الخميس ٢٥ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم محمد متولي محمود

الفتوة

وقف الفتوة على باب حارته -التي غاب عنها زمنا لم يستطع إحصاؤه- قاذفا تفاصيلها الثابتة والمتحركة منها بنظرات حامية صارخا فيها :

 لقد عدت كي أؤدبك يا حارة قذرة معدومة التربية..

ثم خطا نحو الحارة المتهتكة نهارا وليلا متغلغلا بين ثناياها ضاربا راحة يده اليسرى بعصاه ذات النتوءات التي طالما أقام بها معوجا وكسر بها غازيا متطفلا وهو لا يكف عن قذف نظراته هنا وهناك على من خدمهم وذاد عنهم بإخلاص في لحظات قوته فما كان منهم إلا أن أهانوه وطردوه لحظة ضعفه،والآن ينتقم.. ولكنه وجد الجميع غير عابئ به غير ناظر إناه وكأنه لفحة صهد عابرة أو صفحة مقطوعة من كراس تلميذ وملقاة بإهمال في ركن قصي من أحد ثنيات الحارة المختفية.. ذهل واندهش ثم ازداد ذهولا عندما اعترض سبيله لوح مرآة عملاق مستند إلى حائط فراح يتطلع في سطحه المصقول الرائق إلى انعكاس للحارة بكافة تفاصيلها وحركاتها عداه هو الواقف قبالتها..انقلبت أمارات الدهشة على صفحة وجهه إلى انكسار عندما أدرك بجلاء أنه ليس إلا مجرد شبح..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى