الخميس ٢ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩
بقلم سيد إبراهيم آرمن

العروض في الشعر الفصيح والعامي

أستاذ مساعد بجامعة آزاد الإسلامية في کرج

ملخص البحث:

جاء خليل بن أحمد الفراهيدي بعلم يعد معيارا لموسيقی الشعر ألا وهو علم العروض وظلت تدرس آراء الخليل العروضية في الجامعات منذ مئات السنين دون أن يتجرأ أحد أن يحذف منها شيئا أو يضيف إليها شيئا آخر.

من جانب آخر إن الباحثين والنقاد الذين قاموا بدراسة الشعر الشعبي وموسيقاه لم يتعمقوا في هذا المجال کما أنهم لم يبحثوا عن طرق تربط الشعر العامي بالشعر الفصيح و لا غرابة حيث أن مثل هذه الدراسات بحاجة إلی الحس الموسيقي الرفيع والقريحة الشعرية إلی جانب المناهج العلمية القويمة ومعرفة شاملة للبيئة التي نشأ فيها ذلک الشعر.

يتناول هذا المقال آراء أحد الأدباء الکويتيين في علم العروض وهو عبدالرزاق محمد صالح العدساني الذي يعد باحثا وشاعرا وفنانا له مؤلفات شاملة في مختلف المجالات خاصة في مجال الأدب الشعبي الذي لايزال فيه الکثير من الغموض وضبابية في الرؤی لأنه مجال لم يتناوله الکثيرون بالنقد و التحليل.

المفردات الرئيسة: الشعر الفصيح ، الشعر العامي ، العروض ، البحر ، الوزن.

تمهيد

يعتبر هذا البحث دراسة ببليوغرافية لنتاجات العدساني الأدبية والنقدية والفنية و ذلک لأن شاعرنا بالإضافة إلی قريحته الشعرية يتميز في مسيرته الثقافية و الأدبية والفنية بکثرة الإنتاج و اهتمامه بالأدب والنقد حيث أنه قام بدراسة علم العروض دراسة جديدة واستطاع أن يبحث عن طرق تربط أوزان الشعر الفصيح بالشعر العامي.

زد علی کل ذلک أنه فنان له باع کبير في الموسيقی ومن أبرز ألحانه:

- أوبريت "بين الماضي و الحاضر" إخراج الفنان المرحوم صقر الرشود ، تأليف الشاعر عبدالمحسن الرفاعي.
- أوبريت "حکاية شعب" إخراج السينمايي الفنان عبدالوهاب سلطان ، تأليف الشاعر عبدالمحسن الرفاعي.
- أوبريت "أيام الربيع" غناء الفنان عبدالکريم عبدالقادر ، تأليف الشاعر عبدالمحسن الرفاعي.
- أغنية "صوت ريم البوادي": عوض دوخي.
- أغنية "صوت عربي": عوض دوخي (لم يسجل).
- أغنية "صوت عربي": عوض دوخي(لم يسجل).
- أغنية "صوت عربي حي": لبنی ، عباس البدري.
- أغنية "صوت عربي يا ليل طول": عباس البدري.
- أغنية "فن نجدي": عباس البدري.
- أغنية "عطني فرصة": عباس البدري.
- أغنية "يا عين": عباس البدري.
- أغنية "الرکايب": عباس البدري.
- أغنية "توک عرفت الندم": عباس البدري.
- أغنية "الأمير": عباس البدري.
- أغنية "يا هل الرکايب": عبدالکريم عبدالقادر.
- أغنية "يا صو يحبي": عبدالکريم عبدالقادر.
- أغنية "الله حسيبک": عبدالکريم عبدالقادر.
- أغنية "يا من شاف العريس": عبدالمحسن المهنا.
- أغنية "عاود علينا": عبدالمحسن المهنا.
- أغنية "حبک سباني": مصطفی أحمد.
- أغنية "تبنا تبنا": مصطفی أحمد.
- أغنية "بدوية": مصطفی أحمد.
- أغنية "طرق العشاق": مبارک المعتوق.
- أغنية "فن نجدي": مبارک المعتوق.
- أغنية "فن نجدي": أحمد عبدالکريم.
- أغنية "سر إلی المجد": أحمد عبدالکريم.
- أغنية "سامرية": أحمد عبدالکريم.
- أغنية "يالله طنبورة": صالح الحريبي.
- أغنية "ليلة العرس": صالح الحريبي.
- أغنية "أمسي أنادي فن نجدي" حسين جاسم.
- أغنية "صبرک علينا": حسين جاسم.

  إضافة إلی العديد من الأغنيات الخاصة بالمناسبات الدينية و الوطنية. (عبدالرزاق محمد صالح العدساني ، الجديد في علم العروض ، المطبعة العصرية – الکويت ، 1993م ، صص 197-199 بتصرف.)

أما مؤلفاته القيمة التي تمثل آراءه النقدية والأدبية فهي کثيرة و متنوعة ونحاول أن نلقي الضوء علی بعضها بإيجاز شديد لنعرف بتلک الآراء النقدية.

الجديد في علم العروض: يقع هذا الکتاب في نحو مائتي صفحة، صدر عام 1993م ويبين شغف شاعرنا بدراسة علم العروض وکشف أسرار هذا العلم و کوامنه ولاينم هذا إلا عن باعه الکبير في الموسيقی.
والکتاب دراسة نقدية لآراء خليل بن أحمد الفراهيدي في علم العروض.تلک الآراء التي ظلت تدرس في الجامعات مئات السنين دون أن يتجرأ أحد في أن يحذف أو يضيف إليها شيئا إلا أن شاعرنا تناول آراء الخليل العروضية في کتابه هذا ويتحدث عن دوائر الخليل الخمس متصرفا فيها بالأدلة والبراهين.فالمؤلف حذف في کتابه هذا بعض دوائر الخليل ورسم دوائر جديدة أثبتها بالأدلة والبراهين حيث أن دوائر الخليل الخمس تحولت إلی أربع دوائر بعد حذف العدساني الذي توصل إلی مفاهيم جديدة في علم العروض.

ويمکننا أن نعرض هنا بعض هذه المفاهيم الجديدة التي تمت الإشارة إليها في هذا الکتاب:1- بروز دائرتين جديدتين هما:دائرة السليم ودائرة المجزوء حيث حملت کل منهما أبحرا کانت في دوائرهما الخليلية غير سليمة.2- بروز دائرة جديدة هي: دائرة المبتکر وتحمل بحرين جديدين لم يعرفهما علم العروض من قبل، هما بحر المستوفر والوفير.3- تصحيح البحور التالية: البحر المديد والوافر والسريع والمجتث والمضارع والمقتضب.4-بروز أربعة أبحر في دائرتي السليم والمجزوء هم:بحر الرمل المتدارک، والبسيط المتدارک، والخفيف المتدارک، والمنسرح المجزوء المترادف.5- حذف علة الطي وعلة الکشف عن بحر السريع الأول وإبعاد تفعيلة مفعولات عن البحر المذکور واستبدالها بالتفعيلة الأصلية فاعلن.6- إلغاء علة الطي وعلة الوقف عن السريع الثاني وإبدالهما بعلة التذييل.7- إلغاء علة الصلم وإبدالها بعلة القطع في السريع الثالث. 8- إلغاء علة الخبل وعلة الکشف عن السريع الرابع وإبدالهما بعلة الخبن. 9- إلغاء علة القطف عن البحر الوافر وإعادة تفعيلته الأصلية إليه.10- إلحاق بحر الهزج ببحر الوافر العروض الثانية الضرب الثاني کمجزوء صحيح معصوب، مفاعيلن مفاعيلن مکررة. 11- إبعاد بحر الرجز عن بحور الشعر باعتباره ليس بحرا شعريا.12- إرجاع بحر الرمل المتواجد في دائرة المجتلب الخليلية وإلحاقه کبحر ثان في بحر الرمل المتدارک، يدخل عليه الترفيل فتتحول فاعلن إلی فاعلاتن. 13- إلغاء دائرة المجتلب بعد إلحاق الهزج ببحر الوافر والرمل بالرمل المتدارک وإلغاء بحر الرجز. 14- إعادة بناء دوائر الخليل علی سبعة أبحر بدلا من ستة عشر بحرا، وهم: الطويل والبسيط والکامل والمنسرح والخفيف والمتقارب والمتدارک. 15- عمل ثلاث دوائر تشمل کل دائرة منها جميع بحور الشعر، دائرتين بعد التعديل و واحدة قبل التعديل.(المصدر السابق: صص 31-32 بتصرف.)

والعدساني عند معالجته علم العروض يعتمد علی المراجع الأدبية القديمة والحديثة کمعجم لسان العرب لابن منظور والمفضليات للمفضل الضبي والأصمعيات للأصمعي والمعلقات وميزان الذهب في صناعة شعر العرب للسيد أحمد الهاشمي والمقتطف والوافي في علم العروض والقوافي وأهدی السبيل إلی علم الخليل للمرحوم الأستاذ محمود مصطفی وديوان الحماسة وديوان لبيد وديوان طرفة وديوان حسان وديوان الحطيئة وديوان الفرزدق وديوان الجرير.

شاعر الأطلال محمد بن حمد بن لعبون؛ حياته و شعره: صدر هذا الکتاب عام 1997م کما يقع في أکثر من مائتي صفحة. وينم عن حب العدساني لوطنه الکويت حيث أنه يقوم في کتابه هذا بدراسة حياة أحد الشعراء الکويتيين الذين تکاد تکون حياته أسطورة من الأساطير ويستمد المؤلف لتحليل حياة ابن لعبون بقصائده کما يلقي الضوء علی تلک القصائد بمنظار النقد تارة والتحليل تارة أخری کما يعالجها من الناحية العروضية أيضا.

والعدساني في کتابه هذا باحث ومؤلف جاد يتصف بالدقة العلمية کما عهدناه في باقي مؤلفاته حيث أنه يذکر في مقدمة الکتاب:«أن الکثيرين کتبوا عن ابن لعبون ودونوا شعره إلا أن کل ما دون عنه کان نبذة صغيرة عن حياته وشعره فقط وإن ذلک التدوين واکبته أخطاء.» (عبدالرزاق محمد صالح العدساني ، شاعر الأطلال محمد بن حمد بن لعبون؛ حياته و شعره، شرکة مطبعة الأنوار – الکويت، 1997م، ص13.) ثم يطرح تساؤلات عميقة تدل علی المنهج العلمي السديد الذي اتبعه المؤلف لدراسة حياة ابن لعبون قائلا: «أهذا هو شعر ابن لعبون؟ هل ابن لعبون لا يجيد وزن الشعر؟ أي الدواوين هي الصادقة في ترتيب شعره؟ من المسؤول عن کل تلک الأخطاء؟ هل هم الناشرون الذين لم يراعوا الوزن الشعري و الطباعة؟ أو الرواة الذين حرفوا ما شاؤوا تحريفه في هذا الشعر؟» (المصدر السابق: ص 13.)ويبحث جاهدا ليجد الإجابة عن هذه الأسئلة ونری هذه الدقة العلمية بوضوح عندما يبحث عن بعض قصائد ابن لعبون في الکتب المختلفة ويتحدث عن تضارب الروايات مستشهدا ببعض الأبيات الشعرية.

حري بالذکر أن ابن لعبون شاعر ولد عام 1204هـ.ق وکان يتنقل بين السعودية والزبير والبحرين والکويت کما أنه شاعر عامي ولتنقله بين هذه الأقطار يری المتتبع لقصائده أنه أنشدها باللهجة السعودية والزبيرية والبحرينية والکويتية ولهذا ملأ فنه الآفاق وذاع صيته وفي هذا الشأن يقول العدساني:«فشعره رغم عاميته کالعيون النواعس في جمالها وان اختلف بعض عن بعض، فإن ذلک الاختلاف کاختلاف ورد الروض في أوجه ربيعه، وکاختلاف الأعين النجل عند الکواعب الحسان، يجمعهم کل ما يحمله الجمال من صفة رائعة ومن بريق يثير في النفس الشجون والوجد، وأرق الهوی الذي لايرد.» (المصدر السابق: ص 29.)

ويواصل المؤلف کلامه قائلا: «فشعر محمد بن لعبون هو الشعر العامي الذي تربع في قلوب الناس علی مختلف مستوياتهم، وکذلک فنه الذي أبدعه وأصبح تراث هذا البلد فيما بعد.إن شعره فيه المثل والحکمة، وفيه الصورة المبدعة، وفيه الغزل الذي يخالج کل نفس تلاعبها الشجون، ويستشف منه الوجد، ويتحدث فيه الکثيرون کأمثال في محادثاتهم العامة.» (المصدر السابق: ص 29.)

ويتطرق المؤلف إلی جوانب مختلفة من شعر ابن لعبون فيقول عن الطبيعة الفنية في هذا الشعر: «شعره له مزايا عديدة، کل واحدة لاتقل عن الأخری، وتربط کل تلک المزايا:الطبيعة الفنية التي انفرد بها ابن لعبون عن غيره من الشعراء، والتي يتحلی بها شعره وفنه الذي لم يسبقه عليه أحد. وأهم هذه الطبيعة الفنية في شعره أنه سلک طريق السهل الممتنع فعندما تقرأ شعره فکأنما تستمع إلی متحدث يروي لک حکاية لا شعرا، وقافيته لا يشوبها اعوجاج أو ضعف وکل قصيدة حملت من الإبداع الفني مالم تحمله قصيدة أخری.» (المصدر السابق: ص 29.)

ويعلو المؤلف من شأن هذا الشاعر حتی يعده ضمن فحول الشعراء معتمدا علی قول خالد الفرج أحد شعراء الکويت المشهورين: «هذا هو الشاعر محمد بن لعبون الذي قال عنه الأديب والشاعر الراحل خالد الفرج في برنامج خاص عن حياة محمد بن لعبون من إذاعة الکويت آنذاک وذلک سنة 1953م عندما کانت إذاعة الکويت تبث إرسالها أربع ساعات فقط: إن محمد بن لعبون هو المتنبي الثاني من حيث متانة شعره، وکثرة الأمثلة والحکم، وإنه طرق أبواب عديدة لم يطرقها شاعر من قبله.» (المصدر السابق: ص 30.)

والمؤلف يتطرق في أحد مباحث الکتاب إلی الابتکارات التي توصل إليها ابن لعبون ويسميها الابتکارات اللعبونية بالإضافة إلی أنه يخصص مبحثا من الکتاب بأمثال ابن لعبون ثم يلقبه بشاعر الأطلال وذلک لأن ابن لعبون کان شاعرا متيما شفه هوی حبيبة تدعی "مي" تلک العشيقة التي دفعت بعنان شاعرية الشاعر لتنشد علی الأطلال والمنازل والمؤلف لم يترک هذه الحبيبة بل خصص جزءا من الکتاب ليتحدث عن هذه العشيقة وأخبارها.

وهکذا نجد المؤلف في هذا الکتاب خائضا في کل ما يتعلق بهذا الشاعر العامي تارة بذکر مولده ونشأته وتسميته وعصره وأسفاره وتارة أخری بتحليل شعره وذکر مدرسته الشعرية وابتکاراته وفنونه والأمثال في شعره والدراسة الفنية في هذا الشعر وذکر بحوره وإيقاعاته.

شاعر البحر الکويتي ضويحي بن رميح الهرشاني؛ حياته و شعره: صدر هذا الکتاب عام 1998م ويقع في مائتين وبضع صفحات ونری مؤلفه أنه اتجه نحو دراسة الأدب الشعبي تارة أخری حيث أن ضويحي بن رميح (1840م حتی 1907م) شاعر نبطي قضی معظم حياته بحارا متخذا البحر وسيلة لکسب عيشه.

والکتاب قسم إلی سبعة أبواب يتناول الباب الأول ما قاله الناس في الشاعر ضويحي بن رميح و الباب الثاني يتحدث عن انتماءه والباب الثالث يتطرق إلی أثر البحر في الشعر الشعبي الکويتي أما الباب الرابع فيتناول أثر البحر في شعر ضويحي والباب الخامس يعالج شعره کما أن الباب السادس يعالج الجوانب العروضية في شعر هذا الشاعر وأخيرا تناول الباب السابع قصائده.
والباحث يقول في أول الکتاب إنه تسنی له هذه الدراسة حسب الصدفة: «کان علي أن أعرف عن سيرة حياته أو نبذة منها ليتسنی لي الکتابة عن حياته ولم يکن أمامي إلا حفيده ضويحي بن بدر فاتصلت به علّي أجد بغيتي عنده ففوجئت هو الآخر يبحث عني لنفس الموضوع علی اثر مقابلة تلفزيونية تحدثت فيها عن قصيدة الشاعر ضويحي بن رميح ولدی لقائي به وجدته يحمل اثنتين وأربعين قصيدة للشاعر ضويحي.» (عبدالرزاق محمد صالح العدساني، شاعر البحر الکويتي ومبتکر المحاورة "القلطة" ضويحي بن رميح الهرشاني؛ حياته وشعره، مطبعة الکويت – الکويت، 1998م، ص 45.)
والباحث يثبت أن هذا الشاعر کويتي بالأدلة والبراهين حيث أن للشاعر أبياتا يذکر فيها وطنه الکويت کما أن شعره قيل في اللهجة الکويتية بالإضافة إلی أن هناک مسميات بحرية تبدو واضحة في شعره ناهيک عن روح الفن الکويتي في هذا الشعر.
ولهذا خصص الباحث بابا لدراسة أثر البحر في شعر ضويحي ويعتبر هذا الجزء من الدراسة ذا أهمية بالغة قائلا: «فالکتابة عن أثر البحر في شعر ضويحي أهم بکثير من الکتابة في أمور أخری للأسباب التالية: أولا، لقدمه ومعايشته مولد الحضارة في الکويت. ثانيا، معايشته البحر معايشة فعلية. ثالثا، هو الشاعر الثاني أو الثالث بعد الشاعر بن لعبون تاريخيا. رابعا، هو الوحيد من بين شعراء زمنه والذين سبقوه في معايشة البحر وعرفوا أخطاره، وربما يکون من الذين شارکوا في تسجيل بعض المصطلحات أو المفردات أو المسميات البحرية فهو ابن البحر وصاحب السفينة في غوصها وفي سفرها، وعمله المستمر فيها يعطيه أکثر من غيره في وصف ما للبحر أو فيما يتعلق بأي عمل من أعماله.» (المصدر السابق: ص 58.)
والجانب الإبداعي في هذا الکتاب هو أن المؤلف استطاع أن يکتشف أوزانا فريدة في شعر ضويحي بن رميح لم ينتبه إليها أحد قبله وهاهو المؤلف يقول: «إن شعره احتوی علی سبعة أبحر ضمتها دائرة المختلف لم يعرفها الشعر العربي وهي:

 

مهمل دائرة المختلف تفاعيله:
فاعلاتن فعولن فاعلاتن فعولن مکرر
- المديد کما جاء في دائرة المختلف تفاعيله:
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن مکرر
- البسيط کما جاء في دائرة المختلف تفاعيله:
مستفعلن غاعلن مستفعلن فاعلن مکرر
- مجزوء الطويل المتوتر الأول تفاعيله:
فعولن مفاعيلن فعولن مکرر
- البحر المديد کما جاء في دائرة المختلف (محذوذ) تفاعيله:
فاعلن فاعلاتن فاعلن فع مکرر
- محذوف المهمل و محذوف المديد (دائرة المختلف) تفاعيله:
فاعلاتن فعولن فاعلاتن فعو مکرر
- البسيط المطول تفاعيله
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن فعولن مکرر
(المصدر السابق: صص 199-200 بتصرف.)

حري بالذکر أن الشاعر ضويحي بن رميح الهرشاني يعد مبتکر القلطة "المحاورة" وهذا ما أشار إليه الباحث في کتابه: «يضاف إلی ما سبق ذکره شعر من لون آخر لم يکن يعرف من قبل ابتکره الشاعر ضويحي و هو فن المحاورة "القلطة" الذي أصبح فيما بعد مدرسة قائمة بذاتها لها عشاقها ومحاورها شملت الجزيرة العربية.فالشاعر ضويحي بن رميح هو مبتکر هذا اللون من الشعر، وقد ذکر المحاور الکبير محمد بن مبارک الردعان في کلمته التي سجلها في هذا الکتاب في باب ما قاله الناس في الشاعر ضويحي: أن الشاعر ضويحي هو أول من ابتکر فن المحاورة.» (المصدر السابق: صص 104-105.)

دراسات جديد العروض بالشعر الشعبي الکويتي: صدر هذا الکتاب عام 2000م وهو کتاب ضخم يقع في ثلاثمائة وثلاثين صفحة ويتناول موضوعا يحتاج إلی موهبة وثقافة واسعتين حيث أن الأدب الشعبي لايزال فيه الکثير من الغموض لأنه مجال لم يتناوله الکثيرون بالنقد والتحليل ودراسة مثل هذه المواضيع إلی جانب المناهج العلمية القويمة يحتاج إلی معرفة تامة للبيئة التي نشأ فيها الفنان.

والأستاذ الشاعر عبدالرزاق العدساني لمعرفته الشاملة لهذه البيئة وکونه شاعرا وفنانا له باع کبير في الموسيقی يتطرق في کتابه هذا إلی الأدب الشعبي الکويتي ويؤرخ حرکة الشعر العامي في بلده منذ مائة وخمسين عاما مؤمنا بأن الأدبين الفصيح والعامي وجهان لعملة واحدة غايتهما الإبداع ثم إنه يتحدث عن المعيار الذي يجعل الأدب فصيحا أو عاميا فيقول: «الشعر العربي بالعصر الجاهلي هو شعر عامي يطلقه الشاعر من لهجة قومه مثلما يطلق الشاعر العامي شعره من لهجة قومه أو مدينته والخلاف هو أن اللغة العربية بنحوها هي لغة الشارع بالعصر الجاهلي، کانت صافية نقية لم تتخلخلها الألفاظ الأعجمية أو المفردات الشعبية التي ألفها الفرد العربي فيما بعد.» (عبدالرزاق محمد صالح العدساني، دراسات جديد العروض بالشعر الشعبي الکويتي، مطبعة الکويت – الکويت، 2000م ، ص 32.)

ويريد العدساني برأيه هذا أن يفتش عن زوايا مشترکة بين العروض في الشعر الفصيح و العامي حيث يقول: «لست هناک بصدد قياس أسباب انحراف اللغة أو مقارنة الشعر الشعبي بالشعر العربي، بل إنني بصدد موضوع واحد ومحدد المعالم هو: موازين الشعر الجديدة التي غابت عن الشعر العربي وأخرجها الشعر العامي لحيز الوجود فهي مقاييس حسابية أکثر مما هي مقاييس لفظية مع العلم بأن هذه الموازين الجديدة لم تخرج عن نطاق الموازين التي عرفها الشعر العربي والتي دونت في دوائر الخليل بن أحمد إنما مقاييسها جديدة لم يعرفها الشعر العربي، وکل هذا يدخل في نطاق تأثر الإنسان بالبيئة التي يعيشها وتفرض عليه بحکم مناخها و طبيعتها.» (المصدر السابق: ص 33.)

فهذه الدراسة بين الدراسات الأخری في الشعر الشعبي الکويتي تتميز بأنها «تختص بعروض الشعر الشعبي الکويتي بعيدا عن تصور الشعراء أو ما يحمله شعرهم من صور أو ما تتميز به أشعارهم من جزالة و إبداع.» (المصدر السابق: ص 42.)
وتحقيقا لهذا الغرض يتحدث الباحث عن أبرز أعلام الشعر الشعبي في دولة الکويت ويرتبهم ترتيبا زمنيا وينتقد إهمال الزمن في الدراسات التي حوت الشعر الشعبي قائلا: «وقد غاب عامل الزمن فيها بالنسبة لتواريخ ميلاد الشعراء في تلک الدراسات فهي تعالج صورا قدتتشابه عند بعض الشعراء أو إن بعضهم اشترکوا في وصف حادث معين وفارق الميلاد بينهم قد يصل إلی خمسين سنة أو أکثر وموضوع تصورهم قد يکون واحدا في بعض الأحيان، فالشعر هو مصدر الدراسات وليست الدراسات مصدر الشعر.» (المصدر السابق: ص 41.) ويسجل الباحث تواريخ ميلاد الشعراء الذين ذکرت أسماؤهم في الکتاب کالتالي:

الشاعر محمد بن حمد بن لعبون: 1787-1833م
الشاعر عبدالله محمد الفرج: 1838-1901م
الشاعر ضويحي الهرشاني: 1840-1907م
الشاعر حمود ناصر البدر: 1870- 1915م
الشاعر الشيخ أحمد الجابر: 1883-1950م
الشاعر فهد راشد بورسلي: 1918- 1960م
الشاعر فهد بن جافور: 1870- 1945م

والغرض من تدوين أسماء هؤلاء الشعراء حسب تواريخ ميلادهم هو تبيين التطور الذي واکبه الشعر الشعبي الکويتي وذلک لأن الباحث يؤرخ سيرة هؤلاء الشعراء بشيء من التفصيل کما أنه يتحدث عن الجديد التي أتی به کل من هؤلاء الشعراء.
ويتطرق الباحث في هذا الکتاب إلی الدراسة التطبيقية حيث يقدم نماذج من الشعر العامي المطابق للبحور الشعرية المعمول بها بالشعر العربي الفصيح و يتوصل في آخر المطاف إلی هذه النتيجة: «أن شعراء الشعر الشعبي لم يقولوا علی البحر الخفيف ولا علی البحر المنسرح وکذلک بحر المقتضب وبحر المضارع وقداستبدلوا البحر الخفيف بالسريع المرفل (المسحوب) وزادوا علی هذه البحور بحر المجتث الذي أکثروا منه کما زادوا بالمتدارک والکامل وهذان البحران قيل عليهما بقصيدة أو قصيدتين إن وجدت الأخری ففي بحثي فيما تيسر لي من دواوين الشعر لم أجد غير قصيدة واحدة علی البحر الکامل للشاعر حمود الناصر البدر وعلی بحر المتدارک قصيدة واحدة للشاعر عبدالله الفرج وکذلک المجزوء الأول للبحر البسيط لم أجد غير قصيدة واحدة للشاعر عبدالله الفرج والشاعر فهد بورسلي.» (المصدر السابق: ص 106.)

کما يتطرق الباحث في أحد أبواب الکتاب إلی نماذج من الشعر العامي الذي أتی بأوزان جديدة حيث يقدم البحور التي وردت في دوائر الخليل بن أحمد الفراهيدي ولکل بحر يقدم وزنا أو أوزانا جديدة من الشعر الشعبي الکويتي لم يعرفها الشعر العربي الفصيح ثم ينشد في جزء آخر من کتابه لکل وزن من تلک الأوزان الجديدة، شعرا فصيحا فعلی سبيل المثال ينشد علی الطويل المحذوذ (فعولن مفاعيلن فعولن فعو) المختص بالشعر العامي الکويتي:

«رعی الله غربا في ذرا وهنه
أثار الجوی شوقا به ما أری
يذکرني ما کنت أصبو له
يغالي بما يهوی و يهفو له
مغاني عفت بالرسم لم تغنه
سوی طائر يشدو علی غصنه
نديم يضيع الحب في ظنه
و حسبي نداء الشوق من شينه»
(المصدر السابق: ص 197.)

وينشد علی مجزوء البحر الطويل (فعولن مفاعيلن فعولن) المختص بالشعر العامي الکويتي:

«لکل من السلوی نصيب
و هل نحن إلا طوع أمر
لعمري فما للمرء فيها
فذا راحل عنها و هذا
و مما به ترمي الخطوب
لدنيا بما تهوی تصيب
بما يبتغي منها تجيب
وليد بما ترضی يجوب» (المصدر السابق: ص 200.)

وهکذا ينشد لکل وزن من هذه الأوزان الشعبية الکويتية شعرا فصيحا ليثبت براعته الفنية وحسه الموسيقي الرفيع « وليضيف جديدا و يصنع فعلا غير معهود و هو فعل لم يأت من جلباب الباحث ولکن من فيض الفنان وملکات الشاعر الذي رأی أن يؤصل العامي بالفصيح، فاتجه إلی الجانب التطبيقي، حين راح يبدع من شعره الفصيح الذي نظمه علی الأوزان التي تجلی فيها الشعر العامي، فسخر موهبته للتمثيل لبحثه، فکان في هذا واحدا من الذين يؤکدون الجسر الجميل الواصل بين العامي والفصيح.» (المصدر السابق: 15.)

المصادر والمراجع:

< [1]

أستاذ مساعد بجامعة آزاد الإسلامية في کرج

[1poesie>
1- الجديد في علم العروض، عبدالرزاق محمد صالح العدساني، المطبعة العصرية، الکويت ، 1993م.
2- شاعر الأطلال محمد بن حمد بن لعبون؛ حياته و شعره، عبدالرزاق محمد صالح العدساني، شرکة مطبعة الأنوار ، الکويت، 1997م.
3- شاعر البحر الکويتي ومبتکر المحاورة "القلطة" ضويحي بن رميح الهرشاني؛ حياته وشعره، عبدالرزاق محمد صالح العدساني، مطبعة الکويت، الکويت، 1998م.
4- دراسات جديد العروض بالشعر الشعبي الکويتي، عبدالرزاق محمد صالح العدساني، مطبعة الکويت، الکويت، 2000م.


مشاركة منتدى

  • السلام عليكم
    كيف يمكنني الحصول على نسخة من بحث: (العروض في الشعر الفصيح والعامي) للضرورة.
    فأنا أبحث في جزئية إبعاد الرجز من بحور الشعر، وأتمنى لو أستطيع قراءة هذا البحث.

    وشكرا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى