الأربعاء ١٨ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم زكية خيرهم

فراشات وثعابين

ثلاثية شعرية من حدائق حيوانات البشر

الحق أقول لكم، هو ما قاله الشاعر الذي لا ينسى صلاح عبد الصبور، عندما تجول شعرا في حدائق الحيوانات،الخاصة بالحيوانات والبشر الحيوانات، فكتب يقول
 
(هذا زمن الحق الضائع
لا يعرف فيه مقتول من قتله ومتى قتله
ورؤوس الناس على جثث الحيوانات
ورؤوس الحيوانات على جثث البشر
فتحسس رأسك
تحسس رأسك)
 
أما أنا (اللعنة على أنا هذه)، فبعد تجوالي في تلك الحدائق، أقول
 
الأولى مدينة تحرق حسادها
 
في تلك المدينة
ضوء خافت
وعيون حيرى
صمتها كسول
ينبعث منها سكون
وفي تجويف سمعي
شهوة لتكسير الجدار
كي أخرج
وروحي هناك تحت ضغط
تختنق
 
في زحمة أرواحكم المترهلة
فارغة... جاحدة.....
أستعرتم من وراء جبنكم،
أسماء غير أسمائكم...
لكي لا تفضح خساسة
صورتكم
فراشة ملونة وصقر متوحش
نار بداخلهما
تحرق أحشاءهما تجمع كل البركان
كانا كالحمل وداعة
تربصا لي يوما
وفجأة قفزا على متن عاصفة
 
كلماتي لكم تتحدى ناركم وحربكم
أنا تلك الشوكة العالقة في حلقكم
 
يقول لي
 
شوكة، مازالت عالقة في حلقي،
كيف أشفى من أزمتي هذه
شوكة في حلقي ما زالت عالقة
لكن، ما زلت استطيع أن أحرك يدي
رجلي وراسي
يسارا يمينا..من أعلى إلى تحت
ومازال قلبي ينبض
يا إلهي شوكة تؤلم حلقي
نار
تأكلني كما أحشائي
رغم كل أصابعي تتحرك
ورغم رجلي الواحدة وعيني الواحدة
الآن عرفت أن سبب حالتي
سخطي عليها
عقدتي تلك
شوكتي
أني بعين واحدة...
لا أعرف حسم الأمور
انتظرت طويلا في طابور طويل
مع الأغبياء
لم أذكر إن كنت معلقا أو متكئا
صراحة هذه
" الشوكة "
ألمي
و
" عقدتي"
كابوس نهاري وليلي
ذاكرتي تضج تماما
البارحة تعني الكثير
لماذا...
لأن تلك عقدتي
كان الضوء خافتا
أنظر من خلال عتمة المكان
إلى شوكتي في حلقي
أحاول رفع يدي
يبدو أنها مربوطة
أصابعي مقطوعة كلها...
ولم يبقى منها غير الوسطى
رفعتها اتجاه فمي
لأزيل
شوكتي التي بحلقي
مازالت الشوكة عالقة
وأصبعي الوسطى في فمي
أحاول إزالة الشوكة.
 
-------
كلماتي
تتحدى حصار ناركم
-------
آرائكم تضاربت
ثعابينكم تربصت
أقوالكم ثارت
وفعلكم عار مشين
طيبة أنا حد الضعف
قاسية حد الموت
فيا حسن
أخرج من خيبتي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى