السبت ٢٣ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم إيهاب جوزيف

تشكيلة نكد

  لسة الدنيا فيها خير

حينما تفرغ الصدور مما يئنب أصحابها ومما يمنعهم من الوقوع في خطا واضح- سواء بالفعل أو بالقول- أو علي الاقل يمنعهم من الاستمرار في التمادي.. فمن حقك أن تشك في صحة هذا القول الماثور الذي ينطقة الجميع دائما في مناسبة تليق أو لا تليق

لكن حينما لا يترأي لأكثر المبصرين وأشدهم شخوصا أي تواجد للتعقل والحكمة أو حتي القدرة علي وضع الأمور في موازينها الصحيحة دون استهزاء تارة أو تكلف في آخري.. فيجب عليك أن تتاكد تماما من أن المشكلة ليست في المقولة فربما كانت تنطبق علي الحال في وقت ما وإنما تكمن المشكلة الحقيقية في قائليها ذوى العقول المريضة التي لا تستطيع الادراك أو التمييز فما هم إلا مجرد بغبغاوات تهوي اصدارالاصوات في ايماءات مماثلة لما يصل إلى اذنيها
حينئذ يكون هؤلاء جديرين باللقب الذي لا ينالة إلا القليلون فيما مضي ولكن تبعا لمواكبة حركة التطور اللاعلمي واللادبي.. اصبح هذا اللقب حقا مستحقا لأي كائن حتي أصبح الجميع يتنافسون علية ويتصارعون من أجلة.. ما هو اللقب؟!!

غريب.. أمازال منكم من يسال؟!

  أبو بدلة: يا جماعة الاهلي دة احسن فريق في العالم.. لا يمكن تلاقوا فريق زية ابدا
  ابو جلابية: اهلي اية داوة يا عم اللي كاسفنا في كل حيتة.. شوفلك حادة عدلة اتكلم عليييها
  ابو بدلة: قصدك مين يعني.. الزمالك!
  ابو جلابية: مثلا.. فن وهانداسية.. الزمالك داوة مادراسية
  ابو بدلة: قصدك روضة اطفال.. دة كبيره
  ابو جلابية: ( بغيظ شديد ) يا بية الزمالك هو الاصل داوة اللبن اللي انت راضاعتة ابيض
  ابو بدلة: يعني انت اللي دمك مش احمر
  ابو جلابية: احمر منيكم مانلاجيش
  ابو بدلة: احترم نفسك يا بني ادم انت
  ابو جلابية: ولو ما احترمتش نفسي هتعمل... ( ولم تكتمل الجملة لانهما تشابكا بالايدي )

عقول اسقمتها التفاهات والسطحية وانعدام القدرة علي التفكير والتمنطق قبل فتح الافواة.. فالعارفين يتهكمون علي الجهلة غير مباليين بتعريفهم.. والجهلة سعداء بجهلهم لا يفكرون في المعرفة أو التعلم ومنهم من يريد نشر جهلة وحمقة علي الجميع كالوباء اعتقادا منة ان افكارة الخرفاء ألهامات سمائية من لا يعمل بها استحق ان يكون حطب جهنم.. لا تعرف كيف تنظر لمثل هذا الانسان.. هل تحتقرة ام تشفق علية..

لماذا لا يستمع الانسان لمن ينتقد افعالة واقوالة باحترام وبغرض التعلم من نقدة ولماذا يعتبر الناقد نفسة الها كلماتة ميثاق سماوي واجب التنفيذ.. فاصبح الوضع العام كما المراحيض العامة الغير مهتم بها في الشكل والرائحة.. فخير لتلك الافواة السقيمة المنفرجة دائما ان تخرج المخاط وتملا بة المكان بدلا من الكلمات التي لن تختلف بحال وبالتاكيد سيكون هذا المكان هو نفس المكان الذي تقف فية أو تركب فية أو حتي تاكل فية غير عابئة أو مشمئزة.. اليست افواة يتحكم فيها عقول مريضة.. امازلتم تسالون عن اللقب؟!!

  المراقب الاخرق: عايز اشوفلي صرفة يا اخي.. الواد اللي كنت باديلة درس مش عارف يحل حاجة
  المراقب الاخر: هاتعملة اية يعني دة احنا في لجنة امتحان
  المراقب الاخرق: هاشوف مين المراقب اللي في لجنتة واوصية علية

وبعدما فوجئ بان المراقب في اللجنة المنشودة من الد اعدائة ( في حرب التدريس الخصوصي ) استشاط غضبا لتاكدة من ان تلميذة النجيب سوف يحقق اعلي مقاييس الفشل... وما زادة غلا وغباء ما لاحظة في لجنتة

  المراقب الاخرق: مش الواد دة هو اللي ابوة عمل معايا مشكلة قبل كدة
  المراقب الاخر: قصدك مشكلة الدرس اياها.. لما كنت عايز تدخلة مجموعة الدرس بالعافية وهو مرضيش
  الراقب الاخرق: (بغباء وحمق ) ايوة.. وبعدين الواد كان مستواة ضعيف وانا كنت عايز اقوية
  المراقب الاخر: مين دة اللي ضعيف.. انت سمعك تقيل ولا اية؟!.. ماتعرفش انة اشطر طالب علي مستوي المدرسة والكل متوقعلة انة يكون الاول السنة دي
  المراقب الاخرق: يا سلام.. بقي الكل متوقعلة.. طب هانشوف

وبدا في استعمال سماجتة وثقل ظلة علي الطالب اثناء اداء الامتحان فجلس بجوارة وراح يدندن باغاني لاحقر الحمير من عينتة وكل هدفة تشتيت ذهن الطالب وعندما راي ان حيلتة السفيهة لا تاتي بثمارها لان الفتي يعمل علي كراس الاجابة كاحدي الماكينات الالمانية التي قلما تفسد.. حينها انتفض من مكانة صارخا في وجة الطالب

  المراقب الاخرق: اية اللي انت مخبية في الدرج دة.. انت بتغش
  الطالب: في اية يا استاذ!!!.. انا مش مخبي حاجة
  المراقب الاخرق: افتشك ياللي عملي فيها شاطر

وبعدما اضاع ما يقرب من عشرة دقائق في التفتيش ما بين الدرج والتختة وما كتب عليها وملابس وادوات - ( وطبعا ملقاش حاجة ) - سمح لة باستعادة كراس الاجابة كي يستكمل الحل ولكن.... بعد ايه!!

ضمائر انتنت وانتشرت رائحتها الكريهة في جميع الارجاء.. فماذا تتخيل ان تكون تلك الكيانات التي تتكلم وتفعل ما يخالف ويضاد ابسط المبادئ والاساسيات التي تميز الضمير الحي عن غيرة من تلك الضمائر؟.. هل تظن حينئذ ان هؤلاء جديرين بلقب انسان؟.. لماذا تعتقد ان اللة جعل للانسان السلطة المطلقة والسيطرة علي كافة الكيانات الاخري؟.. لاتعرف!!!!!!.. ماذا تخمن ان يكون الفارق الاساسي بين الانسان وغيرة من الكائنات؟.. الذيل!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

امازلتم تسالون عن اللقب؟!!

لماذا يتفاخر الاحمق بحماقتة ويتباهي السفية بسفاهتة وينتشي الغبي بغباءة واظلام راسة.. لم يكن الوضع هكذا في الماضي القريب.. احيانا كثيرة اشعر بانني مررت بحالة من التجمد الحيوي لعقود من الزمن فقدت فيها الوعي بالحاضر وبما انا مار بة من احداث وبعدما مرت بي الدهور واستفقت من غيبوبتي وجدت جميع الاشياء انقلبت راسا علي عقب فقد اصبح المتعلم يقتات عيشة يوم بيوم واصبح الجاهل يملك الاموال الطائلة ويسرف في بذخ وترف واضح وكانة يقول لمن ليس معة ما يكفية من المال وخاصة المثقفون منهم

  انا افضل منكم وارقي واسمي.. بمالي اشتري ما اريد.. مهما كان ما اريدة حتي العاطفة والاحاسيس فقد تغير الاوان وتبدلت الازمنة.. فلم يعد ما كان كما كان ولن يعود فماذا انتم بعلمكم فاعلون امامي

  عماد: ياااااه.. شفيق ( ضاما اياة اليه في شوق وموده واضحه) ازيك.. عامل اية؟.. واحشني جدا جدا

فتحت تلك المقابلة كونا من الذكريات الجميلة التي جمعت بين عماد وشفيق قبل ان يترك الاخير دراسته ولكن هذا الكون الجميل كان يفيض في راس عماد فقط ولم يفوتة شعور الفتور والبرود الذي قابلة بة هذا الشفيق ولكن عماد قدر انة اثر السنوات الذي سريعا ما سيذوب

  شفيق: تمام.. انت اللي عملت اية في حياتك؟
  عماد: ابدا.. في العادي يعني.. شغال في مكتب ومبسوط والحمد لله
  شفيق: مكتب.. مبسوط.. هه غريبة اوي
  عماد: في ايه يا عم مالك؟.. هو انت.....
  شفيق: مالي!!.. انت تعرف انا مالي اد ايه.. مالي ده يشتري مكتبك ده بالي فية
  عماد: ايه يا عم.. انت داخل شمال اوي كدة ليه انا باطمن عليك
  شفيق: مكتبك ده بيتشغل في ايه؟
  عماد: بيشتغل في ايه؟!!.. واحنا درسنا ايه غير الهندسة علشان نشتغل فيه
  شفيق: هندسة.. ده انت غلبان اوي ربنا يعينك علي ما بلاك
  عماد: وانت لما سبت الكليه اشتغلت في ايه؟
  شفيق: التجارة طبعا.. مفيش احسن منها في الدنيا شغل
  عماد: يا سيدي ربنا يوفقك.. تجارة ايه اللي انت سبت الهندسة علشانها
  شفيق: التجارة اللي جابتلي فيلا وعربية لو شوفتها هتتلوح وجوزتني بنت متبصلكش لو خت انت شهادات الدنيا بحالها

هنا فقط ادرك الاخ الساذج (عماد) ما يكنة صدر صديقة من حقد وغيظ وكبرياء وتعالي ونقص.. لهذا انهي اللقاء بسرعة ومضي في طريقة ولكنة فطن إلى ان هناك شئ ما غير صحيح.. ربما هذا الشئ فية هو وربما في الاخرين.. ربما في المجتمع وربما في الحياة نفسها.. مضي في طريقة يعتصر ذهنه مفكرا.. لكنه لم يصل إلى نتيجه حتي الان ومازال يفكر.

عجبا لمجتمع يقتات فيه المثقف قوته يوم بيوم وينعم فيه اشباه المثقفون بثرائهم كل يوم.. حال عجيب يثير ما يثيره بالرؤوس.. حال لم يتخيلة لنا اباؤنا.. ساروا وسرنا ورائهم.. قالوا تعلموا فتعلمنا.. ارهقتنا سنوات التعليم حتي تصورنا انها لن تنتهي فصاحوا بنا اصبروا فصبرنا.. ضغطوا علينا لنتفوق فتفوقنا.. انهينا دراستنا ولم نصدق ولم يصدقوا معنا.. وعندما هموا بنا لشكر اللة شكرنا وحمدنا.. وعند اكتشافنا اننا ادني الطبقات الاجتماعية صاحوا بنا ما لكم واسيادكم فلترضوا.. حينها فقط صرخنا ان حسبنا اللة ونعم الوكيل.. فيمن؟!!..

أمازلتم تسألون عن اللقب؟!..........


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى