الخميس ٢٦ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم محمود شرف

نوستالجيا الصيف الرائق

بائع الخميرة
بائع الخميرة أخبرني أنني سأموت..
كان ميتا قبل عامين على الأقل.
ولم أصدقه
كان ميتا.. ببساطة،
ولم أعتد تصديق الموتى
صديقي بائع الخميرة يحلم كثيرا
وصناديد لا تعرف أحلامه..
كما لا تعرف وجهي،
جغرافيا مكتئبة
وسكان خرافيون.. وراحلون
وليست طيبة كما يبدو..
كما أن عينيها مفتوحتان..
أنا الأعمى الوحيد
هكذا صار..
مُتعِبون
ترحلون..
كغمامات بِيضٍ في السماء
نحوقلبي..
ربما يمتلئ فجأة بأسمائكم.
وملامحكم المنسية،
ارجعوا..
أو.. قفوا هنيهة لنحكي معا
ونتبادل الأوراق :
ماذا حيَّركم..
وأرَّقني
أنام عادة في السابعة..
وتصحون طويلا،
توقظون قلبي يا أصدقائي
تَعِبَ منك.
فعلا
تائهة
أمر إليها في الصباح..
وتغادرني حدَّ الظهيرة،
تطبخ لي.. ولا آتي أبدًا،
فطائرها مُرَّةٌ..
والرجل في الشارع الجانبي يعرفني
ويخبز لي فطائر بالبندق..
لوأنها اقتنت بضع حبات من البندق
ربما كنت أتيت مرتين..
أومرة على الأقل
بعد سيجارتين فقط
الأنثى المطاطية التي اقتنيتها مؤخرًا
ترفض المكوث..
تفسيري..
بعد سيجارتين،
وكوب من مزيج القهوة والذكريات :
ربما أزعجها شامات كثيرة
تسير على غير هدى بجسدي..
أو..
وهوالأرجح،
أنها رأت شرفة الجيران..
ولوّحت لها يد هناك..
على الأقل ليس بها شامات نيئة..
كتلك
ندبة قديمة
صديقتي التي غادرتها
(أوغادرتني.. تحريا للدقة)
عادت منذ قليل،
لم تعد أكوابها ممتلئة بالينسون..
وقهوتها صارت أكثر خفة..
ما أراحني جدا
أن نهديها – وكانا سببا رئيسا في فراق –
صارا أنحف..
غير أن ندبتها القديمة صارت أوسم..
آه..
يا لتعاستي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى