الثلاثاء ١٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم نمر سعدي

أيذكرُ لي قلبي

أيذكرُ لي قلبي الليالي التي خلَتْ؟
ومن أينَ لي قلبٌ يذكِّرُ أو يُسلي
بُليتُ بدنيا ضيَّعتني وضيَّعتْ
حيائي وأشعاري وما كانَ من نُبلي
سكوني سكونُ الليلِ.. لكنَّ مرجلاً
من اللعنةِ العمياءِ في داخلي يغلي
وكيفَ بـتربِ الأنبياءِ تيمُّمي
ويحملني شوقٌ لأرضِ أبي جهلِ
تبهرجُ لي الدنيا الهوى كخريدةٍ
تُنازعني الأحلامَ في الصدِّ والوصلِ
وما هيَ إلاَّ سوقَ زيفٍ وفتنةٍ
يساومُ فيها الأشقياءُ على الفضلِ
 
وما أنا إلاَّ قطرةً أو وريقةً
على شجرِ الآلامِ أو ذرَّةَ الرملِ
وفي قبضةِ الأقدارِ شبهَ حمامةٍ
تطيرُ على خوفٍ من الثكلِ للثُكلِ
ودمعةَ مغدورٍ بهِ من حبيبهِ
مؤرقةً راحتْ تسيلُ على النصلِ
وصرخةَ آهٍ أطبقَتْ مثلَ باشقٍ
من الريحِ والنيرانِ في عالمِ الليلِ
أفتِّشُ عن شيءٍ بغيرِ مهيَّةٍ
ومعنىً ولونٍ في الطبيعةِ.. أو شكلِ
هوَ العدمُ المنظورُ في الناسِ رُبَّما
فهل وجدوا الأشياءَ من بحثوا قبلي
وهلْ عرفوا الأيامَ حتى نخاعها
أو اكتشفوا الدنيا التي حيَّرَتْ عقلي
لكلِّ حقيرٍ لا يساوي التفاتةً
سرائرُ لا تَبلى ولكنَّها تُبلي
سيذكرُ لي قلبي الليالي التي مضَتْ
ويُملي عليَّ الشعرَ تحنانُها يُملي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى