الاثنين ٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩
بقلم أحمد بنميمون

تلك الغزالة

(كلامُك صدى صمتها. حبّها أجمل من حبّك.)

أنسي الحاج

*1*
لو الغزالةُ باحتْ
سَوْفَ تشهدُ لي
بـــما أكابدهُ
من شرخ ِ تشــبيــــبــي
فهي التي لمْ تقلْ:
ـ يومَ استعذتُ بها
مــــــنْ أنْ أكونَ مُحباً
غير محبوبِ ـ
شيئاً،
فراحتْ بلا صوت ٍ
وقد نََهَدتْ
والصمتَ ضدي،
وعينُ الحـيِّ تغري بي
(هذي أنا،
وانكسارُ الطرف يفضحني
وخافقٌ
ضجَّ من آثار ترهيبِ
ما خنتُ عهدا
وَلمْ أنصَعْ أمام يدٍٍ
بَلْ لـُذتُ سراً
بآلامي وتعذيبـــــــــــــــــــــي)
*2*
بوحُ الحبيبةِ
سرٌّ معجزٌ لغة ً
منها انهماري
بخَـلـْق ٍ هاج أشجانا
بوحٌ وراحٌ
هما بعض الذي سكِرتْ
منه العوالمُ
ما غنيْتُ هيْمانا
الراحُ يطلبها قلبي
ويرنو إلى
أن تشعلَ الكأسُ كلَّ
الكونِ نيرانا
منها ضياعيَ تحت الشمس
منفردا
أزداد في
غيبة المحبوب فقدانا
وقدْ مضيتُ
وذا هجْسُ الغزالةِ يدْعوني،
يحمِّلني
في الوجد ِ ألوانا
*3*
"أنتَ الحبيبُ "
تقولُ اليومَ مَنْ حَسََـرتْ عنِّي النهارَ،
ودسَّتْ في الثرَى أملي
""إني ندمت
وكانَ الليلُ حاصرني،
والموتُ خلفَ جدارٍ
كانَ يُومِيءُ لي
لا صَوْتَ كان لأنثى،
غيرُ خفقتها،
خوفاً وشوقاً،
فلم أرْتَحْ ولمْ أَقُل ِ
حتَّى انتهيتُ
لآفاق الضياع أرى الآتي
تتابعَ أوجاع ٍ بمرتحل ِ
هل كان ينطق صمتي عن رضا؟
وصراخي في حشايَ لهيب ٌ
غيرَ مُشتعِل؟ ِ"
*4*
وهي الحبيبةُ باتتْ
لا تعاود إشـــــــــــــــــراقا على جهة ٍ
إلا لتدعوَني
حتى أنازل وحدي
البيْنَََ مشتعلاً،
لا أخشى منهزمي
حبا فيمحوَني
في المحو بعثيََ
بلْ فيه قيامةُ ما يوري انجذابي
إلى نور ليكسوَني
بوح الغزالة أحلاماً
تلوِّن من وجدي سمائي
بأقمار ليـَـــدْهُوَني
إن تنسني فتنتي
أنس الهدوء، وقرَّ
العين ِ، هل أمطرتْ
دُراً لتسلوَني؟
*5*
وَصْلُ الغزالةِ
يأسٌ باعثي أبداً،
عبر انتظاريَ
وحيا مبهجاً ذاتي
حتى أقومَ إلى الأمر الذي
ارتعدتْ منه ُفرائصُُ
مذْ نَشْءِ البدايات ِ
إنْ أصحُ مبتدئا يومي
بلا حلـُم ٍ،
صحوي إذن
ميتة ٌ حتى النهاياتِ
ما مُرْعبي غيرُ كفٍّ
سوف تقذف بي،
قذفَ اغترابيَ بين الماضي والآتي
مثـْل الغزالة كم قلب ٍ
أرادَ لها صَوْناً،
وصخر ٍ رماها
بين آفاتِ
*6*
جمرُ الصبابة ِ أورى
من حياتيَ ما لم يخْبُ للآنَ
وهْجاً من لظى ً أولى
مهما تناسيت لا أنس الذي
وَعدَت به الغزالة قلبا
رُدَّ مخذولا
فهي التي ما نأتْ أُدحرْ
وإن حضرتْ أظفرْ
بطِيبِ هدوء العيش مبذولا
إني اضطربتُ،
وكان الحلمُ أنك في ظلي
ستلقين ما ترجين موصولا
هذا أنا ولظى الماضي
وعاطفتي لم تتركا
ليَ في الأحلام ِ مأمولا
*7*
الطفلُ فيَّ يقومُ: ـ
الحبُّ يُنشرني،
أحيى حضور غزالي كلـْمتي الأولى
ما ضاء في ناظري يومٌ
كوجهكِ
حين الله قال لنا:
ما شئتما قولا.
قد كان أروعَ، كالروض ِ
الذي رقَصَتْ
آياتـُه في دمي،
سِرّاً وترتيلا
وباح حُبِّيَ بالمكنون فانطلقتْ
مني الرؤى
وانتضى ما
كان مسدولا
فهي الغزالة بَعْثُ الروح ِ
عَوْدَتُها
ما غيَّبتْها النوى أرتجََّ مقتولا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى