة ، تحولت زقزقاتها الى عويل أفزع سمير.. فر هاربا وارتمى في حجر أمه..اطمأن للدفء وهمس ( أماه..إني أخشى الماء والغرق)، واندس أكثر يريد التو


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى