الثلاثاء ٣٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم يونس توفيق الحمداني

القمر بين يَديَّ

1-الخلق
آخذُ نورَ الشّمس
وحَفنةً من عُشـبٍ
و ماء.
وأُشكّلُ وَجهَكِ
قَمراً.
أتأمَّـلهُ طَويلاً
وأُمَرّرهُ في جَسَـدي
بين عروقي…
وجهكِ الغريب
حزين أبداً.
وجهكِ الوحيد
بَعيد، لا يَراني.
وجهكِ – القمر
في ذَاكِرتي يَتَكسّر…
 
2- شـوق
أراكِ
نائِيـةً
وردةً في ثيابِ الصباح
تَتَلظَّى شوقاً…
كالقَمرِ الغَريب
تفترشين صَدرَ الغيوم…
لا أعرف
لونَ العِتاب
لا أفهم
أحرفَ الدموع
بخفّة السراب
أعبرُ صحراءَ الوقتِ…
للّيلِ
رائحة الرّمادِ.
للذكرى
شكل الحريقِ:
ثياب
رسائل
صُوَر…
والسماء نائية.
كدُوارِ البحرِ
تَبتلعُ القمر…
 
3- الماضي
قَمرٌ في عَينيَّ
يَخلَعُ آخِرَ حِجاب
قَمرٌ بين يديَّ
يُمارِسُ طَقسَ الغِياب
قَمرٌ
كانَ…
 
4- الصّمت
لا أحدٌ يدري،
لعَينيكِ
صوت البحرِ،
لون الموجِ.
لا ريح في الصحراء
تعيدُ الرملَ إلى كَثيبِ صدرِكِ.
لا ظِلّ للشَّجَر
يعيد الطيور إلى كَفّيكِ.
لا أحدٌ يدري،
شَفتاكِ
وحشة الشتاء،
طعم الثلج.
لا نار في الجسَدِ العاري
تُعيدُ إلى مرايا الذاكِرة
قمراً غابَ
في صمتِ الكون…
لا أحدٌ يدري.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى