الأحد ٧ حزيران (يونيو) ٢٠٠٩
بقلم يونس لشهب

بَعِيــدًا

إِذا شَرَّدَتْني ﭐلْمَرافِي

إِذا عانَدَتْنِي،

إِذا أَنْكَرَتْنِي ﭐلْقَوافِي،

وَغَلَّقَتِ ﭐلْبابَ: بَابَ ﭐلشِّغافِ،

وَضاقَتْ دُروبُ ﭐلْجُنونِ بِقَلْبي،

وَأَضْحى ﭐلْهَوى شُعْبَةً مِنْ نِفاقٍ،

وَمِنِ ﭐحْتِراقِ،

وَزُفَّتْ كِرامُ ﭐلرُّبى لِلذِّئابِ،

وَضاعَ ﭐلْوَفاءُ قِياسًا،

وَقَدْ ضاعَ قَبْلُ سَماعًا،

نَشَرْتُ شِراعي،

وَلَمْلَمْتُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ،

وَمِنْ كُلِّ غَمٍّ،

وَمِنْ كُلِّ ذي نَخْوَةٍ أَوْ ضَياعِ،

نَشَرْتُ شِراعِي لِأَمْضِي

بَعيدًا عَنِ ﭐلْمَوْتِ أَنْجُو بِصَوْتِي،

وَأُهَدْهِدُ ﭐلْكَوْنَ بَيْنَ ذِراعِي.

بَعيدًا بِعَيْنَيْكِ

في لُجَّةِ ﭐلْعِشْقِ،

حَيْثُ ﭐلْغَوايَةُ تُلْقي عَلى ضِفَّةِ ﭐلْحُمْقِ شَوْقي،

وَقَدْ أَحْرَقَتْ خَلْفَها صَكَّ عِتْقي،

وَأَلْغَتْ حُدودَ ﭐلْجُنونِ،

وَبَدَّلَتِ ﭐلْمَنْطِقَ ﭐلْمُسْتَنيرَ

بِمَنْطِقِها ﭐلْمُسْتَكينِ،

وَهَزَّتْ بِنَفْسي رَمادَ شُكوكِي،

وَما كانَ عِنْدي أَسيرَ ﭐلْيَقينِ.

بَعيدًا بِعَيْنَيْكِ:

عُمْقُ ﭐلْمَعاني تَمَطَّى عَلى ضِفَّتَيْها

وَأَرْخى سُدولَهُ عَلى وَجْنَتَيْها.

نَشَرْتُ شِراعِي،

لِأَمْضِي إِلَيْكِ،

وَأَنْتِ رَبيعُ وُجودِي،

وَسِرُّ ﭐلْخُلودِ،

وَمَبْدَا ﭐلْحَقيقَةِ بَلْ مُنْتَهاهَا.

***


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى