الثلاثاء ٦ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بمغارة الحمام بتافوغالت (المغرب الشرقي)
بقلم محمد بلمو

اكتشافات جديدة لاقدم الحلي في العالم

تعلن وزارة الثقافة أنه في اطار الابحاث الاثرية التي يقوم بها المعهد الوطني لعلوم الاثار والتراث بتعاون مع معهد الاثار بجامعة أكسفورد، اكتشف فريق من الباحثين مجموعة جديدة من الحلي بلغ عددها حوالي عشرين من الصدفيات البحرية استعملها الانسان القديم كحلي بمغارة الحمام بتافوغالت.

وقد تمكن الفريق العلمي من القيام بهذا الاكتشاف الجديد خلال الفترة الممتدة من 24 مارس الى 24 أبريل 2008، وذلك داخل مستويات أركيولوجية يتراوح عمرها ما بين 84 ألف سنة و 85 ألف سنة لتصير بذلك أكثر قدما من تلك التي تم اكتشافها منذ 2003 بنفس الموقع و التي كانت أنذاك الاقدم في العالم، حيث تم نشر النتائج من طرف الاكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 2007. وبذلك فهذه الحلي تعتبر الاقدم على الاطلاق وتضع المغرب بشكل قوي كأقدم مركز لصناعتها واستعمالها. وبالتالي فهي الان أقدم مما تم العثور عليه بالمغارة نفسها وما اكتشف في السنوات الاخيرة بالجزائر وجنوب افريقيا وفلسطين.

وبفضل الابحاث المكثفة بالموقع منذ ما يقرب من خمس سنوات، تم تحديد الاطار الكرونولوجي لمختلف المستويات الاركيولوجية بالمغارة بعد اجراء مختلف التحاليل التقنية بالمغرب و خاصة بمختبر الابحاث والتحاليل العلمية والتقنية للدرك الملكي بتمارة والعديد من التأريخات التي فاق عددها المئة بمختبرات في بريطانيا وأستراليا، الشيء الذي يساعد حاليا على تأريخ كل ما يعثر عليه بداخلها.

وسيساهم هذا الاكتشاف الجديد في حل الاشكالية المتعلقة بمكان و تاريخ ابتكار الحلي لاول مرة في تاريخ الانسانية من طرف الانسان القديم، وفي نفس الوقت التوصل الى فهم أكبر لقدراته الفكرية و تنظيمه الاجتماعي. وهكذا ففي السنوات الاخيرة تم العثور بجنوب افريقيا بمغارة بلومبوس على حلي مماثلة عمرها 75 ألف سنة ولكن تم التشكيك أنذاك في علاقتها بالانسان. أما الحلي التي اكتشفت بفلسطين خلال الثلاثينيات من القرن الماضي فيصعب تأريخها نظرا لغياب المعطيات الكافية حول الطبقات التي وجدت بها. بينما تم العثور بالجزائر على صدفية بحرية واحدة و مؤرخة بحوالي 35 ألف سنة.

وفيما يخص الحلي القديمة التي تم العثور عليها بمغارة الحمام بتافوغالت والتي تم نشرها من طرف الاكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة الامريكية سنة 2007 أو تلك التي تم اكتشافها مؤخرا بالمغارة سنة 2008، فقد مكنت من التوصل الى حل نهائي حول اثبات قدم صناعة واستعمال الحلي من طرف الانسان القديم. كما أن الحلي المكتشفة والتي تم طلي البعض منها بالمغرة الحمراء، فقد تم العثور عليها أثناء تنقيبات تحترم المواصفات الدولية و تحت الرقابة الصارمة لعدة اختصاصات تهم الاركيولوجيا وعلم الارض ودراسة الحيوانات المنقرضة والفيزياء والكيمياء. وهذا يعطي مصداقية أكبر للحلي التي تم اكتشافها بالمغرب.

ويضيف بلاغ وزارة الثقافة أن الفريق العلمي قام أيضا باكتشافات أخرى بالغة الاهمية بمغارة الحمام بتافوغالت تتمثل في العثور على منطقة مخصصة لدفن الاطفال بلغ عددهم لحد الان خمسة و مؤرخة بحوالي 12 ألف سنة قبل الميلاد. وتمت عملية الدفن حسب طريقة تبرز المكانة التي كان يوليها الانسان القديم بالمغرب لصغار السن، ذلك أن عملية الدفن كانت تتم عن طريق وضع أحجار خاصة من الكلس كما كانوا يكسونهم بالمغرة الحمراء ويضعون بجانبهم عظام بعض الحيوانات. وتم العثور أيضا على هياكل عظمية للكبار محاطين بقرون حيوان الاروية وبأدوات حجرية وعظمية. ويشتركون مع مقابر الاطفال في طلائهم بالمغرة الحمراء.

وعرف الفريق العلمي الذي يشرف عليه عبد الجليل بوزوكار، أستاذ باحث بالمعهد الوطني لعلوم الاثار والتراث و نيك بارطون أستاذ باحث بجامعة أكسفورد، مشاركة متخصصين من متحف التاريخ الطبيعي بلندن ومتحف ماينز بألمانيا و استفاد من دعم المركز الوطني للبحث العلمي و التقني بالمغرب.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى