السبت ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٥
بقلم ميساء قرعان

هـواة التقـزيم والإدانة..والجوع العريق

هي في ظاهرها هواية وفي حقيقتها مشكلة ، مشكلة تتعلق بفئة من الناس ولها من الأسباب ما يفسر وجودها

هواية تقزيم الآخر والتقليل من شأنه والتشكيك بقدراته والرغبة في إدانته من الهوايات التي تؤكد على وجود مشكلات لدى من يتقنونها، إحداها أنهم يدركون حقيقة تفوق الآخر بقدر إدراكهم لنقاط الضعف خاصتهم غير أن الإنكار هو وسيلتهم العلاجية للخروج من مأزق تدني تقدير الذات والشعور بتفوق الآخر واختلافه

هؤلاء قد لا يحرضون غضبك إذا ما فاجئوك بإدانة ما بقدر ما يستثيرون شفقتك ، قد تشفق على نفسك لأن حظك العاثر فرض وجودهم في حياتك وأعطاهم الفرصة لأن يعيشوا أوهامهم الدونكيشوتية ، تشفق على نفسك لأنك مضطر للإصابة بالأعراض الجانبية لأمراضهم النفسية بقدر اضطرارك للشفقة عليهم إذا ما حاولوا إيهامك بأنهم عمالقة .
هم دون أدنى شك عانوا ولم يزالوا يعانون من شعور بالحرمان وعدم الإشباع والجوع العريق ، جوع قد يتعلق بفقدان حاجة أو أكثر من الحاجات التي وردت في هرم (ماسلو) كما أن قدراتهم على التواصل الإنساني مع غيرهم محدودة ومحسوبة وموقوتة بتحقيق منفعة ما .
هم في الأغلب ممن تعرضوا في طفولتهم المبكرة إلى النبذ أو الحرمان بشقيه المادي والعاطفي ولذا هم عدائيين ولديهم رغبة في استدراك ما فاتهم بأثر رجعي ولو على حساب الآخرين.

هواة التقزيم يشعرون بخواء عاطفي ومادي يصعب إشباعه ولذا غالبا ما يكونوا من هواة جمع المال ومن هواة تكديسه

هواة التقزيم لديهم طموحات أكبر من قدراتهم الواقعية لكنهم عنيدون ومثابرون والغاية لديهم تبرر الوسيلة ولذا فإنهم على الأغلب يحققون أهدافهم و يحظون بفرصة أن يكونوا عمالقة في الظاهر ، كما أنهم ممن يعشقون الأضواء وممن يجيدون تلميع ذواتهم بما يكفي لإيهام الآخرين بأنهم ليسوا أقزاما ولم يكونوا يوما هكذا

إدانة الآخرين أو من يتفوقون عليهم ليست أكثر من وسيلة دفاعية وستارة يدارون خلفها حقيقتهم وضعفهم


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى