السبت ١١ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩
بقلم محمد جميح

اكتبيني

يا التي تَسكـُنينَ في كل سَطْرٍ
هأنا الآنَ لفظةٌ فاكتبيني

اكتبيني.. هَوَاجـِسي وشُكوكي
اكتبيني.. وَسَاوِسي ويقيني

اكتبيني.. أيَّامُ عُمْري حُروفٌ
مُبْهَماتٌ فَنَـقـِّطِي لي جُنوني

واكتبيني وقد تأبَّطتُ بَحْراً
مُبْحراً فيَّ وامْتـَشَقتُ سَفيني

لَمْلِميني بأي بَحْرٍ تَشَظـَّى
وعلى شاطئِ اللـُغاتِ انْثـُرِيني

وَقّـِّعيني بأيِّ لفظٍ جديدٍ
لـُغة ُ الناس ِ لم تـَعُدْ تحتويني

خَضِّليني.. الكلامُُ جَفَّ وهذي
خَطـَراتي تـَقـَشَّرتْ في لـُحُوني

واشْرَحيني قـَصيدة ً من غُموضٍ
نـَبـَّهتْ فيَّ غافياتِ الظُنون

وحُروفاً تواشَجَتْ من ضَجيجٍ
وعلى شاشـَةِ المدى علـِّقيني

إنني بَحَّةُ الحروفِ تـَشـَظَّتْ
في فؤادي فلـَمْلِمي لي حَنيني

اكتبيني رُؤىً تُراودُ لـَيْلي
من بَعيدٍ وليس تغـْشى جُفوني

فِكْرةً.. كلَّما أقول تجلـَّتْ
لفؤادي تـَمَوَّهَتْ في فـُتوني

اكتبيني.. الزمانُ يَفلُتُ منِّي
والمعاني تـَسَرَّبتْ من عُيوني

اكتبي لحظة ً يُشـَفـَّرُ عُمْري
في مَداها ويَنـْطـَوي تكويني

لحظة ً قـُدَّ من صَداها رَنِيـْني
وهي قـُدَّتْ من أضْلـُعي وفنوني

واذرِفيني على مَضَاربِ أهْلي
عَبْرةً بين صَرْخَتي وأنيني

فأنا واقِفٌ على حُلـْمِ أهلي
أنـْثـُرُ الروحَ فوقَهُ من قـُرون

اكتبيني شـَظيَّة ً من دُموع ٍ
في زمان ٍ مُفخَّخ ٍ بالسِّنين

عبْوةً حَشـْوُها حروفٌ تشـَظَّتْ
ومعانٍ... وفي الرؤى فجِّريني

واكتبي قِصَّتي على المَوْج خـَلـِّي
صفحةَ الماءِ للمدى تـَرْويني

وارْسُميني على الرِّمَال لـَعَلَّ الـ
رسمَ يبقى والريحَ لا تمْحوني

واكتبيني من قبل أن تتلاشى
من كتابي هَوامِشي ومُتـُوني

خلـِّديني بأيِّ موتٍ بليغ ٍ
وابْعـَثـِيني بأيِّ معنىً دفين ِ

وإذا مُتُّ فاكتبيني بُكاءً
فوقَ قبْري ومن رُفاتي اقرأيني


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى