الجمعة ٢٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٨
بقلم بسام الهلسة

الـرحلـــة

كتبت هذه القصيدة في العام 1979م حينما كنت طالباً في جامعة الكويت؛ لكنني فقدتها مع الكثير مما فقدته أو تركته أو نسيته، خلال ترحالي المديد في البلاد العربية.

قبل أيام وجدتها.. فاستعدت بعضاً من "الشاعر" الذي كنته آنذاك...

وعنيدٌ هو القلب،
هل تذكرين؟
التقينا مصادفة ذات يوم
وكان النهارْ
رائعاً...
قلت: ما اسمكِ؟
لم تخبرني، ابتسمتِ،
وكانت فراشةُ نار
تضيء الطريق أمامي،
تمدُّ يديها إليَّ،
فيصهلُ في القلب مهرٌ
يغرِّد طيرٌ
واتبعها...
من البدء حتى حدود الخريطة!
وعنيدٌ هو القلب،
لا يقبل الانتظار
ولا يرتضي بالحلول الوسيطة!
من شهور بدأنا،
التقينا،
هربنا من النظرات المحيطة!
إلى ركنٍ منزوٍ..
واقتسمنا: الأغاني، الأحاديث، والشاي، والكلمات البسيطة!
وتتالت لقاءاتنا...
كنتِ تبقين صامتة معظم الوقت،
لم تحلمي مثل كل البنات بزوج وبيت،
ولم تسألينيَ وعداً بشيء...
صديقين كنا نحب فلسطين والشعر
واللغة الواقعية!
وسافرتُ بعد ثلاثين يوماً...
سألتكِ: ماذا تريدين مني هديه!
قلتِ: لا شيء غير الرسائل...
فاكتُب!
كتبتُ: عن الوطن المستباحِ،
وعن أصدقائي...
وعن صبوات الشباب ببيروت بعد العشية!
فهل تذكرين إذن؟
مصادفةٌ جمعتنا كأنَّا على موعدٍ...
والزمنْ
كان يمضي إلى غير ما نشتهي،
والنهارْ...
رائعاً كان، لم تخبرينيَ ما اسمكِ،
كنتِ فراشة نارْ
تفرُّ بعيداً...
تمزقني...
بين وقتٍ من الصمتِ
والانتظار!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى