الخميس ٢٥ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
ديوان العرب يحاوِر....
بقلم إباء اسماعيل

الباحثة والأديبة الفلسطينية المُغترِبة(ميّ علّوش)

 اليوم الذي لا أقرأ فيه، أحسُّ بجفافٍ في روحي، أحسُّ بهدر وقتي بلا جدوى.
 لقد حوّلت ُمعاناتي إلى وسيلة صعود إلى الأعالي، حوّلتُ وجعي سلّماً وصبري شرفة أمل من خلالها على العالم من عَلٍ.

  اسمحي لنا في البداية أن ندخل صومعة روحك المعطاءة والمبدعة منذ أول حرف لكِ مقروء أو مسموع...
حين نريد أن نسبر طفولة ميّ علّوش منذ أن كانت تحبو في طريق الابداع. مَن الذي أخذ بيدها؟ ومَتى تفجّرت طاقاتها الابداعية عن أول قصيدة أو أية تجربة ابداعية/ إعلامية نشرتها أو قدّمتها، ومتى قررت أنّ طريق الكتابة والابداع قدرٌ لامهرب منه؟!

  وُلِدتُ في بيرزيت ( بلدة جبلية من فلسطين، شمالي مدينة القدس) يوم رأس السنة من عام 1940 م. أنا واسِطة العقد من عائلة مكوَّنة من سبعة أبناء أحياء، أخّان وأخت أكبر مني وأخّان وأخت أصغر مني. ومن حسنِ حظّي أني شقيقة الكاتب والمفكِّر ناجي علّوش الذي كان له دورٌ كبير في حياتي، ووجّهني ودفعني نحو الكتابة والأعمال الأدبية التي أقوم بها، كذلك شقيقي د. جميل علّوش اهتمّ اهتماماً كبيراً بالأدب وبالنحو، واستفدتُ أنا من جلساتي الأدبية معهُ، ومن حديثه المتكرر في اللغة والنّحو.
وبالنسبة لعائلتنا(علّوش) فقد مات منها كثيرون في الحرب العالمية الأولى، ولم يبقَ منها إلا ثلاثة رجال كوّنوا ثلاثة بيوت وهم والدي، وعمّه، وابن خاله .... وكان عم والدي أوّل المُهاجرين إلى أمريكا، وكان موهوباً، وهو شاعر زجل(حنّا موسى المقدسي) تبارى مع شعراء الزجل في أمريكا، وله وإياهم ديوان مطبوع ... أمّا والدي فقد كان يحبُّ جمع الأمثال والأغاني الشّعبية، وكان يروي الحكايات ويحفظ من شعر عنترة وغيره، وابن عمي كان أستاذ أدب انكليزي، وبنات عم والدي كنَّ معلمات في المدرسة الابتدائية في بيرزيت، وكنّا نجتمع عند جدّتي التي فقدت أولادها في الحرب. وأكثر ما يكون حديثنا في الشِّعر والأدب.
اهتمام عائلتنا بالشعر مع طبيعة بيرزيت الخلاّقة، مع اهتمام شقيقي الأكبر مني، كل ذلك فجَّر فيَّ ينابيع الشّعور ووجَّهني نحو عالم زاخر بالفكر والمعرفة. تتألق فيه القصائد كالورود الربيعية المنعشة الأحاديث الأدبية كالنسيم العاطر.
تعلمتُ دروسي الابتدائية والثانوية في مدارس بيرزيت. علّمتُ في بيت جالا قرب بيت لحم عامان، وفي ابتدائية بيرزيت، ( المدرسة التي تعلمتُ فيها وهي مدرسة اللاتين ) سنتان، ثم انتقلتُ إلى بيروت بالزواج من أحد الأقرباء المقيمين في لبنان سنة 1962 وبقيت في لبنان حتى خروجي إلى أمريكا عام 1997، وعدتُ هناك ثلاث مرّات وفي آخر المَطاف خرجتُ مع مَن خرجوا غداةَ حرب تموز المدمِّرة عام 2006، وحتى الآن لم أرجع.
في بيروت نمَّيتُ نفسي أدبيّاً، كيف لا وبيروت محطة كل ساعٍٍ نحو العلاء إن في العلم أو في الفن أو في الشِّعر والمسائل الأدبية. كيف نمَّيتُ نفسي أقول أني في السنوات الأولى من زواجي لم أشتغِل ولم أفعل شيئاً، ولكن في مرحلةٍ لاحقة، وعندما مرِض زوجي أثناء الحرب، رأيت أن أبدأ العمل، فكان ذلك عام 1979، وبعد أن بقيتُ في البيت فترة طويلة، بدأت العمل في إذاعة فلسطين، ولقد أخذتُ على مسؤوليتي كتابة برنامج ( بلادنا فلسطين ) الذي يتحدث عن القُرى والمدن الفلسطينية من دون ذكر اسمي. توفي زوجي وقت خروج الفلسطينيين ثم بقيت وأبنائي في بيروت، انتقلتُ للعمل في إذاعة( لبنان العربي)، فكتبتُ لهم عن بيروت بالطريقة التي كنتُ أتحدث فيها عن يافا وحيفا وعكّا في إذاعة فلسطين، ولمّا نجح البرنامج، رحّبوا بي للعمل في إدارة برنامج تلك الإذاعة، ومن هناك انتقلتُ إلى إذاعاتٍ أخرى، وكتبتُ المزيد من البرامج حتى وصلتْ برامجي إلى الخليج العربي. كتبتُ عشرات البرامج، منها ماهو أدبي، ومنها ماهو تاريخي، ومنها ماهو في فقه اللغة، ومنها ماهو عن المرأة ومنها ماهو للفترات الصباحية والمسائية، وكنتُ دائماً أفتِّش عن العنوان المُناسب. ولمّا خفَّّ عمل الإذاعات الحزبية بعد عام 1990 بتوصُّل الفرقاء إلى اتِّفاق، حوَّلتُ عدداً من برامجي إلى كتب وكان أوّلها ( تاريخ بيروت) . أصدرتُ كتابي ( بيروت ذكرى وتاريخ) عن دار المستقبل عام 1993 ، وفي عام 1994 أصدرتُ كتاباً تاريخياً آخَر عنوانه ( أشهر حصارات المدن في التاريخ) صادر عن دار الطليعة، وفي عام 1995 أصدرت عن دار الحمراء كتاب ( الأسماء النسائية) الذي يتحدث عن حاملات الاسم الواحد ، وكان بالأصل برنامجاً إذاعياً يحمل اسم ( نساءٌ في الشِّعر) ، ثم في عام 2000 صدر لي كتاب بعنوان ( عرائس الشِّعر) وفيه مجموعة من أسماء النِّساء اللاتي ذُكِرَت أسماؤهنَّ بالشِّعر، ثمّ في عام 2002 صدر لي عن دار المؤلف أربعة كتبٍ سويا ، واحد باسم ( معجم الشعراء وأروع ماقيل في النِّساء) وثلاثة من سلسلة لآلئ الشعر، وكانت في الغزل والرثاء والهجاء..
عندما خرجتُ من بيروت صيف عام 2006 تركتُ مع الناشرين فيها ثلاثة كتب، واحد بعنوان ( الكلمات الأخيرة) عن دار الخيال، وإثنان عن دار العلوم العربية وعنوانهما ( أطرف الحكايات في حياة بيروت) و ( تقاليد الشعوب). ولديّ مجموعة شعرية في الأرض المحتلة عند شقيقي موسى صاحب دار علوش للنشر، ولقد صفَّ الديوان وأنتظر صدوره..
ما زال هاجسي الكلمة وبيت الشِّعر والكتاب المطبوع، وأعتقد أني سأحقق في المستقبل المزيد من الانجازات الأدبية ...
عندي من الأولاد 3 بنات وصبي واحد ، تعلموا جميعاً وعنوان الأدب والذوق وهم حسب أرقامهم الزمنية : نجوى – خريجة أدب انكليزي، عودة الصبي – إدارة أعمال ، هلا- تخصص تعليم ، نداء- بكالوريوس صحافة وإعلام. عندي اليوم 6 أحفاد: 4 بنات وصبيّان.

  برنامجكِ الإذاعي (أديبات العرب) ما هوالأثر الذي تركه في تجربتك الإعلامية والأدبية ومجال بحثك فيما بعد؟
 لم يؤثّر هذا البرنامج كثيراً على تجربتي الاعلامية، وليس كثيراً أيضاً على مجال بحثي، فقط أني ازددتُ اقتراباً من الشاعرات والأديبات العربيات. توقفتُ عند أسماء لم تُتَح لها الشهرة الواسعة، فعلاً أذكر بيتين من الشّعر قالتهُما أعرابية، لقد نسيتُ اسم تلك المرأة، ولكني أذكر أني قرأتهما في كتاب ( أعلام النساء). قالت المرأة تتذكر حبيبها:

وما نطفة من ماء بهمين عذبة
تروي غليلي عند نومي أرومها
 
بأطيب من فيه لو أنّك ذقتهُ
إذا ليلة أسحت وغابت نجومها

 هل رأيت في عصرنا مَن هنَّ في جرأة تلك الشاعرة؟!
 عرفتُ من جملة دراستي للشاعرات العربيات، أنّ أبيات كثيرة للشاعرات ضاعت، إمّا لأنّ النساء كنّ يخَفْن أن يجهَرنَ بما يقلن أو لعدم اهتمام الناس بما تقوله النساء، أو لأنهم في مراحل العَسَف والجور على المرأة ضيّعوا الكثير من شَعرها، ولكن الذي وصلنا من شِعر المرأة كثيراً ما كان رائعاً.

أذكر ممن قرأتُ لهنّ امرأة من الجزيرة العربية طبعت ديواناً لها اسمه

( شميم العرار)، لم تَبُح باسمها الصريح وإنّما سمّت نفسها (غادةُ الصحراء).

أذكر مجموعة شعرية لشاعرة اسمها سُلافة العامري، وعرفتُ فيما بعد اسم سلافة العامري اسم مستعار وأنّ اسمها الأصلي مؤمنة عوف.

أذكر شاعرة جاهلية وصفت المعركة أحسن وصف واسمها (جِمل الطبابية) في كتاب (مراثي الخنساء وسيف شاعرة عربية) ورد عدد من أسماء النساء الشاعرات مثل ليلى الأخيلية وليلى بنت طريف، وعمْرة ابنة الشاعرة الخنساء، وشاعرة اسمها صفية .... وفي معجم النساء الشاعرات عدد كبير من الأسماء مثل رامة بنت حصية الأسدية. أذكر شاعرة تُدعى سعدى هدّدها أهلها بقطع لسانها إن ذكرت رجلاً أحبته اسمه عيسى فقالت

سأرعى لعيسى الودَّ ما هبّت الصّبا
وإن قطعوا في ذاك لسانيا

  ما هي الصعوبات والخيبات – المادية والمعنوية- التي واجَهتكِ وأنت تحفرين في عمق الثقافة العربية من روحك وبحثك المضني والمتواصِل في الوطن الأم وفي بلاد الاغتراب؟!
 الصعوبات كثيرة، ولكني حرصتُ دائماً على تجاهلها، حتى وكأني لا أحسُّ بها. كان في رأسي هدف تعلقتُ به وجاهدتُ لتحقيقه. البحث بالنسبة لي ليس بشيئٍ مُضنٍ، إنّما لا أجد لحياتي معنى إن لم أقلِّب صفحات الكتب صباحاً ومساءً .. واليوم الذي لاأقرأ فيه، أحسُّ بجفافٍ في روحي، أحسُّ بهدر وقتي بلا جدوى.
التقاليد كانت لي بالمرصاد في فترة صباي الأوّل، ولقد نُشِرَ لي قصيدة غزل باسم مستعار أثار يومها زوبعة في البيت .... يومها لم تكُن الفتاة تستطيع أن تبني علاقات خارج البيت بمفردها ، حتى الزوج كان يختاره الأهل، وتجد الفتاة نفسها مجبرة على تنفيذ ماترغبه العائلة، فكيف يمكنها زيارة مكتب جريدة أو مركز إذاعة؟!

 كيف يمكنها أن تحقق نجاحاً ، وقبل النجاح، كيف يمكنها أن تخرُج من القمقم؟!
 وفي لبنان، وبعد طول انتظار دخل حياتي ما أجبرني على الخروج، فلما أحسستُ أنّ زوجي أصبح في خطَر، وبتغيُّر الأيام، خرجتُ من البيت للعمل، وأقنعتُ زوجي على طريقتي بتقبُّل الموضوع. ولمّا توفّي عام 1982، كنتُ قد هيّأتُ نفسي لخوض المعركة، لمّا خرج الفلسطينيون بعد الاجتياح عام 1982، خرجَتْ عائلة شقيقي، وعائلة شقيق زوجي، وكانوا أقرب الناس لنا، واخترتُ أن أبقى في بيروت حين أتيحتْ لي فرصة البقاء في البيت الذي كنّا نعيشُ فيه، إذ لم يكُن من السّهل الانتقال إلى مدينة أخرى، ما دام اسمنا لم يُسجّل مع الخارجين من العسكرية.
بقيتُ مع عائلتي وحيدةً إلا من المعارِف والأصدقاء الذين تجمعنا معهم علاقات ودّ واحترام في السنوات السابقة لاجتياح بيروت. الحربُ تدور وأنا يجب أن أؤمِّن لعائلتي كلّ مايلزم، النقودَ والطعامَ والماء، والضوء، وحين يتكسّرُ الزجاجُ بِنعلِ قذيفةٍ أو صاروخ، أكون مضطّرة للمِّ الزجاج وسدّ ( الطاقة) أو الواجِهة التي سقطتْ بأيّة وسيلة إلى أن نؤَمِّن زجاجاً جديداً ..... في نفس الوقت، أكون متّفقة مع إذاعة أو اثنتين، أو حتى ثلاث على كتابة برنامج ما، أوّلاً كمُشارِكة في العمل الوطني، وثانياً لتأمين مايلزمنا من النقود، وفي نفس الوقت كنتُ أُشارك الجيران همومهم، وأزور الجرحى من معارفي. ولقد واجهتُ في نفس الوقت قضايا الهويّات وقضايا التّهجير وغيرها.
خضْتُ تجربةً قاسية ومريرة، وكنتُ أحياناً أضطر أن أنتقِل إلى بيتٍ آخَر، وكلّما انتقلتُ أجد نفسي مضطرة لتأمين أشرطة كهرباء جديدة، ومصدر ماء جديد، مع تأمين الخزّان والحنفيّات ومايلزم، وما يمكن أن تحتاجه من آنية بيت ، وكان ابني يساعدني في تلك الأعمال.
مرّت الأيام وأنا أحاول تثبيت نفسي من السقوط، لأنّي إن سقطتُ سقطَ أبنائي جميعاً، كنتُ أعدُّ المواضيع للإذاعة كما أعدُّ الوجبة اليومية اللازمة، وحين بحثي عن الخبز حين ينقطعُ أو أي من المواد التموينيّة، كنتُ أبحث عن المراجع اللازمة لحلقاتي الإذاعية، وحين أعود إلى البيت يكون معي ربطة خبز، وأحد المَراجِع اللازِمة...
إن كنتُ سـأتحدثُ عن كل ما واجهتُ من المصائب خلال تلك الفترة، أستطيع أن ِأؤلف كتاباً بحجم كتاب ( شعراء النصرانية) .. لقد حوّلت ُمعاناتي إلى وسيلة صعود إلى الأعالي ، حوّلتُ وجعي سلّماً وصبري شرفة أمل من خلالها على العالم من عَلٍ..
وحين طبعتُ كتابي ( الملهِمات) قدّمتهُ إلى بنياتي الثلاث، كما جاء في المقدمة: (إلى زينة البنيات وفخر النساء، إلى خير من أنتجت من نسلها حواء ... إلى نجوى، هلا ونداء [1])
المَثل عند العامّة في بلادنا يقول: (التّعب وسخ)، بمعنى أن لهما قابلية الزوال. فحين تنظف الوسخ تبدأ حياتك من جديد، وهذا ما كان ... اليوم عندي أبناء وكتب كثيرة آمل أن أنشرها في مستقبل قريب إنشاء الله.

 هل نتوقع يوماً ما أن تخصص مي علّوش معجماً خاصاً بالشاعرات العربيات المعاصرات؟ وهل لمستِ لديهنَّ آفاقاً إبداعية متميِّزة تدعوك للتفاؤل والبحث؟!
 لقد سبقني آخرون إلى الموضوع، وأنا من عادتي أن أطرق موضوعاً لم يسبقني إليه أحد، مثل موضوعات ( أشهر حصارات المدن في التاريخ) وموضوع النساء ( الملهِمات)، وجمعي للأسماء النسائية الواردة في الشعر العربي. هذه المواضيع لم يسبقني إليها أحد.
وبالنسبة للحديث عن النساء الشاعرات، فقد كنتُ أقتني كتباً عنهنّ أرجع إليها كلما دعت الحاجة لذلك، وسأذكر أسماء تلك الكتب وأسماء مؤلفيها، مع ذكر أسماء دور النشر التي صدرت منها إن استطعت:

1- سمرين، د. رجا. ( شعر المرأة العربية الحديث والمُعاصِر)
صادر عن دار الحداثة في بيروت.

2- غريّب، روز. ( نسمات وأعاصير في الشعر النسائي الحديث)
عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.

3- مصادر الأدب النسائي. نسيت اسم المؤلف، صادر عن المملكة العربية السعودية ولاأذكر اسم الدار أيضاً، ولكن الكتاب جاء كاملاً شاملاً.

4- نويهض، ناديا الجردي. ( نساء من بلادي)
صادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.

ولاشك أني نسيت أسماء كتب أخرى موجودة في مكتبتي تتعلق بالموضوع إياه.

ولقد علمتُ قبل خروجي من بيروت عام 2006 أنّ السيدة حسناء مكداشي أنجزت عملاً بعنوان (مبدعات عربيات)، من خمسة أجزاء، ولكني لم أرَ ذلك الكتاب وهو يتعلق بإنتاج وإبداع المرأة العربية، ولقد طُبع في مصر، ومسؤولة عن توزيعه في بيروت دار الفارابي، كما علمتُ من المؤلفة نفسها. واسمي مذكور في ذلك المؤلف.

ولكن بالنسبة لي، ليس بين يدي الآن أي مشروع من هذا القبيل، فقد وجد الموضوع مَن يهتم به قديماً وحديثاً.

أنتِ بعيدةٌ عن عالم الانترنيت. ولكن في مجال بحثنا على الشبكة، وجدنا أنّ لديك الكثير من القرّاء في العالم العربي، وعلى الأخص من الجيل الجديد، الذين يتناولون كتبك بالنشرعبرالحوارات بالمنتديات الثقافية أو الإشادة بجمالية عطائك.
فماذا تقولين لهم؟

 يُسعدني أن يُكتب اسمي على الانترنيت إلى جانب أسماء كبار المؤرخين، ولقد عرفتُ ذلك من قبل في بيروت، وعرفتُ أنّ بعض كتبي نجح نجاحاً كبيراً في نسبة مبيعه في السعودية ودول الخليج، قلتُ (هذا يكفيني) .. مع علمي أن الأيام القادمة ستبرز كتاباتي إلى العلن أكثر وأكثر .... ولو كنتُ لم أعطِ الكتابة كل جهدي، فمصاعب الحياة اليومية التي كانت ثقيلة عليّ اقتضت كثيراً من جهدي.

الكومبيوتر والانترنيت ... هذه الآلة السحرية كم أحسد قدرتها على جمع المعلومات ، وعلى الحفظ، وأرى أني لابد سأتقن استعمالها قريباً إن شاء الله.

  إن توفّرت لك فرصة التغيير في الأوساط الثقافية لدى الجالية العربية الأمريكية( صحافة، إعلام، مبدعون)، ماذا تقدمين لها. وهل أنت راضية عنها في واقعها الحالي؟!
 إنْ توفّرتْ لي فرصة التغيير أغيّر، أدفع إلى الأمام، أمنع التغاضي عن الأخطاء اللغوية، وأبتعد عن مطبّات الوعي والفكر!
جرائد ومجلات العرب في المهجر الأمريكي تُعاني من الضعف والهزال، وأحزن على حالها، ومعظم هذه المجلات والجرائد مشروع فردي مثل لف ( السندويتشات ) السريعة. مجلة واحدة تصدُر في قالب جيد ومستوى رفيع هي مجلة داهِش [2]يجب أن يكون لنا جرائد قوية مثل جريدة القدس العربي التي تصدر في لندن، والجرائد التي تصدر في بيروت. لابدّ أن يرصَد لأية مجلة أو جريدة مبلغ من المال، وأن يدبِّر أمورها قيّم مُدير ناجِح كما عبد الباري عطوان لجريدة القدس التي تصدر في لندن، وشارل أيوب لجريدة الديار وطلال سلمان لجريدة السفير التي تصدر في بيروت.

 ماهي مشاريع وطموحات مي علوش الأدبية التي تسعى إلى تحقيقها على المدى المنظور؟
 إنّي في هذه الأيام، هنا في أمريكا أحاول إنجاز ثلاثة كتب في آن. وهذه الكتب هي:

1- الكتاب الذي انتهيت من تبييضه اسمه ( نافذة على الشمس) وهو مختارات من أجمل ما كتبت للإذاعات في لبنان للبرنامج الصباحي، ولقد وصلتني المسوّدات التي كنتُ جمعتها هناك في مطلع كانون الأول سنة 2007 وانتهيت من تبييض ما وصلني من مسودات في 20 شباط من سنة 2008. يمكن أن أزيد على الكتاب بعض الحلقات المفقودة عندما أرجع يوماً إلى بيروت وأعرض الكتاب للنشر.

2- الكتاب الثاني الذي سأعمل على تبييضه من جديد هو كتاب ( معجم الأسماء النسائية الواردة في الشعر العربي)، الذي حملتُ مخطوطتيه معها ابنتي التي وصلت إلى أمريكا يوم 23 شباط الماضي، كان الكتاب جاهزاً لولا كثرة الزيادات التي زدتها عليه، فأحببت أن أبيّضه مبيضة أخيرة....

لقد جمعتُ في الكتاب من الأسماء الواردة في الشعر حوالي 450 اسماً نسائياً، وعدا أسماء ليلى وميّ وعبلة وأسماء وامامة وأميمة من الأسماء التي نعرف ورودها في الشعر، عثرتُ على أسماء كثيرة ومختلفة وردت في الشعرالعربي أسماء غير منتشرة كثيراً في الشعر، أحببتُ أن أبرز وجودها، مثل أسماء نغَم وجِنان و منى التي ذكرها أبو نواس وأسماء دَدِ وأثيلة ومُلَح التي ذكرها البُحتري ... ولقد ورد في كتابي هذه الأسماء أيضاً: اسم خلوب وحيا وشاجي ومثنى وشيماء ونشوى وغيرها ... وكل اسم أذكر قائله وأفسِّر معناه وأذكر الأبيات التي تضمنته.

الكتاب الثالث الذي أعمل على إنجازه في غياب المراجع للخوض في مواضيع أخرى ، كتاب عن بلدي بيرزيت التي أخصص موضوعاً عنها لكل عدد من مجلة بيرزيت التي تصدرها جمعيتنا، وستكون المواضيع تلك فصلاً من الكتاب الذي أنوي إنجازه عنها.


[1هذه أسماء بنياتي الثلاث: نجوى، هلا، نداء.

[2تصدر في نيويورك عن دار داهِش.


مشاركة منتدى

  • الرب يباركك يا احلى واجمل معلمة وكاتبة واديبة بيرزتية فلسطينية , اعتز بها دائما , كم انا فرحانة ان الرب ارشدني لهذا الموقع حتى اقرأ عنك , انني كنت ابحث عن شعر للدكتور جميل علوش وبالصدفة رأيت هذا المقال عن حضرتك . كم شعرت بالفخر بك يا معلمتي الحبيبة د . مي علوش
    بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِ عيني فلم يُغنِ البُكاءُ ولا النّحيبُ
    فَيا أسَفاً أسِفْتُ على شَبابٍ، نَعاهُ الشّيبُ والرّأسُ الخَضِيبُ
    عريتُ منَ الشّبابِ وكنتُ غضاً كمَا يَعرَى منَ الوَرَقِ القَضيبُ
    فيَا لَيتَ الشّبابَ يَعُودُ يَوْماً، فأُخبرَهُ بمَا فَعَلَ المَشيبُ

    الطالبة التىي لن ولم تنسى معلمتها الحبيبة وجارتها القريبة وبنت بلدتها بيرزيت الفريدة التى دائما وابدا كانت وما زالت قدوة حسنة في حياتي .

    المخلصة : نيللي فرح

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى