الأحد ١٩ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
بقلم محمد حسام الدين العوادي

ذكرتني الحسناء

قمتُ بباريسَ قامَ (البرجُ) و(السّانُ)
إنّي عشقتُ وجلُّ العشقِ فتّانُ
تلامس العين أنوارٌ فتسحرها
ويشغف الحسّ أشجارٌ وريحانُ
استوطن الحبّ قلبي ليس يتركهُ
إنّ القلوب هُنا للحبّ أوطانُ
وحبّي اليومَ في الشريانِ أحْمِلُهُ
ويحمل الحزنَ أعصابٌ وشريانُ
والحزن موطِنُ قلبي وهوبلدته
والقلب موطن حزني فيه يزدانُ
غزت فؤادي واستولت على كبدي
لها بقلبِيَ أملاكٌ وأعوانُ
غريبة عينها كالليل ساحرةٌ
منها رقادي لا ترضاه أجفانُ
وصوتها العذب بالأعصاب قد عزف
مقطوعة وله في العزف ألوانُ
في عينها القلب قد أرسى مراكبه
فاستوطنت ولها في القلب سلطانُ
فأعلن اليوم يا قلبي ولا تخف
فليسَ يحويك تضمينٌ وكتمانُ
واسكب دماءك للحبِّ الجميل ولا
تبخلْ عن السقي إنّ الحبَّ عطشانُ
يا قلبُ صبرًا فحُلوالعشقِ يُنتَظَرُ
ألا اصطبرْ إنّ بعضَ الحبّ أحزانُ
والصبرُ أوجاعه كثرٌ فلا تلم
دهرا ولا قدرا فالصبرُ إيمانُ
فالحبّ والصبرُ اثقالٌ لها وجعٌ
فاخضع فإنك فيها أنتَ إنسانُ
رأيت في عينها السوداءِ موطِنَنَا
عروبتي مثل عينيها لها شانُ
ولم أكُ أدري قبل رُؤيَتِهَا
قطّ بأن العيون السّود أوطانُ
ترى العروبة في عيونها سكنت
ويحسدُ الخدَّ يقطينٌ ورمّانُ
والليل جاء يحاكي شعرها فَفَشِلْ
وشعرها كان منهُ الليلُ يزدانُ
ووصلها مثل وصل القدسِ كالحلمِ
ووصلها تهواهُ أرواحٌ وأبدانُ
سمراءُ أنتِ كَسَامرّاءَ أعشقكِ
ومثل عينكِ بغدادٌ وقِرْوَانُ
رأيت عقبة في عينيك يا أملي
والقيروانُ بها عاشتْ وبغدانُ
تغزلي بِكِ يا سمراءُ ذكّرَنِي
ما قالَ بالأمْسِ شنفَرَى وحَسّانُ
ذكّرتِنِي أمتي والذكرُ ذوألمٍ
عَلّمتِنِي أنّ بَعْضَ السّعدِ نسيانُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى