الاثنين ١٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩
بقلم رافي مصالحة

ليتني طفلٌ بغزّه‏

ليتني طفلٌ بغزّه‏

يَهطِلُ القصفُ عليهِ‏

وشفاهُ فجر ٍ طليل ٍ تلثم العبراتِ على وجنتيهِ

وفي موته، سكبَ النورَ علىُ لغةِ الشِّعرِ

وخرّ لجلالة استعاراتِهِ الدّاميةِ ساجداً سيبويهِ

ليتني بأسٌ وعِزّه

رَسمَ الطفلُ الشهيدُ بالحروفِ على السّيوفِ من الطيوفِ

في شاطئ الرّملٍ الشّغوفِ برؤيةِ الألقِ المذابِ في مقلتيهِ

وعلى قارعة المأساة انبعثت يد الفناءِ

لتواري أبويهِ‏

في ثرىً طُهِّرَ‏ بماء الشتاءِ

على مرأى من عيون الانبياءِ

حملت غزّةُ أوجاعَ كربلاءِ

منْ قَتْلٍ وجوع ٍ ووجع ٍ وتيَهِ‏

*****

طفلُ غزّه...‏

هو فاتحةُ الأبجديةْ‏

هو بَدْءُ الرسالاتِ‏ وقدسُ القداسات السماويّه‏

طفلُ غزّه

هو بسملة ُ التساؤلاتِ وسرّ تعويذة العرّافةِ الغجريّه

ينذرُ طالعها بأزمنةٍ عربيّةٍ قادمة ٍ‏ َخصيّهْ

وبعنقاءَ تقوم من الرّمادِ على الرّمال بغزّه

كي تهدم إفكَ عشائرنا الطّاعنةِ بالوثنيّةْ‏

تحجّ عاهرة ً وتنحني كلّ يوم ٍ خمس مرّات

لقبلةٍ كافرةٍ، تثملُ بالدم ، خاشعةً، زانية ً مَزنيّه

******

ليستِ النارُ التي صُبّت بغزّه

غيرَ ميلادٍ لجرحٍ عربيٍّ‏ يافع ِ

غيرَ هزيج ٍ لقدوم فجرٍ ناصع ِ

ايها الطفل بغزّه:

أنتَ في لحدِ الرّكام ِ حيٌّ بفضائي الواسع ِ

في شموسي الذارفات ِ الحانيات ِ السواطع ِ

وبني العشيرةِ الأحياءِ موتى في قبور ِ المراتع ِ

سوف يصلاها فبئساً كلّ أحفاد ِ ثمودْ‏

كلّ دجّال ٍ تجنّى وارتضى مكرَ يهودْ‏

أولم يرَ السفّاحُ أنّ حرُّها لشديدْ‏

كلّ يومٍ, تطمعُ في بُغاث الخلق من مزيدْ‏

******

وبغزّه...‏

يحبلُ الدّهرُ لتولدَ الأقمارْ‏

وينتحرُ الفجرُ في سماء اللازورد ، لتنبعث روح النهارْ

تأتمرُ الغماماتُ في تخوم ِ السَّماءِ وعلى غمغماتِ البِحارْ‏

أيّها الرّاقدُ بين الحُطام ِ وفي الرّكام ِ : قمُ. !

آنَ للرُخّ المهيب ان يثور َ كما الإعصارْ

آن للرؤيا العظيمة أن تجسّدهَا أناشيدُ الإنتصارْ

قمُ من القبر ِ فإنّي، ما عدتً أطيقُ بعد الإنتظارْ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى