الأربعاء ١١ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم مروة دياب

بعض ما لم يقله الرحيل

بِهذَيْن يُبْتَدَأُ المنتهى..
يومها
لم أكن أملك الوقت كي أجمع الحب في سلتي
أحضنَ الذكرياتِ الأخيرةَ
أبتلَّ بالدفء..
أحزنَ..
أو ربما
لم أكن أملك الحزن
 
أعلم أن احتضارا ثقيلا يبادلني شهوة الاِنتظار
مواتا طويلا سيفصل بين التحامينِ
أن انشطاري سيحزم عربدة الوقت و الأمتعةْ
كان ظلك يتبع كل التفاصيلِ
حتى التي أوغلت في الرحيلِ
 
أحاول قدر الجنون
بأن أجرح الذكريات التي آنست للبعاد
وأستسلم البعدَ فيها..
كما استسلمت فيّْ
أحاول أن أتقن الموت قبل انتهاء القصيدة
كي يتجلى بها الموتُ في صورة من حبيبي..
 
حبيبي الذي استأذن الموت فِيَّ
هو الآن
يزرع للموت عمرا بقلبي
حبيبي الذي لم يكن ذات يوم..
حبيبي
 
أحاول قدر التمنع
أن أستعيد القصائد
أمتص شعري الذي فيك أسرف
أمْلِكَ حق التراجع عن همسة كنتَها..
وحبيبي الذي أبدا موغل في البقاء
يفتش في حاجيات القصيدة
كي يستكين إلى أنه
لا يزال..
 
البقايا التي استأذنت في التهشم
لا تملك اليوم ما تفقده
 
كنت أذروك في الصبح بين الرياحين
حين تكون السماء ملبدة باحتراق جديدٍ
لأجمع ذات مساءٍ
ملامح وجهي
وأحزم قافيتي في اتجاهك
كم أشعر الآن أني احترقت
وأن يدي ثقلت بالغيوم
وأن احتمالاً جديدا إلى ضفة البعد يدنو
وما أنا إلا انعكاس الخريطة في سَفَرٍ آخرٍ.
 
تتهدل في عينك الذكريات
وما أثمرت غير خوف جديد
تبادِلُنا الأمنيات احتضارا نديا
تغيبتَ أنتَ
ولَبَّيْتُ وحدي..
و يسألني الموت عنك كثيرا
فأخفيك في دمعة لا تموت..
ترى..
أو يدرك كم كنتَ أجبنَ منه؟
 
حبيبي..
تعاظمتَ فيَّ
إلى أن سقطت بأول نبض قمرْ
يا ارتحالا بعمق اغترابي
اختزلتُ كثيرا من الكون فيك
ولما تَخَلَّيْتَ عنه
فقدْتُه
 
أنا بعض ما لم يقله الرحيل
وما لم تخنه المسافات فيكَ
وما لم أكنه..
سأفرغ قلبي في راحتيك
وأرتاح حتى التوجع..
ثم أعود من الموت في غفوة ممكنةْ
لأمارس بعض طقوس الحنين..
 
أنا الآن في عزلة من حنيني
أؤكد أني اقتسمت التهافت
أني احترفتُ غيابك وحدي
وأقسم إنيَ أخرجت وقتي من الأزمنةْ
وخرجت مع الوقت دون اغتراب،
إليّ..
يا أناي التي أينعت للغروب
خذ الحرف و استبق الملهمين
خذ الحرف و استبق الشعر و الموت
واكتب على اسمك صوت النهاية
ترتاح –مثلي- حتى الوجع..
 
تسافر عبرك كل المسافات لي
لا أرانِيَ..
أستحلب الموت في زرقة،
أتهجأ اِسمك في أبجدية صمتٍ جديدة
 
- لأني أحبكِ، أقسمت ألا أبوح
- لأني أحبكَ، لم أنتظر ذاك يوما!!
 
ولا شيء عندي..
أنا الآن في موسمي
أستطيع التفتح كالضوء يا طفلتي
أستطيع التفتح في كل آنٍ -إذا شئتُ-
لا شيء يفقدني كي أبادله الفقد
أو أستعيدَهْ
 
أنا غربة لا تلين
ومحض افتراق ندي
وأنت اغتراب
وبعد عصي
 
حبيبي الذي موغل أبدا في الغياب
يفتش في حاجيات القصيدة
كي يستكين إلى أنه
لا يزال....
القصيدة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى