الأحد ١٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
شاعر قدر الله أن يكون ملِكا
بقلم عبد الله الحميدي

إخناتون

امنحوتب أو رجا دربن أو الريان بن الوليد

كاتب هذه المقالة سنحت له فرصة قبل 28 سنة ليدخل تحت أهرام الجيزة. كنت متحمسا ونحن الثلاثة راكبين سيارة البيجو متجهين الى الأهرام، إحدى عجائب الدنيا، والساعة فى يدي تشير الى التاسعة مساءا. حين وصلنا بدأ هاجس الخوف يدب فى نفسي. المكان موحش مظلم ولا سياح وخيول وفرجة كما هو فى النهار. هناك قابلنا الحارس وأخذنا نمشى على التربة طلوعا نحو الأهرام يقودنا الحارس معه المفاتيح وشمع. كنت أتساءل فى نفسي. ما لي ومال قبور الفراعنة؟ وهل لعنة الفراعنة التي قرأت عنها أسطورة أم حقيقة!؟ تحول هاجس الخوف الى خوف عندما علمت أن الدخول سوف يكون من خلال سرداب، فتحة حوالي 80 فى 80 سم كأنها حفرة فى الأرض. يشبه غطاءها الحديدي فتحة المجارى لكنه بزاوية حادة على ما أذكر. وليس بابا كما كنت أتصور. لا يا عم! سأعود الى غرفة الحارس وأنتظركم هناك قلت لهم. إقتنعت بالدخول آخر واحد بعد أن قال الحارس أنه دخل مرات كثيرة واللى كتبه ربنا حَيِحصل. دخلنا نازلين حبوا واحد تلو الآخر ثم وقفنا فى مكان لا أعرف ما هو حتى أشعل الحارس شمعة كأنها قبس. وإذا بنا فى غرفة مربعة 3 فى 3 وإرتفاع ربما أقل من ثلاثة أمتار. أكثر ما أعجبني وأدهشني ما لمسته يدي، زخرفة بارزة على الجدران الملساء. طيور وأشكال ورموز محتفظة آلاف السنين ببريق ألوانها المعدنية، ذهبي ونحاسي وغيرها بالإضافة للتابوت الصخري، صخر صوان صِمان لونه خربزي فاتح. بسمك 15 سم وغطاءه الأملس على شكل قطاع دائري شبه هرمي لكن بدون أضلاع، فى الأطراف السُمك 15 سم وفى الوسط يصبح الضعف تقريبا. أبعاد التابوت المفتوح حوالي مترين طولا فى أقل من متر عرضا وإرتفاعا. مما أكّد أن الفراعنة فى أطوالنا وليسوا عمالقة الأجسام كما كنت أتصور. لا أطيل عليكم المقدمة، فلندخل الموضوع.

تاريخ الفراعنة عجيب. وأخبار إكتشافات آثارهم مثيرة. مثلا إخناتون، إختلف فيه علماء الآثار والتاريخ والسير واللغة والفن. من هو إخناتون؟ وما علاقته بالأنبياء؟ لماذا غير إسمه من أمنحوتب الى إخناتون ونقل العاصمة الى المنيا (تل العمارنة) بدلا عن طيبة (الكرنك)؟ هل قابل إبراهيم عليه السلام!؟ لماذا لم يعثر العلماء على موميائه؟ لماذا هدم كهنة طيبة آثار إخناتون ومدينته ومحوا اسمه من عليها ورجعوا الى طيبة؟ الى آخر التساؤلات حول هذه الشخصية العجيبة التي ولدت قبل 3500 سنة. فى هذه المقالة أعرض خلاصة ما وصلت إليه من بحثي وقراءتي بخصوص هذه الشخصية العظيمة وتعرضها للقدح والمدح شأنها شأن كل الشخصيات التاريخية. ليس هذا فحسب، بل تعرضت شأنها شأن التاريخ الفرعوني وملوك الفراعنة لمختلف البحوث والتأويلات لمعرفة كنه أسرار الفراعنة. والغموض الساحر فى اللغة والحضارة والفنون والآثار الفرعونية.

إمتد حكم أبوه لفترة طويلة 38 سنة. تزوج إخناتون نفرتيتي وكانت فترة كونها ملكة من 1352الى 1340 تقريبا. أنجب ستة بنات وولدين، أحدهما توت عنخ أمون 1332 - 1322 قبل الميلاد. اخناتون لم يكن وليا للعهد حتى مات أخوه الأكبر منه، تحوتمس. ومن المعروف ان توت عنخ آمون ابن اخناتون قد تولى الحكم بعد وفاة والده عام 1353 قبل الميلاد وعمره تسع سنوات وتوفي وعمره 18 عاما. وكان عالم الآثار البريطاني هاوارد كارتر واللورد كارنارفون من أوائل الذين دخلوا مقبرة الملك الصبي توت عنخ آمون فى وادي الملوك في الأقصر عام 1922. وتوفي كارنارفون بعد ذلك بمدة قصيرة متأثرا بلدغة بعوضة وربطت الصحف آنذاك بين موته ولعنة الفراعنة. وما قصة لعنة الفراعنة؟

قال مدير دائرة الآثار المصرية زاهي حواس: خلال احد استكشافاتي عثرت على نقوش تقول إن (من يمس قبري سيفترسه تمساح وفرس نهر وأسد) ولكن هذا لا يعني أن هذا سيحدث بالفعل وأضاف نريد أن نثبت بأساليب علمية أن كتابة اللعنات في المقابر لا تعني أنها يمكن أن تؤذي من يفتح المقابر في وقتنا الحالي. وأوضح خبير الآثار المصرية إن جزءا من الدراسة سيركز على الجراثيم الخطرة التي ربما قد تكون ظهرت عبر القرون في المومياوات. وأضاف انه في العادة يفتح المقبرة لمدة يومين قبل الدخول إليها حتى يتجدد الهواء الفاسد الموجود منذ آلاف السنين، وأشار الى انه ينصح الأثريين الشبان بعدم حلق ذقونهم قبل دخول المقبرة حتى لا تنفذ الجراثيم غير المرئية من مسامات الجلد المفتوحة. وقال بعض العلماء أن مرضا كامنا في المقبرة قد يكون السبب في موت كارنارفون.

الفضل في اكتشاف التمثال الرائع للملكة الفرعونية نفرتيتي يعود الى علماء الآثار الألمان الذين عثروا عليه أثناء حفريات أجريت في العام 1912 في منطقة تل العمارنة وجرى التوافق مع الجانب المصري على الاحتفاظ به في برلين بعد ترميمه. ويعتبر المتحف المصري في برلين خامس أهم متحف في العالم بعد القاهرة وباريس ولندن ونيويورك، وهو يحوي 36 ألف قطعة أثرية، يسمح برؤية 1500 قطعة منها فقط بينما تحفظ بقية الآثار بعناية فائقة ولا يسمح بمشاهدتها للعامة إلا بإذن خاص.

أين جثة نفرتيتي؟

قصة جديدة تتعلق بخبر العثور على جثة نفرتيتي، كما أفادت مراجع الخبراء البريطانيين، لكن زاهي حواس، ينفي أن تكون الجثة التي عثرت عليها جوان فليتشر هي جثة نفرتيتي. فقد أعلنت عالمة الآثار المصرية وهي البريطانية جوان فليتشر ان فريقها ربما يكون قد تعرف على مومياء الملكة المصرية نفرتيتي زوجة الملك اخناتون وشريكته في الحكم وزوجة والد الملك توت عنخ امون. وقالت جوان فليتشر وهي خبيرة تحنيط من جامعة يورك ورئيسة البعثة إن فريقها ربما استخرج نفرتيتي من غرفة سرية في القبر الذي يحمل رقم (كي في 35) في وادي الملوك في الأقصر في صعيد مصر.

نفرتيتي التي يعني اسمها بالترجمة الحرفية (المرأة الجميلة قد اقبلت) ربما يعني (بهية الطلعة) و بهية إسم شهير لدى المصريين الى الآن. لا شك، كانت إحدى الشخصيات العظيمة فى مصر القديمة. وعثر على قبرها بالقرب من قبر الملك توت المراهق الذي حكم مصر في القرن الرابع عشر قبل الميلاد. وكان لنفرتيتي منزلة رفيعة أثناء حكم زوجها. ومثل زوجها تم محو اسمها من السجلات التاريخية! كما تم تشويه صُورِها بعد وفاتها. وكان القبر قد استرعى انتباه فليتشر أثناء بعثة حزيران عام 2002 بعد أن تعرفت على الشعر المستعار النوبي الذي كانت تضعه نساء الأسرة المالكة على رؤوسهن خلال حكم اخناتون. وتم العثور على هذا الشعر المستعار بالقرب من ثلاث مومياءات اثنتان منها لامرأتين وواحدة لصبي. وواحدة من المومياءات التي يعتقد أنها الآن لنفرتيتي لها رقبة طويلة شبيهة برقبة الملكة على الرغم من الضربات التي أصابت الوجه بعد الوفاة. كذلك عثرت فليتشر على بعض الشواهد الجسدية بما فيها عصابة محكمة كانت تضعها على جبهتها. وشحمة أذن بها ثقبان ورأس حليق. وأثناء فحص للمومياء في شباط 2003 اكتشف العلماء أن الذراع اليمنى مقطوعة ومثنية ولا زالت الأصابع تقبض على صولجان ملكي. وكان لا يسمح سوى للفراعنة والملكات بأن يثنوا أذرعهم على تلك الصورة. وأدت تلك الأدلة بما فيها المجوهرات التي وجدت في تجويف الصدر المحطم بفليتشر الى الاعتقاد بأن المومياء تخص نفرتيتي.

من ناحيته، ردا على هذا الادعاء، نفى زاهي حواس أن تكون العالمة البريطانية قد عثرت على مومياء الملكة نفرتيتي. وأكد حواس أن نظرية الباحثة البريطانية خاطئة تماما وغير مبنية على حقائق وأدلة مؤكدة. وقال حواس إن العالمة استشهدت بأدلة تؤخذ ضدها وتدحض مزاعمها. وهي ادعت أن هناك تشابهاً بين رأس المومياء المكتشفة ورأس الملكة نفرتيتي. وهذا كلام خاطئ لأن الفن في عصر العمارنة كان يعتمد على تجميل الملك أو الملكة وليس على الحقيقة أو الملامح الواقعية. أما بالنسبة لما قالته الباحثة من أن المومياء فيها تدمير في الصدر كما يحدث لمومياوات الملوك والملكات قال حواس هذا التدمير ناتج عن شكل وأسلوب التحنيط المتبع وقتها. أضاف أن من المستحيل العثور على مومياء نفرتيتي في وادي الملوك بالأقصر نظرا للعداء والصراع الكبير بينها وبين حور محب آخر ملوك الأسرة الثامنة عشرة. وقال إن حور محب لم يكن يسمح بدفن نفرتيتي هناك.

أعلن المسؤولون عن الآثار المصرية عن استعادة تابوت الملك الفرعوني اخناتون من ألمانيا، واصطحب الدكتور جاب الله، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، غطاء التابوت من متحف ميونيخ الى القاهرة. وهذا إعلان غريب، فحتى هذه اللحظة لم تعلن الآثار المصرية عن اكتشاف تابوت اخناتون، ولا يعلم احد أين دفن هذا الملك، الذي خرج على التقاليد الفرعونية بإعلانه عقيدة التوحيد. وبينما وصل اخناتون الى سن 33 عند نهاية حكمه، فإن المومياء التي وجدت بالتابوت لا يتجاوز صاحبها 24 سنة.

فبعد اكتشاف المقبرة رقم 55 بوادي الملوك منذ 95 سنة عام 1907، نقلت محتوياتها الى المتحف المصري بالقاهرة، حيث جرى عرضها. ولما كان خشب قاعدة التابوت قد تحلل بفعل الرطوبة، تساقطت المحتويات ولم يبق منها سوى الصفائح الذهبية التي كانت تغطيها. وظلت القاعدة معروضة في المتحف المصري في القاهرة مع مقتنيات المقبرة 55 حتى عام 1931، عندما تبين لرجال الآثار المصريين اختفاءها. وبعد خمسين سنة من اختفائها من القاهرة، اكتشف ديتريش فيلدنغ، مدير القسم المصري بمتحف ميونيخ عام 1980، وجود أجزاء قاعدة التابوت المختفية، بين مجموعة خاصة لأحد الهواة السويسريين أهداها للمتحف لصيانتها. وتتكون بقايا القاعدة من رقائق ذهبية وقطع خشبية، وبعض الكتابات الهيروغليفية من الزجاج الملون.

من هو صاحب المقبرة رقم 55 بوادي الملوك؟

مقبرة صغيرة من غرفة واحدة للدفن تقع بالقرب من مقبرة توت عنخ آمون، عثر عليها الأثري البريطاني ادوارد ايرتون. وتبين أن المقبرة 55 هي احدى ثلاث مقابر فقط وجدت مغلقة في وادي الملوك، الى جانب مقبرة يويا وزير أمنحتب الثالث سنة 1905 ومقبرة توت عنخ آمون سنة 1922. ورغم وجود ختم الملك توت عنخ آمون على باب المقبرة 55، فهناك ما يدل على أن المقبرة أعيد فتحها في الأزمنة القديمة لإضافة أجزاء أخرى من الأثاث الجنائزي كما قيل. فقد وجد التابوت الملكي وما يتبعه من أدوات الدفن في ناحية، وفي جانب آخر من المقبرة بعيدا عن التابوت، عثر على قطع من أثاث جنائزي صنعه اخناتون ليوضع في مدفن أمه الملكة طاي. وللوهلة الأولى اتضح للأثريين تلف غالبية محتويات المقبرة، نظرا لتسرب مياه السيول عن طريق بعض الشقوق الموجودة في جدرانها، كما وجد غطاء التابوت مفتوحا بحيث تظهر المومياء مكشوفة بداخله. فقد وضع التابوت فوق بعض الحوامل لخشبية عند الدفن منذ حوالي 33 قرنا، وعندما تآكلت الحوامل بفعل الرطوبة سقط التابوت على الأرض وانفتح، فتحللت المومياء وتحولت عظامها الى رماد بمجرد لمسها ولم يبق من المومياء الآن سوى الجمجمة. ونظرا لصعوبة قراءة الكتابات الهيروغليفية المنقوشة على التابوت،اختلف الباحثون في تحديد هوية صاحب المقبرة.

في البداية ساد الاعتقاد بأن المومياء التي وجدت داخل التابوت، للملكة طاي زوجة امنحتب الثالث ووالدة الملك اخناتون. إذ عُثر على إسم طاي منقوشا على عدة بقايا في المقبرة، مما جعل ديفيز يؤكد انه عثر على مقبرة الملكة طاي. وصادف وجود اميركيين يعملان في الحقل الطبي في زيارة سياحية للاقصر احدهما يعمل في التوليد، وعندما طلب منهما ديفيز فحص المومياء وافقاه منذ النظرة الاولى على انها لامرأة. ومع هذا فعندما كشف غرافتون سميث، ثم ديري وهما استاذا التشريح حينذاك في كلية طب القصر العيني، على الجمجمة، تبين لهما أنها لرجل لا يزيد عمره على 23 او 24 سنة، نظرا لأن ضروس العقل بدأت في الظهور، ولم يكن نموها اكتمل بعد عند الوفاة. ثم جاء هاريسون، استاذ التشريح بجامعة ليفربول البريطانية ففحص الجمجمة مرة أخرى في سبعينات القرن الماضي، وأكد ما سبق أن توصل إليه غرافتون وديري من قبل. ورغم غضب ديفيز لتقرير المشرحين، وتصميمه على أن المومياء لامرأة، فإن بعض من علماء المصريات، استقروا الآن على اعتبار مومياء المقبرة 55 للملك سي منخ كارع، أخو اخناتون الذي أشركه معه في الحكم لمدة ثلاث سنوات قبل وفاته.

لكن عندما ترجم علماء المصريات الكتابة الهيروغليفية المنقوشة فوق قاعدة التابوت، تبين لهم أن التابوت صنع أساسا لامرأة وليس للملك سي منخ كارع الذي دفن به. ولما كان اسم المرأة قد اختفى بسبب التلف، اختلف الباحثون في هوية صاحبة التابوت وان ساد الاعتقاد لاحقا بأنها كانت زوجته الاميرة مريت آتون، كبرى بنات اخناتون الست. اذ مات سي منخ كارع فجأة أثناء وجوده في طيبة، فلم يجد الكهنة سوى هذا التابوت ليضعوه فيه لأنه لم يكن لديهم تابوت له. ومما يذكر أن ملوك العمارنة كانوا أربعة. حكموا مصر خلفا لأمنحتب الثالث تاسع ملوك الاسرة 18 منذ حوالي 3350 سنة، وهم اخناتون وسي منخ كارع وتوت عنخ آمون ثم آي. وهؤلاء هم الملوك الذين فجروا الثورة الدينية التوحيدية في مصر، ثم جاء حورمحيب ليقضي على حكم العمارنة، ويعيد نظام العبادة في مصر الى ما كان عليه من قبل.

ولم ينفرد سي منخ كارع وحده بالحكم في مصر، وإنما أشرك معه اخناتون مدة ثلاث سنوات. وليس هناك دليل مكتوب يبين العلاقة بين هذا الملك الذي مات قبل بلوغه الرابعة والعشرين وبين اخناتون، وساد الاعتقاد بأنه كان أخا له غير شقيق فهنا إستحالة لأن يكون سي منخ كارع ابنا لاخناتون، فهو مات بعد 17 سنة فقط من زواج هذا الملك من نفرتيتي، بينما يؤكد ظهور ضرس العقل أن صاحب الجمجمة تعدى سن العشرين.

إلا أن هناك بعض علماء المصريات الذين يذهبون الى أن اخناتون كان مصابا بمرض خلقي منذ الولادة، يعيق نموه الطبيعي! وهؤلاء ينكرون أن تكون مومياء المقبرة 55 لسي منخ كارع، ويصممون على أنها لاخناتون نفسه. فهم يقولون إن هذا الملك كان مريضا بمرض جنسي غريب جعله مثل الخنثى!! وصار جسده يشبه أجسام النساء! فى الواقع الذى لا يزال، خاصة منذ ستينات القرن الماضي، يتعرض اخناتون الى كل أنواع التفسيرات الشاذة في كتابات بعض علماء المصريات الذين يستندون الى فرضيات وهمية يقيمونها بمنطق أعوج.

فبالرغم من أن فحص جمجمة المقبرة 55 قد بَيّن بوضوح أن صاحبها لم يتجاوز الرابعة والعشرين من العمر عند الوفاة بسبب عدم تكامل ضرس العقل، صمم بعض رجال المصريات وعلى رأسهم الاسكتلندي سيريل اولدريد على أنها لاخناتون الذي بلغ 33 عاما عند نهاية حكمه. وحتى يبرر اولدريد هذا التناقض، زعم أن اخناتون كان مصابا بعدة امراض سلالية، تؤدي الى بطء في النمو وتجعل صاحبها من المعاقين!! ورجح اولدريد الذي عمل مديرا لمتحف ادنبره باسكتلندا، أن اخناتون كان مصابا بمرض يجعله عاجزا عن ممارسة الحياة الجنسية او الانجاب. ولما كان من المستحيل فحص جسد الملك، لانه لم يعثر عليه حتى الآن، اعتمد اولدريد في استنتاجاته على الشكل الفني الغريب الذي ظهر في أيام اخناتون، والذي يتميز بالمبالغة في تقديم الملامح، واعتبره يمثل حقيقة جسدية للملك نفسه. هذا الجدال جعلني أعود لقراءة قصة نفرتيتي مرة أخرى. الذى هو الآخر يثير جدلا علمي بين علماء المصريات حول (الجميلة التي تتهادى).

عثرت عالمة آثار بريطانية على مومياء نفرتيتي زوجه اخناتون وأشهر ملكات مصر القديمة التي يعود تاريخها الى الأسرة 18. وتمكنت عالمة الآثار البريطانية جوان فلتشر أستاذة الآثار المصرية القديمة بجامعة نيوكاسل البريطانية من تحديد شخصية مومياء مجهولة كان قد عثر عليها عام 1889، باستخدام تقنيات أشعة اكس، في أنها تعود للملكة نفرتيتي التي اشتهرت بجمالها وآمنت بديانة التوحيد التي آمن بها زوجها اخناتون الذي حكم من عام 1379 الى عام 1362 قبل الميلاد. الى ذلك، قال الدكتور عكاشة الدالي أستاذ تاريخ الآثار المصرية بجامعة لندن أن العثور على مومياء نفرتيتي يعتبر في حد ذاته كشفا كبيرا، ولكن لا نستطيع أن نؤكد أو ننفي أن المومياء تعود الى الملكة الشهيرة، حتى تنشر الدكتورة فلتشر كافة النتائج المتعلقة ببحثها الأثري، مشيرا الى أن استخدام أشعة اكس الرقمية لا يحدد بصورة قاطعة أن المومياء تعود الى نفرتيتي. وكانت صحيفة (صنداي تايمز) قد أكدت، حسب مراسل، الصحيفة الذي حضر جانبا من البحث المعملي، أن المومياء تعود للملكة الشهيرة نفرتيتي. وأضاف الدكتور عكاشة أن نفرتيتي يعتقد أنها حكمت مصر لفترة قصيرة للغاية، وتوجد باسمها مراسلات مع ملوك الشرق الأدنى القديم. وقال إن نفرتيتي اختفت في ظروف غامضة مثل مومياء زوجها. وقال إن المثير في تاريخ الملكة الجميلة نفرتيتي، انه عثر لها على صور ورسومات في هيئة حربية، أي أنها كانت تقود الجيش من على سطح مركب، بينما زوجها الذي حكم مصر لمدة 18 عاما، لم يعثر له على أي رسومات في وضع قائد الجيش. يذكر أن نفرتيتي أنجبت ست بنات ارتقت اثنتان منهن عرش مصر فيما بعد. من جهته، قال الباحث الأثري احمد عثمان إن العالمة البريطانية ربطت بين الشبه الكبير بين المومياء وتمثال الملكة نفرتيتي الذي اكتشفه الألماني لودفيج بروكهارت، الموجود في متحف برلين. وأشار الى أن العالمة البريطانية استخدمت ايضا تقنيات البصمة الوراثية لخصلة شعر عثر عليها في مقبرة اخناتون، مشيرا الى أن هيئة المومياء تعتبر ملكية من جهة وضعها في التابوت. وأوضح أن المومياء عثر عليها في بئر اسفل مقبرة الملك امنحتب الثاني. وعثر في نفس المكان على مومياوين أخريين لسيدة كبيرة في السن يعتقد أنها للملكة تاي والدة اخناتون، ومومياء لصبي صغير، يعتقد انه شقيق اخناتون. وطالب عثمان بإجراء مزيد من التجارب باستخدام البصمة الوراثية على المومياء المجهولة ومقارنتها بعينات مع ملوك تل العمارنة من الاسرة 18.

وتعتبر تماثيل ورسوم نفرتيتي بمثابة اصدق مثال على الثورة الفنية الجديدة للأسلوب الفني في عصر العمارنة بالدولة الحديثة من تاريخ مصر القديم. وقد كانت نفرتيتي زوجة الملك اخناتون وساعده الأيمن ورفيقة كفاحه في تثبيت الدعائم الجديدة للتوحيد في عصر الدولة الحديثة.

من ناحيته، قال الدكتور علي الخولي الرئيس السابق لهيئة الآثار المصرية: إن أشعة اكس التي استخدمت في التوصل الى مومياء نفرتيتي تساعد على التوصل الى الحقيقة، ولا تقدم الحقيقة كاملة مثل تقنية كربون 14، الذي يساعد على التأريخ العلمي للآثار القديمة. وقال إن الملكة نفرتيتي اختفت في ظروف غامضة ضمن العصر الذي كانت تعيش فيه بعد الانقلاب الذي قاده كهنة امون ضد زوجها، وكذلك اختفى زوجها هو الآخر. وأشار الى انه قام بتنظيف مقبرة زوجها عام 1984، واكتشف أربع مقابر أخرى في تل العمارنة تعود للأسرة 18 عام 1984. وأشار الى أن لنفرتيتي، بعد وفاة زوجها، بعض المراسلات تتعلق بنية زواجها من احد ملوك الشرق الأدنى القديم. وما زال هناك بعض الغموض يكتنف التاريخ المصري القديم بعد وفاة اخناتون والد توت عنخ أمون عام 1353 قبل الميلاد. إذ أصرت نفرتيتي على تولي توت عنخ امون الحكم إلا أن قائد الجيوش حور محب وكبير الكهنة كاي أصرا على تولي شقيقه سمنخ كارع السلطة فقامت نفرتيتي بقتله وزوجت توت عنخ امون من ابنتها وولته السلطة لكن حور محب وكبير الكهنة لجآ فيما بعد الى قتل توت عنخ امون حيث تولى كاي كبير الكهنة السلطة لمدة عامين وفيما بعد قام حور محب بالاستيلاء على السلطة مشكلا أول حكومة عسكرية في تاريخ مصر.

أعلن الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، أن المقبرة التي عثرت عليها بعثة أميركية في وادي الملوك في الأقصر تعتبر أكبر كشف منذ 84 عاما على مومياوات قد تكون ملكية. وأوضح حواس أن المقبرة عثر عليها على بعد خمسة أمتار من مقبرة توت عنخ أمون، أي ما يرجح أن تكون هذه المومياوات ملكية، وأن الفراعنة استخدموا الوادي لدفن ملوكهم من الأسرتين الثامنة والتاسعة عشرة. ويعتبر الاكتشاف الأول من نوعه منذ اكتشاف قبر الفرعون توت عنخ آمون عام 1922. وهذا هو القبر الثالث والستون الذي يتم اكتشافه في وادي الملوك، منذ تم مسح المنطقة في القرن الثامن عشر للميلاد. وأكد حواس أن هذه المقبرة هي الأولى، التي يتم العثور عليها منذ عام 1922 إثر كشف البريطاني هيوراد كارتر عن مقبرة توت عنخ أمون، التي تحمل رقم 62. وبهذا الكشف الجديد يصبح عدد مقابر وادي الملوك 63 مقبرة. وأضاف أن المومياوات، ربما تكون لملوك أو ملكات أو أمراء من الأسرة رقم 18، أو ربما تكون لأشخاص نبلاء أو مقربين من الأسرة المالكة، أو ربما تكون هذه المومياوات من مقابر أخرى تم إخفاؤها في هذا المكان، بعيدا عن أعين اللصوص. وأعرب عن اعتقاده أن اثنتين من المومياوات قد تعود للملكتين نفرتيتي وحتشبسوت. وأوضح حواس لقد عثرنا على خمس مومياوات ملكية، داخل توابيت من الخشب، وعثرنا ايضا على أوان فخارية ايضا داخل المقبرة. وأعرب عن اعتقاده انه سيتم العثور على مقتنيات أخرى خلال الأيام المقبلة.

بعد هذه الحيرة، عُدتُ الى أهل السير والتاريخ العرب القدماء لأبحث وأعرف أكثر. إبراهيم عليه السلام عاش قبل أربعة آلاف عام وبينه وبين إخناتون سبعة قرون. فعرفت أنه يستحيل أن قابل إبراهيم عليه السلام، فضلا عن وجهة النظر الشاذة بأنه هو إبراهيم. معه حق أخونا الكريم الباحث اللغوي والكاتب اللبناني محمد رشيد ذوق لخروجه عن هدوءه المعتاد ورفضه هذا الشذوذ جملة وتفصيلا بقوله: أخناتون هو أبو الأنبياء قول باطل أصلا وفصلا. إستحالة مقابلة إخناتون وإبراهيم عليه السلام، دفعتني للبحث عن تاريخ يوسف عليه السلام. فعرفت أن الذي اشتراه كان من أهل مصر عزيزها وهو الوزير بها الذي كانت الخزائن مسلمة إليه. قال ابن اسحق واسم العزيز (اطفير بن روحيب) قال وكان ملك مصر يومئذ (الريان بن الوليد) رجل من العماليق قال واسم امرأة العزيز (راعيل بنت رعاييل) وقال غيره كان اسمها (زليخا) والظاهر أنه لقبها وقيل (فكا بنت ينوس) رواه الثعلبي عن أبي هشام الرفاعي. وقال محمد بن اسحق عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس كان اسم الذي باعه بمصر يعني الذي جلبه إليها مالك بن ذعر بن نويب بن عفقا بن مديان بن إبراهيم، والله أعلم. وزليخا أو راعيل امرأة الوزير أضاف ابن اسحق وبنت أخت الملك الريان بن الوليد صاحب مصر. عموما ذكر الطبري فى تاريخه: عن ابن عباس قال كان اسم الذي اشتراه قطفير وقيل إن اسمه أطفير بن روحيب وهو العزيز وكان على خزائن مصر والملك يومئذ الريان بن الوليد رجل من العماليق ( إسم وليس صفة، أي أبناء عملاق بن لاوذ) كذلك حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق.

وواضح أن الأسماء هنا هى أسماء المشاهير فى السلسلة وليس كل الأسماء والله أعلم. وقيل كان يومئذ الملك بمصر وفرعونها الريان بن الوليد بن ثروان بن أراشة بن قاران بن عمرو بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح وقد قال بعضهم إن هذا الملك لم يمت حتى آمن واتبع يوسف على دينه ثم مات بعد حين ثم ملك بعده قابوس بن مصعب بن معاوية بن نمير بن السلواس بن قاران بن عمر بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام وكان كافرا فدعاه يوسف إلى الإسلام فأبى أن يقبل وذكر بعض أهل التوراة أن في التوراة أن الذي كان من أمر يوسف وإخوته والمصير به إلى مصر وهو ابن سبع عشرة سنة يومئذ وأنه أقام في منزل العزيز الذي اشتراه ثلاث عشرة سنة وأنه لما تمت له ثلاثون سنة استوزره فرعون مصر الوليد بن الريان وأنه مات يوم مات وهو ابن مائة سنة وعشر سنين وأوصى إلى أخيه يهوذا وأنه كان بين فراقه يعقوب واجتماعه معه بمصر اثنتان وعشرون سنة وأن مقام يعقوب معه بمصر بعد موافاته بأهله سبع عشرة سنة وأن يعقوب أوصى إلى يوسف عليه السلام وكان دخول يعقوب مصر في سبعين إنسانا من أهله فلما اشترى أطفير يوسف وأتى به منزله قال لأهله واسمها فيما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق راعيل أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا فيكفينا إذا هو بلغ وفهم الأمور بعض ما نحن بسبيله من أمورنا أو نتخذه ولدا وذلك أنه كان فيما حدثنا به ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق رجلا لا يأتي النساء وكانت امرأته راعيل حسناء ناعمة في ملك ودنيا فلما خلا من عمر يوسف عليه السلام ثلاث وثلاثون سنة أعطاه الله عز وجل الحكم والعلم حدثني المثنى قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد آتيناه حكما وعلما قال العقل والعلم قبل النبوة وراودته حين بلغ من السن أشده التي هو في بيتها عن نفسه وهي راعيل امرأة العزيز أطفير.

ومن كتب التفسير، نكتفي بتفسير البيضاوي ونقرأ فيه (وقال الذي اشتراه من مصر وهو العزيز الذي كان على خزائن مصر واسمه قطفير أو إطفير وكان الملك يومئذ ريان بن الوليد العمليقي وقد آمن بيوسف عليه السلام ومات في حياته. والمشهور أن فرعون موسى من أولاد فرعون يوسف). إتضحت الصورة الآن.

عموما، يؤيد ما ذهب إليه أهل السير والتفسير، ما أوضحه أخونا الكريم الباحث المصري طارق عبد المعطي. فى موقعه الجميل المفيد فى الإنترنت، أنه (وعلى حساب التوراة تكون الفترة الزمنية بين نزول سيدنا إبراهيم مصر وبين تفسير سيدنا يوسف لرؤيا الملك سنجدها (114 سنة) بعد مغادرة سيدنا إبراهيم لمصر وإنجابه لسيدنا إسحاق الذي أنجب أبنه سيدنا يعقوب وهو ابن (60). الذى ذهب إلى خاله في بلاد حاران وعمره تقريبا (15 سنة) وعمل 14 سنة وأنجب خلال 11 سنة، سيكون المجموع (14 + 60 + 15 + 14 + 11 = 114 سنة) وإضافة ضياع سيدنا يوسف وهو ابن (17 سنه) في مصر وإضافة حياته في بيت العزيز (13 سنه) وسجنه تسع سنوات. يكون المجموع (114 + 17 + 13 + 9 = 153 سنه) تقريبا بين نزول سيدنا إبراهيم لمصر وتفسير سيدنا يوسف لرؤيا الملك والقرآن الكريم لم يحدد تواريخ ولكن قال ولبث في السجن بضع سنين ، ولما بلغ أشده ، والأشد من (15 الى 40 سنه) تقريبا وقال الوارد يا بشراي هذا غلام . وسن الغلام من (7 الى 15 سنه) أي خرج من السجن تقريبا في سن ما بين (25 و 28 سنة)، ولم يذكر في القرآن الكريم أية تواريخ تقطع بالمدة الحقيقية بين سيدنا إسحاق وسيدنا يعقوب.
لكن بهذه الحسبة تكون المدة متقاربة ويشترك القرآن الكريم مع التوراة في إبراز هذه المدة الزمنية المتقاربة.

وبالتالي عندما نعود إلى التاريخ ونقارن بين ظروف الملوك عن طريق أثارهم كي نتأكد من المسافة بينهما ، فالمعروف أن سيدنا يوسف كانت رؤياه كما ذكرت في القرآن (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِيقُ أَفْتِنَا في سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعلى أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ) سورة يوسف الآية (46).

وبعد تصديق الملك لفتوى سيدنا يوسف، قال تعالى (وَقَالَ المَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ اليَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ) فقد جعل الملك سيدنا يوسف على خزائن الأرض .قال تعالى (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفيظٌ عليمٌ * وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ في الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ).

أي أن الملك في هذا الزمان آمن بـيوسف ورب يوسف، ووحد الله فجعل سيدنا يوسف بمثابة وزير اقتصاد في هذا الزمان والآثار والتاريخ يشهدان على ذلك ويؤكدانه، فإذا رجعنا إلى آثار وتاريخ مصر وبحثنا عن دلائل التوحيد سنجد ملك مصر الذي أطلقوا عليه (أمنحتب الرابع) هو إخناتون الذي هو (رجا دربن) طبقا لترجمة طارق عبد المعطي. و رجا دربن تولى الحكم شريكا لأبيه ولكن منذ أن أصبح له شئ في الأمر بدأ يفكر في الدعوة إلى عبادة التوحيد متمثلة في الشمس كما رآها العلماء ولكن حقيقة الأمر هي ما وراء الشمس وهو الله، ونجد أنه في السنة الرابعة من حكمه قد ترك مدينة طيبة العاصمة الرسمية للدولة المصرية القديمة وأسس مدينته المشهورة في تل العمارنة بالمنيا ونجده أيضاً اهتم في بناء مدينته الجديدة بإنشاء ما يطلقون عليها الصومعة أي مخازن الغلال و قد اتجه لعبادته الجديدة وعلى هذا نجد سوماته على الجدران قبل عبادة الله بصورة مختلفة عما كانت عليه بعد ذلك فقد كان يظهر قوياً شامخاً متكبراً وبعد عبادته الله تواضع تواضعاً شديداً وظهرت رسوماته ونقوشه التي كانت لا تبالغ في وصفه فظهر من خلالها مترهل الجسد. الملك رجا دربن المشهور بإخناتون نجد نقشاً له في المتحف القومي بالقاهرة على حجر جيري حيث تركع أمامه بعض الوفود الأجنبية دليلا على وفرة الخيرات في عهده وتحكمه في مقاليد أمور عديدة. وهذا تصديق للرؤيا ولذلك لقب رجا دربن في القرآن الكريم في سورة يوسف بـالملك لأنه آمن بالله بعد إيمانه بدعوة سيدنا يوسف ورفع اسم الله في الأرض فكان له التقدير .أما فرعون فطغى واستكبر فجاء اسمه صريحاً فرعون كما بيناه. وهذا دليل قوى على أن إخناتون (رجا دربن) هو ملك مصر في فترة سيدنا يوسف وبعد موته تولى ملك آخر لمدة ثلاث سنوات .ثم جاء الملك الشاب توت عنخ آمون (رجدى) الذي تمسك بدين سيدنا يوسف لمدة ثلاث سنوات وارتد عقب موت سيدنا يوسف، بسبب تأثير الكهنة عليه وكراهيتهم لدين سيدنا يوسف. ومعروف أن رسالة الأنبياء عامة التوحيد والتوحيد يساوى بين البشر بعضهم البعض لذلك كان هدف الكهنة الأول إعادة الشعب إلى عبادة آلهة متعددة لمصالحهم الشخصية وفرض نفوذهم على الشعب ولكي نعرف الملك الذي كان يحكم مصر فترة نزول سيدنا إبراهيم لمصر لابد أن نحسب بالعقل والمنطق الفترة الزمنية بين خروج سيدنا إبراهيم من مصر ووقوف سيدنا يوسف أمام ملك مصر نجد أن الملك تحتمس الثاني (راجن) وزوجته (رو) لذي آمنا بسيدنا إبراهيم. الملك تحتمس الثاني (راجن) حكم حسب رواية مانيتون (20 سنه) ولكن دارسى، وبرستد، وكورت زيتية الألماني، وإدجرتون قالوا أنه حكم خمس سنوات. وسواء هذا أو ذاك فقد زار سيدنا إبراهيم مصر في الأيام الأخيرة من حياته. وحتشبسوت (رو) حكمت 21 سنة وتحتمس الثالث (ربج) حكم (54 سنه) و أمنحتب الثاني (راجد) حكم (25 سنة) وتحتمس الرابع (ربجد) حكم (14 سنه) وأمنحتب الثالث (رى) حكم (37 سنه) وأمنحتب الرابع إخناتون (رجا دربن) حكم (21 سنه) وفسر سيدنا يوسف الرؤيا له العام في الرابع من حكمه تقريبا ، و توت عنخ أمون (رجدى) حكم (11 سنه) وبجمع هذه السنين نجد أن الفترة الزمنية بين نزول سيدنا إبراهيم أرض مصر وزواجه من السيدة هاجر ورؤيا رجا دربن وتفسير سيدنا يوسف لهذه الرؤيا سيكون المجموع (21 + 54 + 25 + 14 + 37 + 4 = 155 سنة) كما حسبنا سابقاً في التوراة على وجه التقريب. وبهذه الحساب تطابق القرآن الكريم والتوراة مع التاريخ عن طريق ترجمة مانيتون لليونانية، وترجمة اليونانية في عصر المأمون إلى العربية وترجمة الخط المسماري خط الحيثيين لأنه أيضا ترجم إلى العربية فكان متعارف عليه في فترة المأمون.

عن طريق تقنية كربون 14، نجد الفترة الزمنية موحدة بينهم تقريبا .وظروف الملك (راجن بترجمة طارق) تحتمس الثاني بترجمة شامبليون الذي زار سيدنا إبراهيم مصر في أخر حياته كان ضعيف الصحة كما تركت لنا أثاره وكانت الملكة حتشبسوت ذات شكيمة عليه .وسنلاحظ أن هذه الملكة حتشبسوت(رو) هي التي آمنت معه بسيدنا إبراهيم هي أشهر ملكات مصر. امتاز عصرها باستقرار الأمن والسلام في الداخل والخارج ، في ظل جيش قوى ساهر ، كما تميز عهدها بالبناء والنهوض بالفنون والتجارة ، اتجهت سياسة مصر في عهدها نحو قارة أفريقيا، فأرسلت بعثة تجارية إلى بلاد بونت (الصومال الحالية) ورحلتها التجارية إلى بلاد بونت كانت في العام التاسع من حكمها فأرسلت بعثة تجارية إلى بلاد بونت مكونة من عدة سفن شراعية عبرت البحر الأحمر حتى وصلت بونت، ثم عادت محملة بكميات كبيرة من الذهب والبخور والعطور والأبنوس والعاج والجلود وبعض الحيوانات، وصورت أخبار تلك البعثة على جدران معبدها بـالدير البحري قرب طيبة، وكانت على خلاف ديني مستمر مع زوجها تحتمس الثالث (ربج) والذي هو ابن زوجها السابق في ذات الوقت وكان سبب الخلاف كما حدث فيما بعد مع توت عنخ امون (رجدى) وقوف الكهنة ضد التوحيد لمصالح شخصية خوفا على مناصبهم .وقد ذكرت لنا المصادر الدينية عن السيدة هاجر أنها كانت بنت ملك طيبة، ومصادر أخرى ذكرت أنها من رعية ملك مصر في الوقت الذي زار فيه سيدنا إبراهيم مصر .ومهما يكن من أمر فكانت علاقتها بالملكة رو قوية لأن المفروض بعد إيمان الملك والملكة بسيدنا إبراهيم لابد أن تكون السيدة هاجر شئ عظيم بالنسبة للملك والملكة. وخلاف الملكة رو الديني مع ربج يدل على أنها قد آمنت بسيدنا إبراهيم هي وزوجها الأول الملك راجن وإلا لماذا نشبت الحرب بينها وبين الكهنة. وسيدنا إبراهيم بعد خروجه من مصر وتوجهه إلى أرض كنعان فلسطين ثم مكة ترك السيدة هاجر أم سيدنا إسماعيل هناك. وزارت الملكة رو السيدة هاجرَ في مكة أثناء زيارتها الشهيرة إلى بلاد بونت. وهذا يزيدنا تأكيد أن الملك رجا دربن هو ملك مصر فى فترة سيدنا يوسف لأن الأحداث متطابقة مع بعضها تماماٌ).

أخناتونُ كان رجلا حكيماً عادلا صادقا متواضعا محبا لشعبه. بعد صداقته مع سيدنا يوسف وجعله وزيرا له، صحّحَ عقيدة وديانة قدماء المصريين إلي التوحيد والعدل بدلا من الشرك والكفر والإستعباد. لكن كان الصراعُ كبيرا بينه وبين كهنة آمونْ وشركياتهم ودجلهم. مثلا، كان فى الهيكل العظيم بالكرنك طائفة كبيرة من النساء يتخذن سراري لآمون في الظاهر، وليستمتع بهن الكهنة في الحقيقة. قال عنهم اخناتون: إن أقوال الكهنة لأشد إثماً من كل ما سمعت. كان الإبن الرابع للملك أمنحوتب الثالث. وأمه الملكة تى أو طاى. هو عاشر فراعنة الأسرة الثامنة عشر. يقسم المؤرخون حكام الفراعنة الى ثلاثة أقسام، الدولة القديمة والوسطي والحديثة. إخناتون أحد أشهر حكام الدولة الحديثة وهم أحمس، حتشپسوت، تحتمس الثالث، أمنحوتپ الثالث، إخناتون، توت عنخ أمون، رمسيس الثاني، رمسيس الثالث. حارب وصارع نفاق الكهنة وسطوتهم وحبهم للمال وتفسير الدين حسب أهوائهم. كان لا بد من أن ينتهي الصراع بنهاية اخناتون ومن معه أو الكهنة ومن معهم. حكم لمدة 17 سنة، أربعة منها بديانته وإسمه القديمين. بعد حوالي ثلاثة عشر عاما من حكمه وحكمته توفي عام 1336 قبل الميلاد عادت حليمة إلى عادتها القديمة، من أتون الى أمون. وبكلمة أمون نتذكر رمسيس الثاني لعنه الله ونورد ما كتبه أنيس منصور (فقد أرسلت مومياء رمسيس الثاني إلى باريس، واستقبلوها سنة 1981 استقبال الملوك فأطلقوا المدافع تحية للملك ووضعوا له البساط الأحمر، إنها مومياء ملك، وقد سافر مع المومياء صديقي الطبيب الفرنسي العالمي الدكتور موريس بوكاي، وقد رسموا التابوت من جميع الجهات وبكل أنواع الأشعة، وقطعوا من لحمه وحللوا ورصدوا، وتأكد لهم أن الملك رمسيس الثاني يكاد يكون هو الفرعون الذي طارد موسى عليه السلام إلى سيناء، ولكن لا توجد أدلة كافية لهذه النظرية. فلا نجد في التوراة أن الملك الفرعوني قد غرق أو حتى نجا، وجاء في التوراة: فرجع الماء وغطت مركبات وفرسان جمع جيش فرعون الذي دخل وراءهم في البحر، ولم يبق منهم ولا واحد. ولكن عندما قرأ موريس بوكاي القرآن الكريم وجد هذه الآية التي أذهلته. يقول القرآن الكريم: فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وان كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون. بعد أن قرأ بوكاي هذه الآية أسلم ثم أصدر كتاباً رائعاً عنوانه (القرآن والتوراة والإنجيل والعلم)، طبع منه الملايين ونفدت كلها). إخناتون كان شاعرا بوصف المؤرخ الإمريكي ديورانت. أو صاحب إبتهالات بوصف آخرين. من أبيات إبتهاله أو شعره الجميل، مع إختلاف بسيط فى الترجمة، بعد الإطلاع على النص بالعربية والإنجليزية، ما يلي:

أنت خلقت الجنين في بطــــن أمه
وأنت الذي يجعل من البذرة إنسانا
مهـــــــــــدئا الجنين حتى لا يبكى
مرضعا إياه في رحــــــــــــــــم أمه
معطيا النفـــــــــــــس ما يحفظها،
ومانحـــــــــا لهـــــــــا الحــــــــياة
 
وأيضا:
 
وأنت الذي تمـــــــد الجميع بحاجاتهم
وأنت الذي تهــــــب كـل حي رزقـــــه،
وتمنحـــــــه أيام حيــــــــاته المعدودة،
وخالق البشر يتكلمون بمختلف اللغات
امنحوتب أو رجا دربن أو الريان بن الوليد

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى