الأحد ٣ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم إيمان أحمد

اكرهيني

يا حبيبتي الوحيدة. اكرهيني كرهًا ينسيكِ غيري. كرهًا يجعلني فلكك الذي تدورين فيه، وحوله، وله. ويجعلك كوكبي المضيء الذي لا أحيا دونَ دفئه. اكرهيني فإنّ النساء إذا فاض عشقهن حدّ الـموت كَرِهن.. فاكرهيني إلى الحدّ الذي يبكيكِ عندما تذكرينني، أو ترين اسمي في الطريق. شوقًا إليّ.

أو إلى الحد الذي يجعلكِ تأتينَ إليّ زائرةً بعد منتصف الأرق، تزيحينني من طريقك وتدخلين دون إذن، وكأنّك تعلمين أنني لا أستقبل غيرك. وأنّ منزلي وقلبي مرهونان لكِ طيلة حياتي. تأتين طالبةً الغفو بين ذراعيّ، تغرقين في النوم فورًا، وتموئين منزعجة إن تركتُكِ لحظة. وفي الصباح، تحدثينني بثقة وطلاقة، تحكين لي الحكايات، بعضها عنكِ وبعضها عن أشياء أخرى. وأتطلّع إليكِ مأخوذًا. كيف تكونين ناسيةً ما كنتِه في المساء؟ أم أنّك تتصنّعين القوة؟ ألا تعرفين جيّدًا، كما أعلم تمامًا، أنّكِ ستكررين ذلك الليلة؟

أو، إلى الحدّ الذي يجعلك تطلبينني في الهاتف لتسمعي صوتي، فإذا سمعتِه قلتِ لي: أنا أكرهك. وأسألك ببراءة: هل تبكين؟ فتغلقين دون كلمة زائدة. حين تفعلين ذلك، أزداد يقينًا أنّ سكّين الشوق الباردة تذبحكِ على مهل. وأنّ الحنين يعتصرك إليّ. وأنّ جُملتِكِ ستصبح: كم أحبّك، بينما تغرقين وجهي بالقُبَل.

اكرهيني لأعرفُ يقينًا أنّكِ تذوبين بي عشقًا لم يسبق لكِ قبلي ولن. فالمرأة قد تحبّ كثيرًا، لكنّها تكره مرّة واحدة.

اكرهيني لأثبتَ لكِ أنّك محقّة بكراهيتك، فنحن لا نحب النساء اللاتي يحببننا قدر ما نحبّ اللاتي يكرهننا ! اكرهيني يا عزيزتي كي أنتزع أقصى حبّك من أعماق قلبك كما أنزع شرشفكِ الورديّ، ذلك الذي أحبّه كثيرًا. وأسْكِنَكِ داخلي للأبد.

إمضاء: عاشق


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى