الثلاثاء ٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم عزت الطيري

يدها وحقيبة يدها

1
يدها
يدهــا
ماكتبوا عنها
فى عرس قصائدهم
ما غنوا
فى طقس مواجدهم
ما ضموها
فى الحلم
وما شموا عبق عذوبتها
واهتموا
ببريق العينِ
ودرَّاق الخـِّد
وخمر الشفتين
وليل الشعر الوثنى الأدهمْ
يدهـــــــــــــــــــا
يا عـــالمْ
حقلٌ من سهل الرقة
سهلٌ من عشب الحلمِ
وأحلام السندسِِ
ورنيم النرجس
عشر أصابع
من موز الفجر
وترتيل النور
وأوراد النعناع الملتاع
يدهـــــــــــــــــــــا
إن تلمس كفى
فالعالـــــــــــــــــم ضاع
 
2
حقيبة يدها
الحقيبة مكتظةٌ
بالخواتم
أقلام أحمرها المستبد
وعطر قديم
وكحلٍ
ومرآتها المرمرية
منديلها القرمزى
المطرز بالحلم
قائمة للهواتف
كشفٍ
بأسـماء
قتلى هواها
ومفتاح سر خزانتها
وبها ما بها
من مباهج
أو من خيالٍ رهيفٍ
وملقاط تهذيب حاجبها
قطعة من فؤاد الفتى
نزعتهــا
لتلقى بها
وبأوجاعه
عند أول منحدر
قــادم
الحقيبة
مكتظة
منذ بدء الحقيبة
فى سالف الجلد
بالنسـيان الجميل
فهل بالحقيبة
صـورتها
وهى تعدو معى
فوق جسر اليمام
وهل فى الحقيبة
قاموس أحلامنا
زهرة السنط
صفرا، صفراء.
مثل شموس بغت
زهرة السيسبان الحزينة
مثل بكاءٍ نبيل
وتاريخ ميلاد حزن الفتى
نسخة من جواز الرحيل
إلى مدنٍ رحبةٍ
هاربين،
غريرين
من ليل قريتنا
منذ خوفٍ قديمٍ
وعشرين تنهيدة
فى الهجير...
الحقيبـة مكتظة
سوف تفرغها بعد ليل
على طاولات الحنين
وتصبح فارغةً
مثل قلبٍ
ولا يتبقى سوى
النسيان الجميل

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى