السبت ١٩ تموز (يوليو) ٢٠٠٨
بقلم نواف خلف السنجاري

طقوس

ابتسمَ وهو يستذكر الطقوس والعادات الغريبة للمؤلفين المشهورين.. أراد أن يتميّز عنهم.. فلا يكتب بقلم الرصاص، ولا يستخدم أوراقا مخططة.. ولا يرتدي جوارب زرقاء!.. انه يكره استخدام الآلة الكاتبة.. ولم يضع يوماً علبة سجائر أو شمعة فوق منضدته.. يستغرب عندما يسمع أن احدهم لا يكتب إلا بعد منتصف الليل! يضحك حين يعلم أن (فلان) يكتب تحت ضوء اخضر! و(علاّن) يملأ كأسه بالخمر قبل أن يبدأ، و... و... و...

ها هو أخيراً يخترع طقساً خاصاً به: (يجلس إلى طاولته ويكتب وهو عارٍِِِ تماماً كما ولدته أمه!).

تكريم

قال لهم وهو مضرج بدمائه:

 انسحبوا سأؤمن لكم التغطية
 لن نتركك تموت هنا
 هذا أمر
دار الزمن... وجميع أولئك الناجين بفضل تضحيته وشجاعته، أصبحوا قادةً يجلسون في المقاعد الأمامية.. إنهم يحتفلون اليوم بتكريم عوائل الشهداء.. لكن أسمه سقط سهواً من قوائم التكريم!
تنهدت زوجته بحرقة لها طعم الرصاصة.. خرجت تحمل انكسارها ومرارتها وحدها دون أن ينتبه إليها احد.. تجر خيبة خطواتها، تاركة وراءها صخب الأناشيد والهتافات والتصفيق.

تحول عجيب!

الأول: يبدو من مظهرك انك غيرت طبيعة عملك
الثاني: نعم، في السابق كنتُ أستحم بعد أن انهي عملي
الأول: والآن؟
الثاني: أستحم قبل الذهاب إلى العمل
الأول: وماذا كنت تعمل سابقاً
الثاني: صباغ أحذية
الأول: وماذا تعمل الآن؟
الثاني: مستشاراً!

وجوه


وجهه أثار في نفسي التقزّز، لقد ذكرني بالجلاوزة الذين وشموا أحلامنا بالحديد المحمّى.. قلبتُ الورقة ولم أقرأ ما كتب.. أنهيتُ المجلة، وبَقيت قصيدته (وحيدة كسنبلة نسيها الحصّادون في حقلٍ شاسع).. فضولٌ طاغٍ أثار شهيتي لقراءة ما كُتِبَ أسفل تلك الصورة.. شدّتني الكلمات بروعتها وشفافيتها، تابعتُ القراءة.. ترقرقت الدموع في مآقيََّ.. فانثالت فوق القصيدة.. والمدهش أن ذلك الوجه الصارم، صارت ملامحه فجأة يانعة تشعّ بريقاً وبراءة!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى