الأحد ١٥ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم أنطوان القزي

ثوب العروس

تسقط ريشتي عباءة تلف الجذوع
ويرفل نعاسي نهدةً قطبية
يلوكها ضبابٌ هارب
يرسم على السطوح خرائط سافرة
واراجيح لكناراتٍ هاربة
ويسدل حلمي ضفائر غجرياتٍ
اولمن على الدروب فتوناً
يبلّل شفاه الهزيع
 
* ** **
 
يسقط يراعي سطوراً خاوية
أينعت في حروفه دموعٌ
تسرق وهم السراب
زاداً لحطب الكلمات
ونبضاً في مسام الهروب
 
* ** **
 
تسقطاغنيتي
ياسمنةً بلا لون
وبراً بلا وميض
تعف الجنون محار البحار
ولعق الزبد
وقوداً لأنهارٍ يابسة
 
* ** **
 
يسقط الضوء من سمائي
لعنةً بلا حياء
يعانق سراجَ الأبالسة
يخط ّمزامير جديدة
لأنبياءٍ كذبة،
يحرق روما ويسكر.
 
* ** **
 
تسقط يارقي
في رقٍ بلا اسماء
تلمل المناديل الممزّقة
تغربل وجوه القبائل
من داحس الى غبراء
تُرقص الألوان
ليموت الانتصار.
 
* ** **
 
تسقط مدينتي
حبلى بالمنابر
ثملى بالطعون
مزهوّة بالأشبار
ومفاتنِ التجار
تخطف بريقها الاناشيد
ويهرب من بابها الف عيد
 
* ** **
 
تسقط كرمتي بلا عناقيد
ترشفُ ريق البيادر
قمحها الموعود ناء
من شفار الحاصدين
.. من هنا مرّ هزار
راسماً «زيح» الربيع
من هنا كانت جرار
تسقي اجفان الصقيع
من هنا مرّ أبي
حاملاً طيب المجوس
.. بعده هبّت رياح
مزّقت ثوب العروس.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى