الثلاثاء ٣١ آذار (مارس) ٢٠٠٩
خاطر
بقلم إيهاب جوزيف

من مذكرات شاب علي حافة الجنون

أو الانتحار أيهما أقرب

كم تمنيت أن يأخذ الله كل ما أعطاني في مقابل تلك الحياه التي أتمني أن أحياها و لكنني أعود عن تلك الأمنيات لأوكد بلا ريب أن هناك حكمه الهيه في ذلك لا تستطيع عقليتي المحدوده أن تحتويها .. لكن من حقي ان أتسأل الي متي سيستمر ما أنا فيه .. أخاف أن يجيبني عقلي فأصمت وأومئ برأسي يأسا خائفا أن أحيا طويلا هكذا .

مرات عديده أظل ساهرا أفكر لأجد هذا الذهن المشتت رافضا في اصرار عن الافصاح عما يطمئن أو يريح ليس الا لأنه لا يجد ما يطمئن أو يريح .. مرات عديده شردت في حال تلك الحيوانات الضاله الهائمه في ظلام الليل ووحشة طرقاته الساكنه وتمنيت أن أكون واحدا منهم حيث لا مشكلات و لا تفكير و لا خوف من مستقبل مدمر يقود اليه حاضر تعس .. نعم فكل همومهم ايجاد ما يملأ بطونهم قبل أن يغمضوا أعينهم في رضا تام عن النفس و عن العالم من حولهم .

كثيره هي تلك اللحظات التي أستعيد فيها ذكريات طفولتي الكريهه .. فما عانيته فيها كان أكثر من طاقتي الادميه علي الاحتمال .. لم أكن أبدا مثل بقية أقراني فكثيرا ما كانوا يلهون و يتواثبون هنا وهناك حينما كنت أنا غارقا في همومي داعيا الله أن ينهي احدي تلك الخلافات الابديه التي أعرف يقينا انها لن تنتهي .. كنت و مازلت مثقلا بالأحمال النفسيه والأفكار المظلمه التي تجوب رأسي وكأنها تملكه وليس في مقدوري طردها .. نعم كيف أطردها وقد أصبحت أقرب الي من ذاتي .

كثيرا ما أجلس الي نفسي ولا أعرف علي من ألقي ذمي و حنقي الشديد .. كم وددت أن أجد كيانا ملموسا و حسيا يكون له تدخل فيما أنا فيه من عذاب كي أريه من اشكال العذابات ما لم يكن يتخيله في اسوأ كوابيسه .. ولكن هل من الممكن أن يتحول القدر الي هذا الكيان .

فكرت مرارا أن أصلح من حياتي ولكن دون جدوي و كأنهما علي أهبة الاستعداد لتدمير أي نوع من أنواع الاستقرار في حياتي .. تلك الحياه الكئيبه التي اصبحت أمقتها و أتمناها تنتهي ألان و في تلك اللحظه ..

نعم تطرق الي ذهني الموت كثيرا فأحببت تلك الفكره ولكن ايضا ليس الامر أبدا مطلقا في يدي .. فانني لن الجأ اليه للتخلص من حياه مريره لأدخل في حياه أخري اعظم مراره و أكبر عذابا بما لا يقاس .. هل أنتظره؟ هل يعد هذا الانتظار في مرتبة الانتحار ؟ .. وأن لم يكن فالي متي يطول بي الانتظار ؟ .. انني مازلت في مقتبل العمر .. نعم يبدو انني سأنتظر كثيرا فهل استطيع الاحتمال ؟ .. لا أعتقد .. اذن ماذا أفعل ؟ .. لا أعرف .

لا أعرف من أين أتيا بكل هذا الحمق و الغباء .. هل يعتقدان أن ما يفعلانه تسليه ؟ هل هي هوايه ؟ أم أنه ميثاق تعهدا علي تنفيذه ؟

كثيرا ما يكونا هادئان وفجأه و بدون أي بوادر داله يحدث ما لا يحمد عقباه فأسمع صياحا ووعيدا وأدعيه وتهديدات .. لا أعلم لأي شئ نشب الخلاف وأعتقد أيضا انهما لا يعلمان فتلك العاده أصبحت كالنوم والتنفس جميعها أفعال لااراديه ليس في الامكان الاستغناء عنها .

لا أعرف من الدنس الذي أقنعهما انني لا أدرك أو أشعر فانني بينهما أعمي وأصم وأبكم .. فلا شأن لي بهما أثناء تأديتهما لاحدي فروضهما الحمقاء بل ولا يجب مطلقا أن تتأثر حياتي بأفعالهما ..

لا أعرف كيف يفكران ولا أريد ان أعرف خوفا من أن أصاب بعدوي تفكيرهما المريض .

يدعيان المثاليه .. يدعيان عدم الادراك لما فعلاه بي من تدمير وتحطيم لاي مقدره كنت املكها يوما للتعامل السوي مع البشر من حولي .. اصبحت اخشي تلك الحياه وما تكنه لي من مفاجأت .. لا أريد أن أعيش حياتي فهل يقبل أحدا أن يبدل حاله بحالي؟ وان وجدته فهل هذا ممكن فعلا ؟ وان أمكن فهل يتحمل ما يجب عليه أن يتحمله حينها ؟

لقد نجحا تماما في جعلي انسان مريض نفسيا بحق .. حقا لا أعرف اسم مرضي ولكنني متأكد من وجوده ولابد أنه يحمل احدي تلك الاسماء المعقده التي يكفي فقط أن تسمعها حتي يصيبك العته الذهولي من هول اللفظه .. أتذكر جميع مشاحنتهما و التعنيف الشديد المتبادل بينهما و الذي احيانا يصل الي حد التجريح الشديد علي مسمع ومرأي مني .. أتذكر جميع الاسباب التي ادت الي كل ذلك .

ألا يخجلان .. كيف يسمح لهما شعرهما الاشيب بمثل هذه التصرفات الحمقاء و الكارثه الحقيقيه انها لا تتوقف ولن تتوقف الا بموت أحدهما .. للأسف عندها أؤكد أن حياتي ستختلف .. ستختلف تماما .

* عايزين نشوفك عريس قبل ما نموت .

الكاتب /

أو الانتحار أيهما أقرب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى