الثلاثاء ٢٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم باسل محمد البزراوي

صمت الكلام

يا جرح غزَّةَ في الضميرِ تسنّمِ وعلى رعافِ النازفينَ تقدَّمِ
صمتَ الكلامُ أمامَ نزفِك راجفاً خجِلاً، ورقَّ لنبضِكَ المتكلِّمِ
فوددت أن أُحي الكلام بصرخةٍ عربيةٍ في بؤسنا المستحكم
أبَتْ البطولةُ أن يدنِّس حُلمَها غربٌ تغرَّبَ كالغرابِ الأسحمِ
فمنَ الظلامِ إلى الظلامِ إلى الطوى ومن الحصار إلى الحصار المحكمِ
شعبٌ يلوكُ قيوده ويفلُّها فيكسِّر الأغلالَ نبضُ المعصمِ
شعبُ سما فوق الخطوبِ وأهلها ولوى الزمانَ وغدرَه المتجهِّمِ
وسما على خضرِ الجراح وسودِها وأبى الهوانَ بحلَّةِ المتكرِّمِ
نثرَ الجراحَ على الجراحِ فأسمَعَتْ صرَخاتُهُ الصخرَ الذي لم يفهمِ
وعلى الثرى غرسَ الإباءَ، ومجدُهُ فجرٌ تهلَّل في عيونِ اليُتَّمِ
فجرٌٌ تعلُّ من الأسى بربوعِه روحٌ تهوِّمُ في المدى المتوهّمِ
ظمئ الثرى إذ جفَّ صبحُ روائهِ وسجا الظلامُ على الظلام المعتمِ
أطفالُ غزّة يذبحون وحلمُنا قَدَحٌ، وقدٌّ تحت ظلِّ الأنجمِ
سقط الشهيدُ على الشهي، وصبحُهُ تاريخُنا المغزولُ من قطرِ الدم
فرمالُ غزةَ قد تورّدَ وجهها بِسَنا الجراح ووردِها المتبسِّمِ
ورمالُ غزَّةَ بلَّلَت أحداقَها الدمعاتُ في الليلِ الطويل المظلمِ
لا بأسَ غزَّةُ فالمنيَّةُ تنحني أبداً أمامَ شموخكِ المتعظِّمِ
لا بأس فالدّمُ إذ يفوحُ عبيرُهُ يروي حكاياتِ الزمانِ المؤلمِ
ويقصُّ ألوان البطولة عابقاً عطراً على وطني وشعبي المعدم
ويصيحُ فينا كي نعُدَّ وينتخي فنلوذ بالحانِ القريب ونحتمي
قدْ أنكرتكِ هنا اللغاتُ وما شفى جرحاً سوى القاني بحدِّ اللّهزمِ
قد جاش ذكرُك في الضميرِ، وهاجهُ عنفُ الجدودُ بوهجه المتضرّمِ
فخضَبتُ شعري من نجيعِكِ علَّهُ يشتارُ ناراً من لهيبِ جهنًّمِ
لِتَرَيْ حروفي السارياتِ كأنها أعلامُكِ الحمراءُ طلَّت من فمي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى