الاثنين ٢٣ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم عبدالوهاب محمد الجبوري

تجربتي مع اللغة العبرية

بناء على أسئلة تلقيتها من عدد من الباحثين والمختصين حول تجربتي مع اللغة العبرية والأدب العبري وعن واقع حركة الترجمة من العبرية إلى العربية في الوطن العربي أعددت هذه المقالة الموجزة ولي عودة للموضوع ثانية بإذن الله..

أبدا حديثي بسم الله فأقول أن حركة الترجمة من والى العبرية في الوطن العربي ضعيفة جدا إذا ما قارناها بالنسبة لما يحصل في إسرائيل في هذا المجال..

والحقيقة التي أود الإشارة إليها هي أن الشؤون الإسرائيلية ، والأدب العبري بشكل خاص ، يحظيان باهتمام اقل من قبل المثقفين العرب مقابل اهتمام المثقفين الإسرائيليين والثقافة العبرية بالأدب العربي والثقافة العربية ، وجاء في آخر الإحصائيات عن هذا الموضوع أن الإسرائيليين يترجمون سنويا حوالي مائة كتاب عربي بينما يترجم العرب احد عشر كتابا إسرائيليا فقط (انظر محمد القصبي ، أكذوبة الديمقراطية في الأدب الإسرائيلي ، عبر النت ، في 25/ 1/ 2006)..

وأسباب هذه الظاهرة عديدة أبرزها:

1. قلة الأدباء والمثقفين العرب الذين يعرفون اللغة العبرية..

2. ابتعاد المؤسسة الثقافية العربية الرسمية عن نشاط الترجمة من العبرية حتى لا تتهم بالتطبيع مع إسرائيل حســب رأي بعض المثقفين العرب (انظر المصدر السابق)والباحث يرى أن وجهة النظر هذه غير دقيقة وقابلة للمناقشة..

3. كون الأدب العبري من المباحث التي تدخل في صميم النشاط الروحي والفلسفي والتطبيقي للوجود اليهودي برمته وبالتالي فان المجال واسع للعديد من المفاهيم والطروحات ، كما انه ميدان يسمح بتداخل ظواهر بشرية أخرى على حد سواء ، وهذا يجعل الأديب العربي غير ملم بالدرجة المطلوبة بتلك التفاصيل من مصادرها العبرية الأصلية..

4. ضعف أجور الترجمة بالنسبة للأفراد ما لم تتولى هذا الموضوع مؤسسات الدولة كما كان حاصل في العراق قبل الاحتلال حيث كانت الدولة تشجع الترجمة من والى العبرية مقابل مبالغ نقدية مغرية..

5. محدودية الكتب والدراسات والبحوث العبرية التي تدخل الدول العربية وصعوبة الحصول على الكثير من المراجع العبرية..

تجربتي مع اللغة العبرية

أما على المستوى الشخصي فاني اعتقد أن ما ترجمته من الكتب والدراسات والبحوث من اللغة العبرية إلى العربية خلال أكثر من 30 عاما يشكل نسبة جيدة قد لا يبلغها احد من المترجمين العرب المتخصصين ، فلقد بلغ عدد الكتب التي ترجمتها أكثر من 55 كتابا وأكثر من 20 دراسة عسكرية وأمنية..

ومنذ أن بدأت عهدي بالترجمة بعد تخرجي من الكلية العسكرية العراقية برتبة ملازم ثان في السبعينات من القرن الماضي شعرت بأهمية هذه المسالة في حياتنا كعرب وحاجتنا إلى الاطلاع على كل ما يدور في فكر اليهود وممارساتهم ونظرياتهم وأنشطتهم من مصادرها الأصلية دون أن تمر بمرحلة الترجمة من قبل أناس قد يخطئون التعبير عن مفردات ومصطلحات السياسة والشؤون العسكرية والأمنية والثقافية والاقتصادية وغيرها فتصل مغلوطة إلى السياسي أو صاحب القرار أو المثقف أو المتخصص أو الباحث في الشؤون الفلسطينية ، مما يتطلب إيصال هذه المعلومات والمعرفة بشكل صحيح إلى من يحتاجها لتحقيق الفائدة المرجوة من الترجمة دون تصرف من قبل المترجمين الآخرين الذين كانوا قلة في تلك الفترة ، من هنا كانت الحاجة ملحة لاستقاء المعلومات والمعرفة عن إسرائيل من مصادرها العبرية ، في كل جوانب الحياة - عسكرية وسياسية واقتصاد وتربية وتعليم وهجرة واستيطان وأدب وامن ومخابرات وعمليات إرهابية وتزوير وتضليل للحقائق التاريخية والمعاصرة إلى آخره –

ومع مواصلة دراستي الجامعية للغة العبرية في لبنان منذ العام 1972 وبعدها في بغداد وحصولي على درجة مترجم أول لغة عبرية في العراق عام 1974 ، كانت جهودي ومعرفتي في الترجمة تزداد وتتطور بشكل سريع وعلمي دقيق مع رغبتي الشديدة في بلوغ الهدف الأسمى من هذا العمل الذي اعتبره نعمة وفضل من الله سبحانه وتعالى وتطبيقا لقوله صلى الله عليه وسلم (من تعلم لغة قوم امن شرهم) وكان أول عمل ترجمته من العبرية إلى العربية في العام 1972 هو خطة تفتيت العراق وهي وثيقة إسرائيلية أعدها بن غوريون وكادر الأمن القومي الإسرائيلي في العام 1953 وقد تم الحصول على نسخة منها في العام 1972 وقمت بترجمتها في حينه وكنت أتمنى لو أني مازلت محتفظا بها لأهميتها في إلقاء الضوء على هذا المشروع الصهيوني الخطير..

بعد ذلك توالت دراستي العلمية والمنهجية والعملية للغة العبرية وآدابها جنبا إلى جنب مع دراستي لآرامية التوراة – وهي الآرامية التي كتب بها اليهود في بابل في القرن السادس قبل الميلاد بعض أسفار التوراة وأجزائها - واللغات السامية الأخرى ، واستمراري بالترجمة إلى جانب قيامي بتدريسها في دوائر وزارة الدفاع العراقية وجامعة بغداد حتى حصولي على درجة الماجستير في الأدب العبري وحصولي على درجة عالم من قبل رئاسة الجمهورية العراقية في العام 2001 على ما الفته وترجمته ونشرته من كتب ودراسات وبحوث تناولت مختلف الجوانب – خاصة ما تعلق منها بالقضية الفلسطينية والشؤون الإسرائيلية - مما وفر للباحثين والمتخصصين مراجع عربية مهمة وموثوقة يمكن الاعتماد عليها لأغراض البحث العلمي والكتابة والتخصص..

هذه باختصار شديد تجربتي مع اللغة العبرية واللغات الســـــــامية (الجزرية) دراسة وتأليفا وترجمة
وتدريسا..ولي عودة أخرى للموضوع متحدثا عن تجربتي أيضا مع الأدب العبري (الصهيوني) بإذن الله..

ابرز الكتب التي تم تأليفها أو ترجمتها من العبرية إلى العربية:

1

. تشويه صورة العربي في الأدب الصهيوني..
2. فلسفة الحرب عند اليهود وانعكاساتها في الأدب العبري المعاصر..
3. اللاسامية في الفكر الصهيوني..
4. دور الجيش العراقي في حرب تشرين 1973..
5. يوم ابكينا إسرائيل/ 43 صاروخا عراقيا على 53 هدفا حيويا إسرائيليا..
6. مراحل نظرية الأمن الإسرائيلي وتطوراتها..
8. قراءة في نظرية الاستخبارات الإسرائيلية وفلسفتها وأسلوب عملها..
9. الانتقام في الأدب العبري..
10. ابرز سمات أدب الحرب العبري..
11. الاتجاهات الصهيونية للأدب العبري..
12. أطلاقة اليورانيوم من الإنتاج إلى الاستخدام/ دراسة عن توثيق جرائم الحرب الأمريكية ضد العراق..
13. عناصر التأثير في صناعة القرار السياسي الإسرائيلي..
14. محاولة لصياغة إطار نظري لمفهوم الأمن القومي العراقي (دراسة مهمة والأولى من نوعها)..
15.اتجاهات الخطاب السياسي الأمريكي المعاصر..
16. مسرحية ستة أجنحة لواحد (مسرحية) مترجمة عن اللغة العبرية ، تأليف حانوخ برطوف ،إعداد دائرة التربية والثقافة في المهجر التابعة للهستدروت الصهيوني العالمي ، القدس ، 76 صفحة ، إصدار وزارة الثقافة والفنون العراقية ، بغداد..
17. مدخل إلى النقد الأدبي العبري ، دار الشؤون الثقافية العامة/ وزارة الثقافة/ بغداد..
18. منظمة بني بريت الصهيونية ، أقدم واخطر المنظمات في العالم ، وزارة الدفاع العراقية ، بغداد ، 1995
19. منظمة الدفاع اليهودية في فرنسا ، وزارة الثقافة العراقية ، بغداد ، 1995
20. غيتاؤوت ومعسكرات تجمع ، مترجم عن العبرية ، ضمن سلسلة كتب من الموسوعة العبرية بإشراف (يائير باراق) ، إعداد (ســــارة غولدسكي) وزارة الدفاع ، بغداد ، 1887
21. المحارب ، مترجم عن العبرية (سيرة حياة موشيه دايان) ، مترجم عن العبرية ، تأليف يهودا هريئيل ، دار الحرية العراقية ، بغداد ، 1999
22. قاموس المعرفة اليهودية (معجم علمي) ، مترجم عن العبرية ، إعداد شموئيل غاؤون ، الطبعة الخامـسة ، طبع في رامات جان ، 206 صفحة ، جامعة بغداد ، 1886
23. حرب المخيمات ، وزارة الثقافة ، بغداد ، 1985
24. أضواء على فشل الاستخبارات الإسرائيلية في حرب تشرين 1973 ، وزارة الدفاع العراقية ، بغداد ، 1979
25. العقيدة العسكرية الإسرائيلية وتطوراتها بعد حرب 1991 ، وزارة الدفاع ، 1996
26. توصبف العلاقة بين الفلسفة والأدب والحرب ، دار الحرية ، بغداد ، 2005
27. حييم نحمان بيالك ، مترجم عن العبرية ، مختارات من شعره ونثره – إصدار شركة (دفير)/ تل أبيب/ 1966
28. في ظل الصليب ، ارض إسرائيل في فترة الحروب الصليبية ، مترجم عن العبرية ، إصدار دار نشر (ماسادا) رامات جن – 1976
29. ورائي/ تاليف شلومو نكديمون ، مترجم عن العبرية ، إصدار (موكيد) تل أبيب ، ط1 ، 1968..
30. وسام الاستحقاق ، عشرين سنة من البطولة في إسرائيل ، تأليف يهودا هرئيل ، مترجم عن العبرية ، إصدار الكتاب الجديد ، يافا ، 1969
31. سلامة الأمة ونبوءة الثورة ، تأليف يعقوب تلمون ، مترجم عن العبرية ، إصدار عم عوفيد ، المجلد الثاني ، 1981

مشاركة منتدى

  • عافاك الله استاذ عبدالوهاب
    فعليا انا من الاشخاص المهتمين باللغة العبرية , حيث اني اقرأ, اكتب واتحدث اللغة العبرية بدرجة قريبة جدا لاتقاني العربية , ولكن للاسف الشديد لا اعرف كيف استغل هذه المهارة واطورها بحيث تصبح مصدر دخل او شيئ استطيع التفاخر به (حيث كما تفضلت ان المهتمين قلائل ) فهل تتفضل بارشادي الى الطريق ولك من الفضل والعرفان .
    فهد غنيم
    واتساب /00966554897273

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى