الجمعة ٢ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم باسل محمد البزراوي

أين الملايين

أين الملايينُ من عُربٍ ومن عجمِ
أين الكرامة فيما ريع من أممِ
 
أين الشهامةُ هل حلّت ضفائرها
وأوقعتها رؤى الزنديق في الحُرَمِ
 
أين العروبةُ ما زالت ملامحها
تجمِّلُ الوجهَ من عادٍ ومن إرمِ
 
هذي فلسطينُ جرحٌ في كرامتكم
والجرحُ ينزفُ والآلامُ لم تنمِ
 
هذي فلسطين خلف النهر باكية
وتستغيثُ فهل من سيفِ معتصمِ
 
يموت شعبي وما ماتت كرامتهُ
وما استكان أمام القصف والحممِ
 
يموت شعبي ويلهو بعضُكم خجلاً
خلف الستار ولم يبرأْ من التهمِ
 
يذودُ فيها الرجال الغرُّ عن شرفٍ
عرضتُمو مجدَهُ الغالي بلا ذممِ
 
يا أيها الناسُ هذا عهدُكم فقفوا
مثل الجبالِ أمام القهر والألمِ
 
ولا تهونوا فإنّ الله شرّفكم
بأن تذودوا عن الأوطان والحرَمِ
 
فأنتمُ الأهلُ جرحى أو عمالقة
في أيّ سجنٍ بأيدي العُرْبِ والعجمِ
 
فالأرضُ أرضك يابن الأرض مذْ ذبحت
وأنت أنت وليل الموت في الضّرمِ
 
وأنت وحدَك في سح الوغى علَمٌ
وأنت أعزلُ إلاّ من هوىً ودمِ
 
فالريحُ ناحت وعاثت في أزقّتنا
ودكّت الروحَ بين السحبِ والجَهَمِ
 
برّاً وبحراً أتوا جوّاً وأنت هنا
تحت الطلولِ أليف البؤس والسَّقَمِ
 
فذاك طفلُ قضى في الليل من وجَلٍ
بين الأزقّةِ لم ينبس ببنتِ فمِ
 
وتلك أنثى همت من عينها دِيَمٌ
فافترّت الأرضُ مثل الورد للدّيَمِ
 
وهذه القدسُ هل مَن يستجيبُ لها
والليلُ يسدلُ سترَ الليل كالهرمِ
 
يهوّدون بلادي كلّما غربت
شمسُ الأصيل عن الهاماتِ والقمَمِ
 
ويسلبون من الأيام سُمرَتَها
ويمرغون الشذا الورديَّ بالرّغَمِ
 
هل ذاب صوت بني قحطان وانطفأت
في الصمت صورةُ قومٍ جلَّ من قِدَمِ
 
وهل فلسطينُ أضحت فوق خارطة ال
ممالكِ السُّمر بلجيكا بعينِ عَمِي
 
حتى تهونَ ويذوي وردُها ويلي
أمرَ الشعوبِ غريبُ الوجه والشيمِ
 
صاحت بلادي فما أصغوا لها سمَعاً
كأن حلماً يراودُهم على وهَمِ
 
غطُّوا بنومٍ عميقٍ كي تلذَّ لهم
رؤيا تفسِّر رؤياها بلا ندم
 
لا تعبرون على آهاتنا طعماً
في الوصل فوق جراح الوصل والكرمِ
 
لا تعبرون فما في الليل من سُترٍُ
تشقُّ عن ذَنَبِ أو ذَنْب منهزم
 
يا سادة أينما كنتم، متى تلجوا
حاناً وقبرًا وقصراً دُستُمُ عظمي
 
ولست أخجلُ منكم حين أذكركم
وأذكر الجرح في صدر الثرى يهمي
 
لقد نسيتم فلسطين التي نزفت
كما نسيتم شهامتكم مع الأمم
 
يا شعبُ عفواً فإني شاعرٌ جَلِفٌ
فلا تلوموا لساني أو يدي, قلمي
 
فمن يلوذ ببحر الصمت يشربهُ
كمن يريق دمي قداّم ذي نهَمِ
 
بحر من الدم في الأحلام يذرعه
على سفين يبيح الصبح للعدم
 
فلا يراه ولا يبدو له أملٌ
إلاّ بوجهٍ كسيرِ الوجهِ من ورمِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى