الثلاثاء ١ شباط (فبراير) ٢٠٠٥
بقلم عبدالوهاب عزاوي

وقوف على الأطلال ..

خططت بقلبي نهج الرمال

فهاجت عليّ رياح ٌ

تجرجر وعر سماءٍ مقننة ٍ

الروح والآلههْ ..

هناك وقفت ُ ..

ولم أبدأ الدرب حين علت ْ

صافراتٌ لتعلن أنّ النهاية

تقفز مثل الجنادب

نحو الوراء ِ ..

هناك وقفت ُ ..

ولم أبك ِ كيلا أبلل ليلاً

على شعر أمي

يكمل أطرافه الناقصهْ

....

خسرت الحروب بدون حروبٍ

وما كنتُ أعرف أني أعوم

على طللي المستدير ..

هناك صرخت ُ ..

لماذا بهذا الزمان الرديء ِ

رفعت سماءً على كتفيَّ

لماذا وقفتَ وحيداً

على طلل ٍ ناقص ٍ

يا أبي ...

لماذا زرعت نجوماً

لها لون أمي

على الروح تزحف

نحو بياض ٍ عميق ْ ..

لماذا جعلت دمائي تفرّ

من الصمت خلف الحظيرة ِ

نحو سهول ٍ

..لها حسّ أنثى

لماذا يظلً السؤال يئزّ :

" وماذا سأفعل والخوف يدبغ ُ

وجه الرعايا ..

وحيداً على طلل ٍ زاحف ٍ

نحو أزرق َ فوق السماء ..

..على طلل ٍ ناقص ٍ

لا يلملم أطرافه "

فيهمسُ صوت ٌ رقيق ٌ:

" ولكنه ينشل الروح من جحرها "

مذكرات عرجاء

أستيقظ على شهيدين أو ثلاثة

حسب الطقس و المزاج...

أمسح بقايا المنام

على جفني

وأنفض الأنين عن الفراش

نافذتي تعضّ رأسي

بينما رموشي تسبح

على خدي

كنملٍ تاه في السؤال

كأس الشاي تسقط

كدعاءٍ مرٍّ فوق قلبي

فأنثني على روحي

وأعصرها من دمع الليل

ثم أرتديها على مهلٍ...

وأفكر..

هل بقي في الروح متسعٌ

لحزنٍ جديدٍ...

فيطل بصلٌ برّيٌ

من السرداب الأخير

في الروح...

أبتلع غصةً أو غصتين

وأرسم بما تبقى من أصابعي

شيئاً همجياً...

أقضي قليلاً من الوقت

لأفسره

أخرج من منزلي مكسور الروح

و المطر يسقط مثل ترنيمةٍ لميتٍ

لم يألف موته بعد

 يصعد البخار من منخريّ

إلى سرة السماء

هناك نجمٌ شاردٌ

خارجٌ عن الطوق...

يخزني الضوء

وأنا أُعدّ دمي

لمجزرة المساء

وأفكر بما سأضعه في فمي

كي أخرج نشرة أخبارٍ

تستوطن لحمي...

أفكر في غدٍ لزجٍ

وأمسٍ منقلبٍ على ظهره

وإيديولوجيةٍ أقل حزناً

أحكّ بها ظهري

فيعبر شعاع في الروح...

"كانت روحي تعلو

لتحمي لطاخات الغيوم

فوق النوافذ

وتبحث عن قعرها

وسط انعدام الوزن

ضمن أسوار هذي البلاد"

فجأةً..

صدمتني قطتان تقتتلان

على حنينٍ طازجٍ

بين قضبان قلبي...


مشاركة منتدى

  • هاتان القصيدتان من أجمل ما قرأت موضوعاً وجماليةً شكراً لكم وللشاعر مع تمنياتي بالتوفيق

  • جميل جداً ما يقدمه هذا الشاعر والتعامل مع التراث وفكرة الوقوف على الأطلال بطريقة حداثية كان موفقاً ومتميزاً والأجمل أنه يتقن شعر التفعيلة والنثر وبالتالي لا ينطلق من ضعف بل من قوة وما يقدمه في قصيدة مذكرات عرجاء يدخل في الجرح بطريقة خافتة ومؤثرة وموفقة
    أتمنى أن نقرأ له المزيد ن القصائد
    والسلام

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى