الثلاثاء ١٤ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
السيد أحمد والحسن البصري
بقلم محمد الأسدي

مواطنان من الزبير ومالكا مقبرتين

الأطفال يلعبون قرب سور المقبرة
السور القديم المتداعي في بعض مواضعه
لا أعلم من صنع هذه الثغرات
هل هو فضول الأحياء إلى عالم الأموات
أم فضول الأموات المتسللين إلى عالم الأحياء
في أحيان كثيرة لا أعرف بالضبط
من منهما عالم الأحياء ومن هو العكس
فالتشابه كبير !
سور ٌ خفيض ٌ يفصل بين فضائين
وعلى السور أطفال ٌ منهمكون تماما في اللعب
أتحدى أحدا منهم أن يمر من هنا ليلا
لا أن يتسلق هذا السياج .. المطل على الأزمنة
أتساءل أحيانا : ما الذي يجعل الأحياء المفترضين
حريصين دوما على إقامة الأسوار حول المقابر ؟..
هل يخافون تسلل الموتى إلى عالمهم
ومنافستهم عليه ثانية ً ؟!
الأطفال يلعبون قرب الموتى
لا يفصل بينهم سوى خطوات
هل كان أولئك الغاطون في موتهم أطفالا يوما
لا شك في ذلك .. وربما لعبوا على سياج المقبرة نفسه !
مقبرة الحسن البصري قريبة جدا من مقبرة السيد أحمد
مع فارقين بسيطين : الأول أن سور مقبرة الحسن البصري
عال ٍ بما لا قدرة َ للأطفال على تسلقه
وبما يبقي عالم الموتى أكثر عزلة ً
ربما كان ضيوف الحسن البصري
أقل فضولا للتعرف على جيرانهم خلف السور
والثاني أن ضيوف السيد أحمد من الشيعة
وضيوف الحسن البصري من السنة
أنا أخل أحيانا بهذه القاعدة بصلاحية شعرية وأزور قبر السياب
عندها أتذكر قول المعري عن بيت المتنبي .. أنا الأعمى الذي يعنيه ..
فأقول متناصّا ً أو مشاغِبا : أنا الفتى الذي قصده السياب بقوله :
( رُبَّ فتى ًمورِّدِ
مرَّ على قبري فقالَ : " قبـْر ُ "
وأين مِن هذا الرميم ِ الشعر ُ ؟! )

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى