الجمعة ٣ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩

آه ما أكذب حلمي

بقلم: د.هاشم عبود الموسوي
كانت الأرض..
بما تحمل من إثم بريئةْ
ومشينا يا إلهي
فوق جمرٍ من رماد
وكتبنا فألنا
وعرفنا أن نخلاً في العراق
بات منذوراً
على أرض سبيّهْ
يذرفُ الدَمعَ
إلى يوم القيامهْ
تاه كولومبس*
في عرض البحار
لم تكن في الليل
أنوار فنار
عندما دنّس رجليه
بأوحال الخطيئهْ
كان لله مشيئةْ
وشتاءٌ نووي
ونسنيا كل ما كنا لبسنا
من حضاراتٍ
وأحذية قديمهْ
بعد ألفين من الموتِ
أتى ثالث عام
وعلى أرض السواد
بعث الله لنا
سرب جراد
عله يفقأ عين
الحاكم الجلاد
لكنه..
يا ويلنا
قضم الحصاد
وظل يسقط فوقنا
رب العباد
آثام عاد
هو ذا حساب قد يطول
هو ذا عذاب قد يطول
و صار يتعبني الحساب
بأي أرضٍ قد أموت
جُرحي الكافر بالشكوى يصيح
من يصد الريح
في هذا الشتاء
وصرير الباب
لم يهدأ يوماً
من عذابٍ
في الضمير
في الصباح
تتلقاني على وجهِ الطريق
عشرون بوابة تفتيشٍ
لتسأل عن وقاري
أي حلم وسرورٍ
كان يجتاح سريري
وأنا ما زلت في سري
أمارس لذة الحلم
وفي السر أعيد
وأُمنّي النفس..اهذي
(إنَّ لي وطناً سعيداً)
آه ما أكذب حلمي
إنني آمنت بالأرض
وبالماء وأنواء السماء
والجهات الأربعة
وخطوط العرض والطول
وما بين السطور
سِرْتُ أعمى راكضاً..
خلف الضباب
كبوتي أرخت لجامي
أفلتت مني اللسان
آه من بيت أبي سفيان
آه لو كنا تلونا
سورة الرحمن
ودفنا رأسنا مثل النعام
لا نرى الموتى
يميلون يميناً ويساراً
في عويل كالدعاء
ذات يوم
عندما أجهرت
في صوتي وصمتي
وعلى ذاك الجدار
آثماً سجلت عهدي
عائداً يوماً إليه
كيف لي يوماً
إذا عدت إليه
سائلاً جرحي عن العهد القديم
أين بيتي؟ أين بيتي؟
والبيوت الحالمات
على المدى؟
عندها يأتي الصدى
بارداً يقتلني
ربما ظلت سراباً
لا أراها قبل موتي
كيف لي أنسى بأنَّا
قد دفنا الأولياء
بين نهرين..
وأدمينا الصدور
ألف عام
لم نزل نأكل
من نفس القدور
ما زرعنا كان شوكاً
وأتى بعد انتظار
ألف ملعون وفاجر
عابثاً يلعب كالقط
مع الفأر البليد
آه من غدر الزمان
آه من ضيق المكان
بيتنا المأهول بالأحزان
من مليون عام
ونسينا..
ومشينا مُرتدين
كفن العز
وأوهاماً عتيقة
أي فخر للقبور؟!
ليس لي غير الدموع
والصلاة الدائمهْ
ربما تأتي
دعاسيقٌ* صغيرة
بعد موتي
لتعيد الخصب
للأرض البوار
قد يفيق الأتقياء
ويعيدون إلى قبري الأمان
آه ما أعذب حلمي
......
آه ما أكذب حلمي
 
 [1]
بقلم: د.هاشم عبود الموسوي

[1* مكتشف القارة الأمريكية قبل خمسة قرون.

* الدعاسيق: جمع دعسوقة: حشرة تقوم بتفتيت وتجديد التربة، وجعلها صالحة للزراعة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى