الجمعة ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٢
عن "مدبّر الكون" وطاووسه المقدس

اليزيدية و اليزيديون

تعتبر اليزيدية من بين الفئات الإثنية والدينية التي حظيت باهتمام الباحثين العرب والأجانب، وهي فئة لها تاريخها ومعتقداتها، وأصولها الضاربة في القدم وهذا الاهتمام وهذا الكتاب بمثابة مساهمة جديدة فيها. لا يشذ الباحث عن الرأي السائد لدى المؤرخين وعلماء الأجناس والباحثين من أن اليزيديين يتحدرون من العنصر نفسه الذي ينتمي اليه الأكراد وأنهم كانوا من أتباع العقيدة الزرادشتية. ومن ثم أشهروا إسلامهم كباقي شعوب المنطقة. ويشرح الباحث في كتابه أسباب تحصن اليزيديين في الجبال، فهم بذلك لا يختلفون عن أقليات أخرى في الشرق سكنت الجبال وتحصنت بها. وذلك بهدف المحافظة على معقتداتها وشعائرها وعاداتها. ويرى الباحث أن أفضل التقديرات تشير الى أن عدد اليزيديين لا يتجاوز الـ 300 ألف نسمة، وأن مركز تواجدهم الأساسي هو قضاء ششيخان شمالي شرقي الموصل في العراق، إلا أن الوجود الأعظم لهم يتمثل في منطقة جبل سنجار في العراق حيث يعيش هناك ثلث اليزيدية. ويبين الباحث أن بعض الباحثين يتحدثون عن اعتناق قبائل وأفخاذ عربية المذهب اليزيدي ومنها قبيلة شهوان ، كما أن يزيديي سنجار يختلفون عن غيرهم من اليزيديين من حيث المعتقدات والعادات فهناك قسم من يزيدية سنجار يبدون الولاء للأئمة العلويين ويقدسون أسماءهم.

أما المنهج الذي اعتمده الباحث في دراسته للوصول الى معرفة الحقائق الخاصة باليزيدية وتاريخها ومعتقداتها فهو يبتعد عن المناقشات والمجادلات اللاهوتية، العقائدية ويأخذ على عاتقه مهمة البحث الاجتماعي، وتتحدد مهمته في دراسة تجليات الأديان في الزمان والمكان، أي بوصفها ثقافات وسلوكيات وطقوساً وشعائر، انطلاقاً من اعتبار اليزيدية ظاهرة تاريخية، اجتماعية، ثقافية، قومية.

يتألف الكتاب من ستة فصول ومقدمة. أوقف الباحث الفصل الأول على نشأة اليزيدية، والثاني لدراسة مقدساتها والثالث لتناول شريعة اليزيديين ومعتقداتهم الأساسية، أما في الفصل الرابع فيدرس فيه عبادات اليزيديين وشعائرهم وطقوسهم، وفي الفصل الخامس يتحدث عن مراتب اليزيديين وتقسيماتهم الاجتماعية، الدينية، في حين يخصص الفصل الأخير للحديث عن أعيادهم واحتفالاتهم ومناسباتهم.

منذ البداية ينبه الباحث الى أنه عانى من مشكلة أساسية تتمثل في الاختلاف الذي ذهبت اليه الدراسات السابقة في تحديد حقيقة تسمية الطائفة باليزيدية، فالشهرستاني يتحدث عن فريق الخوارج اليزيدية، والمؤرخ الكردي محمد أمين زكي بك يشير الى أن سبب التسمية يرجع الى اعتقاد هذه الفئة بوجود اله يدعى "يزد" أو "يزدان" بينما ينفي الباحث نسبة اليزيدية الى زيد بن معاوية، على اعتبار أن ليس في سيرته ما يدعو الى التعظيم والافتخار وشرف النسب. ويذهب باحثون آخرون الى ان اليزيديين ينتسبون الى مدينة يزاد أو يزدان الفارسية ومعنى التسمية "الله".

والخلاف نفسه في أسباب التسمية ينسحب على أصولهم الدينية والعقائدية، وبدوره يرى الباحث أن الجماعة هذه تؤمن بوجود إله أكبر خالق للكون، لكنه الآن لا يعني بشؤونه بعد أن فوض أمر تدبيره وإدارته الى مساعده ومنفذ مشيئته "ملك طاووس" ويرقى هذا الطاووس في أذهان اليزيدية الى مرتبة الألوهية. كتاب مشوق، للمهتمين بالأقوام والقبائل والأقليات في الشرق العربي، ويستند الى بحث متعمق.

عن كتاب "اليزيدية واليزيديون "للكاتب الكدتور خلف الجراد.


مشاركة منتدى

  • إن الله خلق الإنس والجن لعيبدون وعن إبليس فهو من نار فأبى أن يسجد لآدم وهو من طين ولكن عندما رفض تنفيذ أمر ربه طرده وأصبح من العاصيين ولم يتب عن خطيأته . بل وزاد على ذلك أنه ليغوين الإنس على الأرض ويكونوا من التابعين أي يتبعوا إبليس بوساويسه . فهل نتبع من أمر الله بطرده ..؟؟؟ الإجابة منطقية وأنتم تعرفونها

  • انا مسلمه وايظا شيعيه ..واتمنى من الجميع احترام الطوائف العراقيه ...واكيد كل ديانه لها معتقدات وتؤمن بها ولاكن نحن يجب علينا احترامهم..
    وبقول الرسول ص ..لكم دينكم ولي ديني ..
    واطلب من الجميع عدم التجاوز على الديانات لأنهم بشر
    واما بالنسبه للديانه اليزيديه اعتقد انها ديانه محترمه لأن لي اصدقاء من هذه الديانه وهم اناس جدا محترمين...
    وشكرا..

  • اتمنى من الجميع عدم التجاوز على الاديان العراقيه لان لها جذور وعروق تايخيه واكيد الديانه اليزيديه ديانه جداااا محترمه وانا لي اصدقاء من هذه الديانه وهم حقا ناس محترمين
    واطلب من الجميع الاحترام لكل الديانات ونتثقف بأفكارنا ونجعل من الديانات المتعدده مصدرا للحوا ر الثقافي والتعارفي والمحبه والاخوه في ما بيننا .. وليس العكس تصبح المسبه تعلو على كل لسان ...وشكرا

  • اتمنى من الجميع عدم التجاوز على الاديان العراقيه لان لها جذور وعروق تايخيه واكيد الديانه اليزيديه ديانه جداااا محترمه وانا لي اصدقاء من هذه الديانه وهم حقا ناس محترمين
    واطلب من الجميع الاحترام لكل الديانات ونتثقف بأفكارنا ونجعل من الديانات المتعدده مصدرا للحوا ر الثقافي والتعارفي والمحبه والاخوه في ما بيننا .. وليس العكس تصبح المسبه تعلو على كل لسان ...وشكرا

  • هل اليزيديون اسلام ام لهم دين خاص بهم وتقاليد اخرى غير الاسلام؟

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى