الأحد ١٣ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩
بقلم وسام الحسناوي

غريبٌ على قارعةِ الذكريات

سلامٌ عليكم لا نفورٌ ولا صدُّ

ولكنهُ دهـــــرٌ يساندهُ البعدُ

إذا قلتُ مشتاقٌ فحسبي بكلمةٍ

حوت ذكرياتٍ مرةًً طعمها شهدُ

تُراني عراقٌ واختزلتُ بشاعرٍ

أم إني عراقٌ عافهُ الشاعرُ المجدُ

لماذا أناغيهِِِ كــــــأني حبيبهُ

لماذا يجافيني كـــأني أنا الوغدُ

لماذا إذا ما استعرض الحالَ ناقدٌ

اُرى خنجراً من شر أعدائهِ النقدُ

لماذا بترحالي بروحي أضمهُ

لماذا يلاقيني على غير ما يبدو

لماذا بقصد الكبريـــاء أقولـــــهُ

لماذا بلا وصفٍٍ تلعثمني القصدُ

لماذا لهُ الأبوابُ في القلبِ شُرعت

وأبوابهُ الحمراءُ في جبهتي وصدُ

لماذا على كبري أذوب تصاغراًً

لماذا علـــــى ذُلٍ تُصعّرُ يا خدُّ

لماذا لمـــــــــاذاتٌ تفصِّل بيننا

وآهاتُ بُعدٍ ما لها كالهوى حدُّ

حنانيك داعبني صغيراً على الأذى

سليبَ غطاءٍ لفني عاصفٌ بردُ

أتطردني من دفء أحضان مولدي

ومن نشأتي الأولى أينكرني المهدُ

وأمسي يتيماً حيث لا كفُ والدي

تمرُ على رأسي اذا مسني السهدُ

وتحرمني من ذكرياتِ طفولتي

ليشنقني في غربتي حبلُك المسدُ

أ أرقـــدُ ظمآناً وتذبلُ صبوتـي

وشطُ فراتي ملء أمواجه وِردُ

أيعقلُ أن تنسى عيوني حبيبتي

أيصدقُ هجراني ولا يصدقُ الوعدُ

ستذكرني كلُ الشوارعِ اذ أنا

وجملةُ أصحابي حفاةً بها نعدوا

وتذكر شرفات السطوح أشارتي

ورميةَ بوساتٍ يتيه بها العدُّ

وتأخذني النشوى لتنهيدة الهوى

وكيف على المغنى يراقصني القدُ

وتُنتزعُ الأزرارُ من كل جانبٍ

ويرمى قميصُ الليلِ اذ يقمرُ النهدُ

خفايا مواعيدي وأسرارُ طلعتي

بساطُ هوىً فوق البساتين يمتدُ

حكايا عناقي نهنهاتُ صديقتي

تناقلها العصفورُ والغصنُ والوردُ

وسعفُ نخيلي يفتديني مشاكساً

يظللُ أيامــــي ليجمعنا الودُ

أيا ليلَ هجراني الى ايِ ساعةٍ

تقلّبُ تأريخي كما يقلبُ النردُ

تباعدت الأحبابُ شرقاً ومغرباً

فلا سهرٌ يحلو ولا مطربٌ يشدو

حملتُ ثلاثيني على منكبِ الأسى

وعمري طريقٌ كلما سرتُ يسودُ

لأي ضياعٍ تسرجينَ عواطفي

صرختُ بأقداري كما يصرخُ الرعدُ

فكم من حبيبٍ كنتُ أحيى بقربهِ

بغيرِ وداعٍ ضمّ أنوارَهُ اللحدُ

جلستُ على جرفِ الزمانِ متابعاً

بمظارِ همي من يروحُ ومن يغدو

وأرمي حصى الذكرى بعيداً فينبني

من الحزنِ ما بيني وبينهمُ سدُ

بلى تركوني واحداً بين دهرهِ

وتحتَ ضلوعي جمرُ فقدانهمُ وقدُ

يحرّقني حتى تشبّعَ مــــن دمي

وعن ليّناتِ الروحِ ينسلخُ السعدُ

أيا هاجري قلبي على نصفِ دربهِ

حسبتُ بهِ مزحاً فكان هو الجدُ

أنرتُ لذكراكم شموعَ أصابعي

وعطرتُ بالأشعارِ ما أمكن السردُ

من النزف ِمن عمق الجراح منادياً

سلامٌ عليكم لا نفورٌ ولا صدُ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى