الاثنين ٢٥ آب (أغسطس) ٢٠٠٨

الغـريـــــب

بقلم: سعيــــد عبيــــد

إلى الأخ الشاعر رشيد سوسان في مشفى باريس، متعه الله وأخاه بالصحة والعافية

من أين أتيت إلى باريـس
ودماء الحب تفجَّرُ من شريانـك
وتمر خلال تجاويف عظامـك
ريح بسخاء الشهداء
وعلى شفتيك ترانيم الملإ الأعلـى
وفؤادك يلهج بالتسبيح وبالتقديـس؟
من أين أتيت لتحيِـيَ أرضا ميتـا
تتساقط أوراق الأغصان اليابسة الثكلى فيهـا
تتشقق مثل خريف العمر طوى سر الأسرار
الموتَ الكامـن خلف جدار الدار؟
ها دمُّك يأتي مثل أذان الفجر فيسقيهـا
يسقي فيها الإنسان... فينبت خَلقا آخـر
بين زهور النرجس والقرآن
وفؤاده مثل فؤادك يلهج بالتسبيح وبالتقديـس.
ذوالقفازين الشفافين يسائل كل ممرضة:!
من أين أتى هذا الكهل الأشيب
هذا الممدود بصمت القديسين على فُرُش من نار
وسخاء دمائه لا ينفـد؟
قلن له قد جاء من المغرب
أومأت وكنت بعيدا: لا، كلا لم يأت
ولكنا نحن الغرباء.
* * * * * *
وسمعت صدى كلماتي في صوت الريح المهموس تداعبه الأنواء:
"... سنبلغ صاحبك المعطاء
سلامَ الله من الأنصار
وأبي الدحداح يبشر زوجته
برياض في وسط الفردوس على نهر جار.
لكنْ، بدّل عنوان قصيدتك المكتوب بماء
أنتم حقا غرباء".
بقلم: سعيــــد عبيــــد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى