الثلاثاء ٣ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم
ألفٌ وباءْ وطنٌ وفاءْ
ألفٌ وباءْوطنٌ وفاءْلامٌ وسينْحجرٌ وطينْفي الإبتداءْفي البدءِ كان الحبُّ مندفعاًفلا خجلٌ يحاصرُهُوليسَ مكبّلاً بالكبرياءْ.في ليلةٍ من غير ميعادٍصقورُ الموت جاءتْ من بعيدٍمزّقتْ أُفقَ الفراشاتِ المزيّنَ بالقرنفلِوالعصافيرِ الصغيرةِ... مزّقتْ أحلامَناورمتْ بذورَ الصمتِ...أشلاءٌ ممزقةُ الملابسِ... نصفُ عاريةٍرياحُ الشرق تعصفُ ما تبقى من ستارٍٍجثةٌ مجهولةٌ مرميّةٌساقٌ هنا ويدٌ هناكَدمٌ يلطّخُ وجهَهانظراتُ عينيها تلاحقُنيوتسألُني:لماذا ؟أقضي حياتي كلّهاسفراً أُفتّشُ عن سماءٍأحتمي في ظلّهافيكونُ شعرُكِ أجملَ السمواتِ عند الشاردِمِنْ أينَ أبدأُ في المسيرةِ ؟كيفَ أزحفُ نحوَ أضلاعي الأسيرةِ ؟نحوَ حيفايَ التي ما زلتُ أذكرُهامجوهرةً تغنّي في يديأرسلتُ ألفَ رسالةٍكانتْ تصادرُ في الطريقِ من الرقابةوكتبتُ ألفَ مقالةٍلكنّهم قد أحرقوهارغمَ ذلكَ ما مللتُ من الكتابةودمي على خدّيكِ يبقى شاهدي.بيروتُ تذهبُ باتجاهِ الصوتِ يخدعها الصدىوتطيرُ كالعصفورةِ الصغرى تفتّشُ عنْ مدىلكنْ يضيقُ بها الفضاءُيغيبُ وجهُ الأرضِتنكرُها الحدائقُ والغصونْأيلولُ يتبعُهايصوّبُ بندقيّتَهُ على زهراتِهاويشدُّ حبلَ الموتِ في عنقِ الحمامْ... وتذوبُ في لهبِ الشظايا والحرائقْوتضيعُ قافيةُ القصيدةِ والزنابقْويضيعُ وجهُ حبيبتيبينَ التصاريح السخيفةِوالبياناتِ المملّةِ والوثائقْلا تتركوني للذئابْلا تنتفوا ريشَ الحمامْلا تتركوني للذبابْجسدُ النبيِّ لهُ احترامْلا تنكروني يا صحابْولتوقفوا رغوَ الكلامْولتتركوني في الترابْأفنى وحيداً في سلامْماذا يفيدُ الأسبرينْرأسي يحطّمهُ الدوارْقلبي كأُغنيتي حزينْوأنا يمزّقني الحصارْويلفُّ أضلاعي الحنينْليديكِ قبلَ الإحتضارْأصبحتُ وردةَ ياسمينْبيديكِ بعدَ الإنتحارْإكليلَ غارٍ في الجبينْقدْ صرتُ بعدَ الإندثارْ.في آخرِ الدنيا أناوحبيبتي في أوّلِ الأزمانِ (والأمكانِ)تلهو في شواطئِها قراصنةُ البحارِسيوفُ إخوتِها تراقصُ بعضَهاوتقصُّ شَعرَ حبيبتيوتغوصُ في جسدٍ طريٍّتطفئُ النيرانُ أشجارَ الهوىوالجرحُ ينزفُوالنوارسُ في انتظارٍ تشتهيهاصرخةٌ للموجِ... يغسلُ جرحَهاوالريحُ تحملُ صوتَهاوترشُّهُ في القلبِ...تزهرُ وردةٌخيطٌ رفيعٌ بيننايدعى الحنينَ إلى الوطن.خُضْنا المعاركَكي نكونَ وكي تكونيواحترقنا كي نعودَ وكي تعودينالَ نصفينا الردىحينَ ابتدأْنا بالكلامِ عن السلامِرميْتُ سيفي للوراءِ...رقصْتُ...ثُمَّ فقدْتُ ورداتي الثلاثـ مرَّ ثورٌ فوقَها ـجسدي تفتّتَ في ثيابيعندما دُقّتْ طبولُ النصرِفوقَ جنازتيحرقوا كتابي المدرسي.فوضى هنا لا تنتهيجدلٌ ضحيّتهُ الندىطفلٌ تمنّى باكياً:يا شعبيَ المعطاءَ كنْ ـ لتكونَ ـكنْ كفراشةٍ متجدّدا!في رحلةِ التيهِ الطويلةِ والردى...في الحزنِ كنْ متوحّدا!في غابةِ الشعرِ الجميلةِكنْ أناشيدَ الطفولةِ والهوى...في الوزنِ كنْ متعدّدا!