الاثنين ٢٥ أيار (مايو) ٢٠٠٩
أول عمل درامي خليجي يناقش قضايا الجزر المحتلة والقضايا السياسية
بقلم مهند عدنان صلاحات

للأسرار خيوط

أنهى المخرج الأردني إياد الخزوز تصوير المسلسل الخليجي الجديد الذي يحمل عنوان
(للأسرار خيوط) في الفجيرة بالإمارات العربية المتحدة، والعمل من إنتاج شركة (أرى الإمارات) للإعلام ليعرض في شهر رمضان القادم على عدد من الفضائيات العربية، ليكون بذلك أول عمل درامي خليجي سياسي بقالب اجتماعي تراثي، يناقش القضايا السياسية الكبرى في الخليج العربي، عن نص للشاعر محمد سعيد الضنحاني.

وقد شهد تصوير العمل عدد من المفاجأت، كان أهمها زيارة الشيخ راشد بن أحمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وإشادته بالعمل وأهميته، حيث أن العمل يطرق واحدة من القضايا الخليجية الهامة، متناولاً إياها من صلب البيئة الخليجية بكل عناصرها الحقيقية، ومشكلات مجتمعاتها بصورتها الواقعية، التي تفيد المجتمع وتستفيد منه، بالإضافة لآن العمل الذي استطاع لأول مرة أن يستعرض أجواء ريفية بطبيعة خلابة لم يسبق أن استعرضتها من قبل الكاميرا درامياً، ليكون الخزوز مكتشفاً لطبيعة المناطق الإماراتية الجميلة والخلابة الساحرة بأجوائها الريفية.

وبحسب ما صرح كاتب العمل محمد سعيد الضنحاني: فإن العمل يدور حول الوطن والإنسان، الأرض وضرورة التمسك بها، وهو يتناول حياة إنسان الخليج بشكل عام وصراعه النبيل في مواجهة الغطرسة والظلم.

موضحا في ذات السياق إنه يدور في حقبة زمنية معينة وهي فترة الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، أي قبل ظهور النفط ويعرض لحياة الناس في تلك الفترة وما كانوا يعانون منه بكل صدق وشفافية ومقاربة للحقيقة في الصراع الأزلي بين الخير والحب والصادق.

من ناحيته قال المخرج إياد الخزوز: أن العمل الجديد يطرح العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية والفكرية في الخليج العربي، بشكل مختلف عما تم تقديمه سابقاً في الدراما الخليجية، كونه يعالج مسألة لم يسبق أن طرحت بهذا الشكل الواضح وهذه النوعية في الدراما الخليجية.

فمن ناحية تحمل المعالجة الفكرية الفلسفية والعمق في الطرح والنوعية في الحوارات، منطلقا من فكرة ضرورة تطوير الدراما العربية من خلال العمل على ثنائية الحوار والصورة بشكل متوازي، حيث كانت الدراما العربية في السابق لا توازي في هاتين المحورين الأساسيين فتأتي الصورة غير مكملة بشكل أساسي للحوار، وهنا في هذا العمل كان العمل على الحوار متوازياً مع الصورة وهو نمط السينما العالمية في هذا المجال.

وأضاف الخزوز: أن هذا العمل الذي يشارك فيه ممثلون من جميع دول الخليج العربي، سواء من الإمارات وقطر وعُمان والبحرين والسعودية والكويت، يتبنون جميعهم وجهة نظر واحدة تجاه الأطماع الإقليمية لدول الجوار في الخليج، قد تم تصويره بتقنيات سينمائية عالية، سواء على مستوى العدسات أو معدات التصوير، أو حتى على مستوى فريق الخبراء المرافق للعمل، حيث تم الاستعانة بفريق عمل من سوريا والأردن.

مشيراً أيضاً أن مسلسل "للأسرار خيوط" يدور حول الدالية وهي عبارة عن رمز كبير لإحدى البلدات القديمة في الإمارات حيث نرى أهلها وأناسها يشتغلون في الصيد وبيع السمك والغوص وكل ما له علاقة بالبحر إلى جانب الزراعة والعناية بالنخيل والتمور. موضحاً هنا أن الدالية والأرض هنا هي رمزية تعني الأرض بمفهومها كوطن وليس كجغرافيا فقط، بكل مكنونات الوطن من بحر وماء وجزر وأناس وسماء وتراب. فالناس في العمل الدرامي هم أناس بسطاء ليس لهم هماً سوى العيش بكرامة وعزة وتحقيق أحلامهم البسيطة تماماً كحياتهم التي تحفر في التاريخ صفحات صادقة .

وهو كما أوضح الخزوز الجديد الذي سيقدمه للدراما الخليجية، حيث أن تناول الأرض كقضية مركزية ومحور صراع، بما تحمله فكرة الأرض من مضامين مثل الوطن، الإنسان، الحرية، الكرامة، هي فكرة بحد ذاتها جديدة على الدراما الخليجية فلم يسبق أن تم تناول قضية الأرض كمحور عمل درامي خليجي من قبل، والمسألة الثانية هي الجانب الفني الذي سيقدم فيه العمل، فأنا على يقين بأن المكان الذي تم تصوير العمل فيه وهو في الفجيرة التي تتمتع بطبيعة خلابة وساحرة ستفاجئ المشاهد العربي أينما كان، فالعمل إلى جانب أهمية فكرته أعاد اكتشاف البيئة الخليجية والطبيعة الخليجية، فقد تم التصوير في أجواء ريفية وهذا لم يكن معهوداً من قبل، حيث كانت تقتصر الدراما الخليجية في السابق على التصوير إما في الصحراء أو في فلل وقصور، في حين "للخيوط أسرار" تم بناء قرية كاملة في داخل مزارع النخيل في منطقة الفجيرة وقدمها مرة أخرى بشكل مختلف للمشاهد العربي الذي سيفاجئ بأن هذا التصوير تم في دولة خليجية، كاسراً بذلك الصورة النمطية عن واقع الخليج بأنه منطقة صحراوية أو مدن كبرى. وباعتقادي أيضاً أن هذه نقطة مهمة حيث أن من واجبنا كعرب أن نعيد النظر فيما نملكه من جمال وطبيعة لتكون حافزاً للمواطن ليحافظ عليها.

ومع هذا يوجد في هذه البلدة الرمز أبو مسرة هذا الطواش والتاجر الكبير الذي يضع يده على كل شيء فهو يشتري من أهلها كل ما يحصلون عليه من البحر والأرض، هو ورجاله الغلاظ القلوب ومن يعمل في كنفه من تجار يأتون من بلاد خارجية مثل قندور وبابو ولا يشبع من هذا فقط بل إننا نراه يستولي على مزارعهم وأراضيهم بإغرائهم بالمال وإذا ما رفضوا يستخدم القوة ليحصل على ما يريد، ومن هذه النقطة بالذات ينطلق المسلسل، حيث نرى أبا مسرة يريد امتلاك أرض أبي عبد الله –من أهم سكان الدالية وأهلها الطيبين– لأنها تجاور أرضه ومساحتها كبيرة ولكن نرى أبا عبد الله يرفض بيع الأرض والمزرعة التي يعيش هو وزوجته وأولاده الأربعة وابنته منها ، يرفض وبقوة ويتصدى لأبي مسرة ورجاله يدفعه لذلك ويشجعه جاره الطيب المطوع منصور "أبو صالح" والذي يكون في الدالية المنافح عن الحق فيها والمساعد لأهلها المظلومين.ومن هنا تظهر رمزية فكرة الأطماع الإقليمية في الخليج العربي من قبل بعض دول الجوار، وخاصة قضية الجزر العربية المحتلة وكذلك الدول العربية المحتلة من قبل دول إستعمارية.

والعديد من الإشكاليات والقضايا والخطوط المتشابكة في العمل، سيكون المشاهد على موعدها معها في ثلاثين حلقة تلفزيونية ستعرض في رمضان القادم على شاشة الفضائيات العربية.

يدور العمل –في هدفه الأساسي الأول– حول الوطن والإنسان، الأرض وضرورة التمسك بها والعمل والبناء في بناء تراثي قديم يتناول حياة إنسان الإمارات والخليج بشكل عام وصراعه النبيل في مواجهة الغطرسة والظلم، إنه يدور في حقبة زمنية معينة وهي فترة الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي أي قبل ظهور النفط ويعرض لنا حياة الناس في تلك الفترة وما كانوا يعانون منه بكل صدق وشفافية ومقاربة للحقيقة.

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها إياد الخزوز قضايا إشكالية في أعماله الدرامية، فقد سبق له أن أخرج أول مسلسل خليجي يناقش قضية (البدون) في مسلسله الشهير (رحلة شقاء)، كما سبق له أيضاً أن كان أول مخرج أردني يتجرأ على كسر تابو الأديب الراحل غالب هلسة، بأن قام بتحويل روايته الشهيرة الجدلية الإشكالية الجريئة لعمل درامي حمل ذات العنوان، بالإضافة لعمله المثير للجدل (دعاة على أبواب جهنم) وغيرها من الأعمال الإشكالية التي يقدمها الخزوز دوماً.

كما حصل الخزوز على جائزة الإبداع الذهبية عن الإخراج عن مسلسله (سلطانه) عن فئة المسلسل الاجتماعي في مهرجان القاهرةـ بالإضافة لتصنيفه العام الماضي ضمن قائمة أفضل عشر مخرجين عرب، بعد شوقي الماجري وحاتم علي، وذلك في برنامج "العشر الأوائل" السنوي على فضائية روتانا خليجية.

يشارك في العمل الجديد نخبة من نجوم الدراما الإماراتية والخليجية من بينهم: غازي حسين من قطر، جاسم النبهان، عبدالله الباروني، ناصر كرماني، عبدالله بهمن، علي الكالوكي من الكويت، أميرة محمد، شيماء سبت من البحرين، بلال عبدالله، عبدالله ابو عابد، عبدالله صالح وعبد الرحمن الملا من الإمارات، سميرة الوهيبي وشمعه محمد من سلطنة عُمان، إيمان القصيبي وسعد قريش من السعودية وغيرهم.

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى