الاثنين ٤ آب (أغسطس) ٢٠٠٨
بقلم محمد عبد الحمود غبريس

لا تحزنْ يا أبي

لا تحزن يا أبي، لا..
ها أنا أبعدُ سطراً عنكَ، أشتاقُ إليكَ
وقريبٌ منكَ جداً
نحو عمرين وأكثرْ
أسكن الريحَ هنا بين انتظارين وفجر
معلقٌ قلبي على صدرِ الجنوبِ
بيننا بقعةُ ضوءٍ
وسماءٌ
بيننا وردةُ حيفا
وأزاهيرُ التلالِ
إنني في قبضةِ البيلسانِ
عند وشوشةِ نهرٍ
أرقبُ الوجهَ البهيَ
والعيونَ الخضرَ في لحظة دمعٍ
أقرأ الجفنَ بثغري
والتجاعيدَ بعمري
لا تحزن يا أبي، لا..
وحدك المبتلّ بي، وحدك من يسكن جرحي
والوريد
وحدك الممتدّ في قافيتي نحو السماء
لا تحزن يا أبي، لا..
إذ هنا صارت يدي ريحاً وغصوناً
وبقاياي نشيدَ العائدين
وهنا صار جبيني قنديلا
وفمي زهرَ لوزٍ
لا تحزن يا أبي، لا..
إن ما يفصلني عنك.. مناديل الفصول
وعصافير لها شكل عيوني
إنني الأكثرُ في موطننا حريةً رغمَ قيودي
فهنا يتسعُ الحلمُ وتزهو ذكرياتي
يخرجُ النورُ من القلب إلى القدس العتيقهْ
ربما أشعرُ بالدفء هنا والانتصار
أنت مثلي،
وأنا نبضي بطعمِ الداليات
ربما الموتُ له لونُ الصباحِ
وضريحي الأقحوانْ
ربما أمّي ستأتي بي قريباً
ذاتَ حملٍ
لا تحزن يا أبي، لا ..

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى