الثلاثاء ١ شباط (فبراير) ٢٠٠٥
بقلم ميلود حميدة

ما بين نهرين

كغربةِ المشتاقِ في لُججِ المَدَى

تتدفقُ الأشياءُ في جَوفِي

تزاحمُ الرّؤيا .. و تنفذ مُستحيلا ..

لا أنا رَضيتُ و لا أنتَ ارتضيتَ

حبّاتِ العُمرِ ما بين نَهرينِ

عُمقينِ

قَلبينِ

قَرنينِ

رَقصَتينِ .. وَ حَولنا سادَ المَصيرْ ..

مَا بيدي سَيفي .. وَ لا في يَديكَ

تَهلهلَ الرُّمحُ القَديمْ ..

صَارت الأَقلامُ عَلى الوَرقِ المُزَيَّتِ

بِالدُّهُونِ دُخَاناً سَدَّ حَلقِي

حَلقكَ

حَلقهَا

سَدَّ النَّهرَ وَ الوَادي

وَ شَكَّلَ في مَهبِّ الرّيحِ ضِدّينِ مُتَعَانقينْ ..

يَتَشَابَكُ الظّلُّ مَع الظِلِّ

وَ تَلتقي أشلاءُ رُؤيتنَا بِوادٍ مُوغِلٍ

فِي شَهوةِ المَعنَى

وَ أَصنامُ لُغزنا تَتَذلّلُ في بَوادِي التّيهِ

تَرسمُ عَجزنَا للعَابِرينْ ..

لا أنا غَيّرتُ وَجهِي .. وَ لا أنتَ اختَفَيتَ

بِبُردَةٍ أُخرَى

كُل الذي مَا بَينَ نَهرينِ

كَأسينِ

شَيئينِ مُتَّحِدينِ .. غُبارٌ كَثيفْ ..

إلى نَهجِ عَينيك استَقمتُ

وَ في حيطانِهَا فَتّشتُ عَن نَفسي

وَ عَن عُنوانِ مَدينتي

وَ كُلما حَلّ الغُروبُ مَا بينَ نَهرينِ

وَهمينِ

جرحينِ

نافذتينِ

تبعتُ ذُهولِي إلىَ مَوتٍ هُناكْ ..

الجزائر


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى