الجمعة ٢٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم حميد طولست

حذاء منتظر المنتظر

كغيري من المتتبعين عبر أطراف المعمور، تابعت خلال الأيام الماضية على بعض الفضائيات والصحف والمواقع الالكترونية، ‬لقطات رشق الرئيس الامريكي‮ ‬بحذاء الصحفي‮ ‬منتظر الزيدي‮ ‬مراسل قناة البغدادية، كتعبير منه عن معارضته الشديدة لاحتلال بلاده. ودفعني التفكر في ذاك الحدث الخطير الذي صفق له، بل أرقص الملايين، الذين وقف اغلبهم‮ مع الصحفي‮ بعد أن وجدوا سلوكه ذاك مبررا وناجما عن الاحباط والحزن والقهر والغضب من سياسات الدولة العظمى ورئيسها الذي‮ ‬اتخذ قرار الحرب،‮ ‬والغزو واحتلال بلده.

جزت بي ذلك المشهد إلى التمعن في خطورة تحول وظيفة الأحذية سلاح فتاك جديد يرشق به الرؤساء، وهي التي صنعت لنمشي عليها ونركض، أو لنركل بها المؤخرات احتقارا وإذلالا. والتي اختيرت جلودها من مواد قوية لحفظ الأقدام ووقايتها من كدمات الحصى والحفر التي تملأ طرقاتنا. فقد تحول استعمالها إلى مآرب أخرى غير التي ألفنا كالدوس والعفس على الهامات وتمريغها في الوحل.

فوجدت أن الحديث عنها طريف وشيق وذو شجون !لتجدرها في التاريخ أولا، وكثرة أنواعها واختلاف أشكال ثانية. فمنها القديمة، قدم الزمان، كما يذكر الرواة عن حرب البسوس أن الحارث بن عباد أرسل ابنه للزير سالم مطالباً إياه إما بإيقاف الحرب وحقن دماء العرب أو بأخذ دم ابنه بجير مقابل دم كليب، فسجل المهلهل سابقة قتل الرسل و ضرب ابن الحارث بالسيف وهو يقول: (بل بشسع نعل كليب) وفي ذلك قال الحارث:

قَتَـلـوهُ بِشِسـعِ نَعـلٍ كُلَيـبٍ
إِنَّ قَتلَ الكَريـمِ بِالشِّسـعِ غـالِ

وقد استعملها الإغريق واليونانيون القدامى على شكل (الصندل)، وهو نعلة سفلى تمسك إلى القدم بخيوط مشابهة للنعل المعروفة عند عامة المغاربة ب (الصرفاقة أو المشاية). ومنها الحديثة العصرية الرياضية المرصعة بالذهب والمجوهرات الثمينة كحذاء العداء الأمريكي مايكل جونسون، المشكل من صفائح من الذهب. ومنها ذو الجلد الغالي، كتلك المصنوعة من جلود التماسيح، وغيرها من جلود الماعز الرخيصة والمطاط.

وهي في اللغة النعل أو النعلة، وهي ما وقيت به القدم من الأرض، وهي مؤنثة. وخُفّ الإنسان ما أصاب الأرض من باطن قدمه، والخف الذي يلبس أغلظ من النعل. وقيل: الخف أطول من النعل، والكراع أطول من الخف، والضلع أطول من الكراع.

وهو معروف في دارجتنا المغربية ب(السباط) ويقال أن أصله إسباني وكان متداول بين أهل الأندلس وربما كان أصله عربيا من (أسبط)، وأسبط بالأرض تعني لزق بها، والتي تحولت إلى فعل "شبط" الذي يعني التمسك كما يقولون (شبط لبط). وهو (بو عفاس)، و(لبلغة)، و(الشربيل)، و(الصندال)، و(المشاية)، و(البوط)، و)الطالون). وفي الامزيغية (إيدوكان)، وبالمصرية (الجزمة) وبالعراقية (الصرماية) وبالفرنسية " souliers وبالانجليزي SHOES وغيرها كثير جدا لا يسعه المقال، وكلها أسماء لأنواع مختلفة ومتنوعة من الأحذية، منها التقليدي، والمستحدث، ما يصنع يدويا، وما يصنع آليا.

وتعرف أيضا عندنا بالسبرديلة، والمشهور عنها أنها خاصة بللرياضة، لكننا نستعملها لكل الأغراض الأخرى، ويقال أنها إسبانية الأصل، ظهرت في بلاد الباسك وهناك اختلاف حول تاريخ الظهور، فمن قائل كان في القرن الثالث عشر، وقائل في القرن الرابع عشر. إلا أنه في القرن التاسع عشر أخذت طريقها إلى التصنيع، لتزدهر في القرن العشرين. ومن أشهر الأحذية الرياضية عالميا، حذاء العداء الأمريكي مايكل جونسون، السابق الذكر والمشكل من صفائح من الذهب.

وقد صنع الإنسان منذ القدم أحذية طويلة من الجلد الخالص، إلا أن ما يعرف ب"البوط" المصنوع من المطاط لم يظهر إلا سنة 1853 على يد الأمريكي هيرام هوتشمسن، الذي اشترى بدوره براءة اختراع شارل غوديير المعروف في عالم المطاط والعجلات. وكما أن الحذاء الرجالي أنواع، فالأحذية النسوية أكثر تنوعا وأشكالا، والمعروف منها بالطالون، حذاء الكعب، فيعتقد أن مخترعته كانت امرأة قصيرة جدا، خطرت لها الفكرة عندما انحنى زوجها ليقبلها على جبهتها..

لقد حيكت حول الأحذية القصص الكثيرة الخيالية منها والواقعية الحقيقية، الدرامية والهزلية، والرومانسية. كما قيل فيها الكثير من الأمثال الشائعة والحكم الذائعة... فمن الأمثال العربية الدالة على قذارة الحذاء في ثقافتنا: أذل من الحذاء، وأذل من النعل، وتقبيل الأرض والنعال في عرفنا، تقدير لشخص ما كثيراً كثيراَ، حيث يقبل الحذاء كاعتراف قوي منهم لقوته وتبجيلهم له، أي أنه حتى تقبيل الحذاء الذي ندوس به على الأوساخ يهون في حب أو استعطاف الشخص.

ويبقى الحذاء في عرفنا وثقافتنا، شيء قذر للغاية، لايذكر إلا مرفقاً بعبارة (حشاكم أي أعزكم الله)، أو (أكرمكم الله)، لأنها كلمة مثيرة للاشمئزاز والقرف والتعوذ وحاملة للنجاسة، لأننا ندعس و نطأ به الوحل والأماكن القذرة فيغدو نجساً. وقد صلى رسولنا الكريم (ص) ذات مرة، فخلع نعليه، فخلع الناس نعالهم، فلما انصرف قال لهم: (لم خلعتم ؟) قالوا: (رأيناك خلعت فخلعنا)، فقال: (إن جبريل أتاني فأخبرني أن بهما خبثاَ)

عن أبي هريرة أن رسول الله قال: (لا يمش أحدكم في نعل واحدة، لينعلهما جميعا أو ليخلعهما جميعا). وعنه قال: سمعت رسول الله يقول: (إذا انقطع شسع نعل أحدكم، فلا يمشي في الأخرى حتى يصلحها).

وقد استن الوليد بن المغيرة، في الجاهلية، سنة خلع النعال لدى دخول الكعبة، وهي سنة أقرها الإسلام فيما بعد.

وكان الخليل بن أحمد يساير صاحبا له، فانقطع شسع نعله، فمشى حافيا، فخلع الخليل نعله وقال: من الجفاء أن لا أواسيك في الحف

وإذا كانت النعل قدرة وسخة تستعمل للتحقير، فإن الضرب بالنعل أحقر أنواع الضرب، و(الضرب بالجزمة) والشبشب معروف لدى المصريين. وكثيرا ما استعملته المرأة في صد المتحرشين. والضرب بالنعل قد يكون موجعا، خاصة في مثل حالة المثل القائل: (لا يعلم ما في الخف إلا الله والإسكافي)، ذلك أن كلبا ضربه إسكافي بخف فيه قالب فأوجعه جدا، فجعل الكلب يصيح ويجزع، فقال له أصحابه من الكلاب: أكل هذا من خف؟ فقال ذلك المثال المشهور(لا يعلم ما في الخف إلا الله والإسكاف)"..

ومن الأمثال الشعبية المغربية حول الحذاء والبلغة: (الفقيه اللي نتسناو براكته ادخل للجامع ببلغته)، (مول بلغة وحدة حفيان في الدوار)، (لو كنت ما كنعرفك يا ذاك الواد نقطعك ببلغتي)، (اللهم في الكراع ولا في البلغة)، (اقضي بالصندلة حتى يجيب الله السباط)، (دار الشرع خصها ريال مصرّف وسباط مطرّف وكلام محرّف)، (آش يقضي واحد مسبط والدوار كله حفيان)، (حجرة فالسباط، اللهم في رجلي ولا في السباط)، (كايقلب على اجوا للمنجل و سباط للعجل).

ومن الأمثال غير العربية يقول الكنديون: شيئان، لا ثالث لهما، يكتسيان أهمية كبيرة، وهما: فراش نوم مريح وزوج حذاء جيد، لأنك إن لم تكن ممددا على الأول، لابد تكون منتعلا الثاني.

ومن أدعية الزنوج الأمريكيين، الابتهال إلى آلهتهم بأن تجعلهم لا يصدرون الأحكام على الآخر، قبل أن ينتعلوا حذاء هذا الآخر، ويمشوا به لمدة خمسة عشر يوما.

وقد كان الفلاحون في أوروبا، إلى أوائل القرن التاسع عشر، ينامون وأقدامهم على الوسائد لا رؤوسهم، اعتقادا منهم أن الأقدام أكثر من الرؤوس معاناة في النهار، ولذلك فهي أجدر منها بالراحة..

والحديث عن الأحذية يجرنا لامحالة إلى التحدث عن صانعها الإسكافي (الخراز والطراف) بالدارجة المغربية، فهناك عدد كبير من الأمثال العامية تناولت هذه الحرفة والعاملين بها من مختلف الجوانب، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: (خراز وتيمشي بالحفا)، (بيت الخراز فيه من كل جلدة رقعة)، (زبل الخراز ما يصلح غبار)، (الخراز خدّم الجمل) والعمل الذي يستغل في(الخراز) الجمل هو أنه يضع على سنمه رقعا من الجلد لتيبس-خدمة واش من خدمة".

وليست الأمثال الشعبية و حدها التي خلدت بعض الأحذية، بل كانت للقصة اليد الطولى في ذلك، فكانت قصة حذاء سندريلا الخيالياة والذي أصبح بفضلها الحداء النسائي من أشهر الأحذية التي عرفناها، وتحكي القصة بإيجاز عن الفتاة الفقيرة سندريلا التي تمكنت من مقابلة الأمير الوسيم في صالة الرقص الملكية، وهناك قامت بالرقص معه حتى قبيل دقات منتصف الليل حيث هربت وخلّفت فردة من حذاءها الزجاجي في القصر، لتصبح هذه الفردة حلم ومنال كل فتاة، ولكنها كما تقول القصة بأن هذه الفردة لا تناسب إلا قدم سندريلا ولذلك تبخّرت أحلام الفتيات عندما حاولن ارتداء هذا الحذاء الزجاجي العجيب.

ومن أشهر قصص الأحذية أيضا حداء حنينا الذي قيل فيه "رجع بخفي حنين". وأصله أن حنينا كان إسكافا من أهل الحيرة، فساومه أعرابي بخفين، فاختلفا حتى أغضبه، فأراد غيظ الأعرابي، فلما ارتحل الأعرابي أخذ حنين أحد خفيه وطرحه في الطريق، ثم ألقى الآخر في موضع آخر، فلما مر الأعرابي بأحدهما قال: ما أشبه هذا الخف بخف حنين ولو كان معه الآخر لأخذته، ومضى، فلما انتهى إلى الآخر ندم على تركه الأول، وقد كمن له حنين، فلما مضى الأعرابي في طلب الأول عمد حنين إلى راحلته وما عليها فذهب بها، وأقبل الأعرابي وليس معه إلا الخفان، فقال له قومه: ماذا جئت به من سفرك؟ فقال: جئتكم بخفي حنين، فذهبت مثلا يضرب عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة.

وقيل: حنين كان رجلا شديدا ادعى إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف، فأتى عبد المطلب وعليه خفان أحمران فقال: يا عم أنا ابن أسد بن هاشم، فقال عبد المطلب: لا وثياب ابن هاشم، ما أعرف ثمائل هاشم فيك، فارجع، فرجع فقالوا: رجع حنين بخفيه، فصار مثلا·ولبس جحا حذاء جديدا، فنظر إليه بعض الشطار وأرادوا أن يحتالوا عليه ليسرقوه، فسألوه: أتستطيع أن تصعد على هذه الشجرة وتأتي بشيء من ثمرها؟ قال: نعم، فكم جعلتم؟ فأعطوه ما تيسر لهم وانتظروا أن يخلع حذاءه ليصعد فلم يفعل، بل صعد على الشجرة ومعه حذاءه تحت إبطه، قالوا: وماذا تصنع بالحذاء على الشجرة؟ قال: إذا ألقيت إليكم الثمر فماذا يعنيكم من الحذاء؟ أما أنا فلعلني أجد لي طريق سفر من أعلى الشجرة فأذهب ولا أعود إليكم.

وهناك قصة (القط الأستاذ) أو (القط بو جزمة)
وكما أن الأحدية شكلت مواضيع للكثير من القصص والحكايات، فإنها أخذت حيزا مهما في ميدان السياسة و توطدت العلاقة بينها وبين السياسيين، فكان عدد لابأس به من سياسيي أمريكا اللاتينية في بداياتهم ماسحي أحذية!. فتوليدو رئيس «بيرو» المولود عام 1946 ، عمل فترة من حياته كماسح أحذية للمساعدة في الإنفاق على أشقائه الـ 16، وربما كانت الأحذية هي التي سهلت طريقه لقصر الرئاسة، فقد لفت إتقانه للعمل أنظار زوجين أمريكيين يعملان في حركة السلام فساعداه على نيل منحة دراسية بجامعة سان فرانسيسكو ثم جامعة هارفارد ونال الدكتوراه بستانفورد، وعمل بالبنك الدولي، ثم زعيما للحركة التي أجبرت فوجيموري رئيس بيرو السابق على الاستقالة.

وليست كولومبيا بعيدة عن بيرو، فماسح الأحذية الكولومبي لويس إدوارد وبعد 20 عاما من جلوسه عند الأقدام ينظف الأحذية ويلمعها، نهض ليمثل ناخبيه في الانتخابات البلدية لمدينة «بوجوتا» التي أجريت في يناير 2001، واللافت للنظر أن إدوارد دخل هذه الانتخابات مع سياسيين مخضرمين في بوجوتا، ومع ذلك اختاره الناخبون ليكون أحد 42 عضوا في بلدية بوجوتا التي يقطنها سبعة ملايين نسمة.

أما في البرازيل فقد ظل لولا دي سيلفا الرئيس البرازيلي الذي عمل في صباه ماسحا للأحذية يشارك في الانتخابات خمس مرات إلى أن فاز في انتخابات 2002. عمل لولا عدة مهن متواضعة في صباه لتعويض تخلي الأب عن الأسرة المكونة من 24 فردا، وهذه المهن كونت لديه خبرة هائلة بالعالم البرازيلي الفقير، وفي أوائل عشرينياته دخل لولا العمل النقابي ومنه دلف إلى عالم السياسة..

وكما رفع الحذاء البعض إلى سدة رئاسة بعض الدولة، فقد أطاح نفس الحداء ببعضهم من القمة، كما كان الحال مع رئيس الفلبين " ماركوس" الذي كانت الثلاثة آلاف زوج من الأحذية التي ملكتها قرينته اميلدا ماركوس، كافية للإطاحة به.

وإذا تطلبت الأمر كل ذاك العدد الهائل من الأحذية للإطاحة بماركوس، فإن زوجاً واحدا فقط منها اصبح رأس حربة في محاكمة سياسية تابعها الفرنسيون بشغف. ففي أول إفادة له أثناء محاكمته التي جرت في باريس بتهمة التواطؤ في تبذير المال العام، أبدى رولان دوما، وزير خارجية فرنسا الأسبق، انزعاجه من تركيز الادعاء العام على قضية تلقيه حذاء سعره احد عشر ألف فرنك (1500 دولار) على سبيل الهدية من عشيقته كريستين التي كانت موظفة لدى شركة «إلف» للبترول.

وسألت القاضية، -في الجلسة الثانية من المحاكمة-، رئيس الوزراء الأسبق عن الحذاء «الغالي» الذي دفعت عشيقته ثمنه. ورد المتهم بأنه كان في تلك الفترة يعاني من آلام في الورك، ولهذا اوصى على زوج من الأحذية الطبية التي تصنع على المقاس لدى محل «بيرلوتي» في باريس. وأضاف دوما انه طلب الى كريستين ان تمر على المحل لتسلم الحذاء لأنها تقيم في الشارع نفسه، لكنها فوجئت بأنهم لا يسلمون البضاعة قبل تسديد الثمن، فاضطرت الى دفعه بواسطة بطاقة الائتمان الخاصة بها، ثم أخذت المبلغ منه.

ثم سكت دوما برهة قبل ان يقول: «لقد ارتحت لتلك الجزمة بحيث انني اوصيت، بعد ذلك، على ثلاثة ازواج اخرى وسددت ثمنها بنفسي. ان رجل الدولة في فرنسا لا يشترى بزوج من الأحذية».

يذكر ان واجهة محل «بيرلوتي» لبيع الاحذية الرجالية في جادة «ماربوف» قرب الشانزليزيه اصبحت طوال الاسبوع الماضي هدفاً لكاميرات الصحافة والتلفزيون بسبب محاكمة دوما. وحصد اصحاب المحل دعاية مجانية لا تقدر بثمن.

وقد شهدت محكمة أثينا العامة واقعة غريبة حيث تقدم صاحب سلسلة محلات الأحذية الشهيرة في اليونان «كالوجيرون» برفع قضية ضد يانيس باباميخائيل ابن الممثلة اليونانية الشهيرة أليكي فيوكلاكي يطالبه بدفع مبلغ 902 ألف دراخمة (2370 دولارا) ثمن شراء 14 زوجا من الأحذية النسائية كانت قد اخذتها والدته الممثلة قبل وفاتها لأداء دور مسرحي ولم تدفع قيمتها.

وأدلت وصيفة فيوكلاكي بأقوالها في المحكمة وقالت ان أليكي اخذت الأحذية من تلك المحلات للاعلان عنها في مسرحيتها الأخيرة «حلاوة السعادة» دون الاتفاق على دفع ثمنها بناء على اتفاقهما، وذكرت ان فيوكلاكي كانت دائما لا تبقي أية ديون عليها.

ولاقى صاحب المحلات الكثير من الاستهزاء من قبل الرأي العام اليوناني برفعه هذه القضية ضد فنانة مشهورة ماتت قبل خمسة اعوام، وكانت محبوبة لدى الجميع. ومن المتوقع صدور الحكم في هذه القضية خلال الأيام القليلة المقبلة.

ولازال الحذاء يصنع الحدث ويتصدره، فقد تناقلت وكالات الأنباء العربية خبر مفاده أن فردة حذاء قادت لاكتشاف جثة شاب داخل بئر عمقه 190 مترا في أول أيام عيد الأضحى بعدما فشلت كل المحاولات لاقتفاء أثره على مدار ثلاثة أيام.

وذكر مصدر صحفي أن والد الشاب الذى يدعى رشيد " 19 عاما" عثر على فردة حذاء نجله خلال عملية البحث عنه بالضيعة التى يعيشان بها بضواحى مدينة مراكش .

وأشارت إلى أن الابن اختفى على غير العادة لمدة ثلاثة أيام ما أثار فى أوساط الأسرة العديد من التساؤلات غير أن عملية بحث الوالد بجانب البئر وعثوره على إحدى نعلى الابن بجانب البئر ووجود إحدى اللوحات الخاصة بالبئر مكسورة رجحت فى ذهن الوالد فكرة سقوط الابن فى البئر. ولا تزال تحقق السلطات الأمنية المغربية لمعرفة ملابسات الحادث..

ويبقى حذاء الصحفي العراقي الذي أثار في كل هذا الفضول، والذي أصبح أشهر من نار على علم بين ليلة وضحاها، حذاء تاريخياً بكل ما في الكلمة من معنى، فلا يضاهيه في الشهرة حتى الآن في عالم الأحذية/السياسية، سوى حذاء الزعيم السوفييتي الشهير نيكيتي خوروتشوف الذي خلعه على مرأى زعماء العالم عام 1960، وراح يضرب به منصة الأمم المتحدة بعنف.

وقد شكل - حسب جريدة هسبريس- محامون مغاربة النواة الأولى للجنة المغربية لمؤازرةالصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس الأميركي جورج بوش بفردتي حذاء في زيارة الوداع التي

قام بها إلى العراق يوم الأحد الماضي. وتكونت اللجنة المغربية لمؤازرة منتظر الزيدي من المحامين

عبد الرحمن بنعمرو، وعبد الرحيم الجامعي، وعبد الرحيم بركة، وخالد السفياني، ومصطفى الرميد

والطاهر جلال ..

وحسب نفس الجريدة يبدو أن واقعة الحذاء الطائر الذي رجم به الصحافي العراقي البطل منتظر الزيدي الرئيس الأمريكي الراحل بوش، قد ألهمت مجموعات المعطلين بالمغرب لإبداع طريق جديدة

حيث قامت يوم مجموعة الشعلة للأطر العليا المعطلة، وهي آخر مجموعات المعطلين التي شكلت حديثا، برجم مبنى البرلمان بأحذية بالية جلبوها معهم خلال وقفة احتجاجية نظمت مساء يوم الخميس 18/12/2008، عوضا عن رجمه بأحذيتهم الحقيقية تحسبا لبقائهم حفاة عراة في شوارع الرباط..

وأختم مقالتي هذه الموحاة من شيطان الحذاء بقصيدة للشاعرة (صفية النجار)

بوركتَ ياحذاؤهْ

يامنتظر ذ ّكّرتنا بالفيل..وبالطير الأبابيلْ..وبالنخل العراقيّ الذي
يُروَى دمٌ وإباءُ
يامنتظر أحييتنا..وحملتنا من موتنا السريريّ الذي أحنى الظهور
لتنتفضْ فينا العروق ويصحو الكبرياءُ
يامنتظر حرّرتنا من قمقم الذّل اللعين فأينَعَتْ فوق الجبين زنابقٌ
وتبسّمت عمّاشُ والخنساءُ
يامنتظر كتبت لنا بالفعلةِ المجنونةِ حكمةً
- مات الذي تشقى البلادُ بجبنهِ حيّاً..عاش الذّي في موتهِ تشهد له الأحياءُ
يامنتظر أهديتنا بدراً منيراً أرعبَ..في الليلِ كلّ أبرهةٍ
كان الظلومُ أباهُ وأّمهُ الظلماءُ
يامنتظر علّمتنا ..طرقاً للعشقِ جديدةً
ورسمت لنا ببراءةٍ حين البلادُ تنادنا
كيف يُلَبَّى النداءُ
خابَ الذّي قال العراقُ قد انتهى واستحكمَتْ
بربوعهِ الغرباءُ
غابت وحوشُ البرٍّ واتَّسعَ الفَلا
واستأسدَ بعريننا اللقطاءُ
فيا جمع الزِنا مهلاً..لكل عصرٍ عارُهُ
وبكل عصرٍ للصبايا اليُتَّمِ يكونُ معتصماهُ
يامنتظر جلَّ الذّي سوَّاكَ فينا مُلهَماً
فإذا الكواكبُ أنجمٌ والكائناتُ ضياءُ
بوركت ياصقر العرب
لاوالذي نفسي الفقيرةُ في يدِهْ
بورِكْتَ ياحذاؤه

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى