السبت ٢٠ حزيران (يونيو) ٢٠٠٩
بقلم عمر منذر زيادة

لِيومٍ من الشهداءْ

سماءٌ لعينيكِ في (الميرميّةِ)
إذْ لا سماءَ
ونَدْفُ الصواريخِ شرّع نافذة الدمعِ
للدمعِ
عُمْري على كتفيْكِ جديلةُ بارودَ
شبَّ بها الشّعرُ
صُبّي على النار زيتاً
وألقي النواحَ
وألقي الهديلَ الثقيلَ
ليشتعلَ الجُرْحُ أكثرَ
دارتْ ومارَتْ بنا الريحُ
واستعَرَ الجمرُ
لا بيْنَ بيْنَ ..
قضيّتُنا أن نموتَ لها أو نعيشَ بها
ونكونَ لهمْ في الغبارِ مهباً
يذرّي الرعودَ
ويبكي الجنودُ الجنودَ
على مدخلِ الشّيحِ في جسَدٍ..
ثائرٍ صابرٍ أن تفتّتهُ قنبلة
وأشلاؤهُ مُعضلة
ويبكي الجنودُ الجنودَ
ونصرُهمُ فارغٌ منهمُ حيثُ لا شيء..
إلاّ خرابُ الديارِ
وأكفانُ من قطَنوها زُهاءَ حصارْ
 
وأنتِ تمرّينَ من جسدي
لو تمرّينَ..
دربِ النخيلِ
شَرارِ الصهيلِ
من الأغنياتِ
إلى نفقٍ في دمي
من دمٍ في الأصيلِ
إليكِ
ويسقطُ سقْفُ الرّمادِ عليّ
وسقفُ الورودِ عليْكِ
_سماءٌ لعينيكِ_
فخّخْتُ قلبي ..ليشهَدَ قلبي عليّ
مُسجّىً بأقصى القصيدةِ
في أوّلِ البيتِ أنتِ ..وفي آخرِ البيتِ أنتِ
ولا بيتَ في البيتِ
فخّخْتُ صمتي ..وصوتي
وفُلّي وحقْلي
وحبري وشِعري
ودفترَ رسمي ..ومقلمتي
كلَّ شيءٍ
أنا في الرمالِ كمينٌ
أنا في السِّلالِ كمينٌ
وفي التّينةِ المهملة
و في السُّنبلة
لأنفضَ عنكِ الرصاصَ
صباحُ السنابلِ في شفةِ الشمسِ..
تكبرُ صبْراً فصبرا
وتزرعُ في أفقِ الليلِ فَجْرا
_أحبّكِ_
شِبْتُ وناهزتُ فيكِ الثمانينَ قَهْرا
أخضّبُ حُزْني بوردِكِ
أغمسُ مُرّيَ في صَحْنِ شَهْدِكِ
والماءُ ينحتُ روحيَ نَهْرا
 
وأصبحتُ أقربَ منكِ
على بعْدِ موتيْنِ ..بين الشظايا
ولي في الشظايا وطنْ
ولي ميتةٌ وكفَنْ
ولي أنتِ لوتجمعينَ
عظامي الرّكامَ من الجبلِ الخامسِ
من الوجعِ الدامسِ
فديتُكِ..
نامَ الحَمامُ على كسراتِ الهديلِ
ونِمْنا سويّا
وغاراتُهُم في الضلوعِ تقصّفُها
والصواريخُ أعمقُ خوفاً
وتعتنقُ (الميرميّةَ)عاصفةُ الشهداءْ
سماءٌ لعينيكِ في (الميرميّةِ) ..
ألفُ سماءْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى