الخميس ١٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩

أحمد زكي باشا

أحمد زكي بن إبراهيم (1284 هـ/1867 م- 21 ربيع الأول 1353 هـ/5 يوليو 1934 م) هو أحد أعيان النهضة الأدبية في مصر، ومن رواد إحياء التراث العربي الإسلامي، واشتهر في عصره بلقب شيخ العروبة. بالإضافة لجهوده الكبيرة في إحياء التراث العربي ونشره عمل في الترجمة والتأليف والبحث، كما شارك في مؤتمرات المستشرقين وعمل بالجامعة المصرية. يعد أول من استخدم مصطلح تحقيق على أغلفة الكتب العربية. أدخل علامات الترقيم في العربية، وعمل على اختصار عدد حروف الطباعة العربية، كما قام -بجهده وماله الخاص- بإنشاء مكتبة كانت من كبريات المكتبات في المشرق الإسلامي. وقد تأثر أحمد زكى باشا بحركات ثلاث سبقته؛ النهضة التي حمل لوائها رفاعة رافع الطهطاوى في مجال الترجمة، ونقل الآثار الأدبية والفكرية من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية، و النهضة التي قادها السيد جمال الدين الأفغاني في تحرير الفكر والإيمان بالشرق، والنهضة التي تصدر لها محمد عبده في تحرير الأسلوب العربي من التقليد، وتوجيه الكتابة إلى المضمون والهدف دون الاعتماد على المقدمات والسجع والزخارف أو المحسنات اللفظية.

أعماله

ولد بالإسكندرية وتلقى تعليمه بالقاهرة، وتخرج في مدرسة الإدارة (كلية الحقوق الآن) سنة 1887 م. درس فن الترجمة وكان يجيد الفرنسيّة إجادة كبيرة فكان يكتب ويخطب بها، وكان يلم بالإنجليزية والإيطاليّة وله بعض المعرفة باللاتينيّة. وعمل مترجما في مجلس النظار (الوزراء)، وتدرج في المناصب حتى صار سكرتيرا لمجلس الوزراء سنة 1330 هـ/1911 م، وظل في منصبه هذا حتى أحيل إلى التقاعد بعد عشر سنوات. بعد أن نال ثم نال إجازة الحقوق عام 1887م، اتجه نشاطه إلى التحقيق والترجمة ساعده على ذلك أحواله المادية الجيدة فضلا عن اتصاله بدوائر الباحثين والمستشرقين في المجمع العلمي المصري والجمعية الجغرافية.

تقدم بمشروع لإحياء الأدب العربي إلى مجلس الوزراء، فأقره في جلسته التي ترأسها الخديوي عباس حلمي في 21 شوال 1328هـ/24 أكتوبر 1910 م واعتمد مجلس الوزراء لهذا المشروع مبلغ 9,392 جنيها مصريا –وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت- تحت إشراف المجلس الأعلى لدار الكتب المصرية. في هذا المشروع تمت طباعة العديد من الكتب بتحقيق أحمد زكي، مثل: نكت الهميان في نكت العميان للصلاح الصفدي، والأصنام للكلبي، والأدب الصغير لابن المقفع، والتاج في أخلاق الملوك المنسوب للجاحظ، والجزء الأول من كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار للعمري.
[عدل] آثاره الأدبية

خلّف آثاراً علمية وأدبية كثيرة من مؤلفاته

السفر إلى المؤتمر; وهووصف للرحلة التي قام بها أحمد زكي باشا سنة 1892 إلى أوروبا، بغرض حضور مؤتمر المستشرقين التاسع الذي عقد في لندن في الفترة من 5-12 سبتمبر. وقد استغرقت هذه الرحلة ستة أشهر، حيث غادر القاهرة يوم 14 أغسطس سنة1892، وعاد إليها يوم 14 فبراير سنة 1893، وهي أول زيارة يقوم بها إلى أوروبا، كما أنها كذلك أول فرصة تتاح لشخص مثله لزيارة أوروبا والمشاركة في أحد مؤتمرات المستشرقين. وتمكن أحمد زكي باشا خلال هذه الرحلة من زيارة أكثر من أربعين مدينة زيارة تدقيق وتحقيق، كما زار خلالها بعض هذه المدن مرتين، هي:روما وباريس ولندن ومدريد ولشبونة. وهي رحلة لم يتيسر حصولها لمصري من قبل. وذهب أحمد زكي باشا لحضور هذا المؤتمر ممثلاً لمصر بترشيح من الخديوي عباس حلمي الثاني، وكان يصاحبه لهذا الغرض أيضاًالشيخ محمد راشد، وتولى تنظيم رحلته شركة توماس كوك المعروفة، والتي أبدى إعجابه الشديد بتنظيمها المتقن لرحلته. وحضر المؤتمر كذلك من مصر كارل فولرس الألماني مدير الكتبخانة الخديوية في ذلك الوقت.

 أسرار الترجمة.
 قاموس الجغرافية القديمة.
 موسوعات العلوم العربية.
 ذيل الأغاني.
 نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإسلام.
 تاريخ المشرق.
 الدنيا في باريس.
 عجائب الأسفار في أعماق البحار.
 تاريخ المشرق.

يمكن توزيع أعمال أحمد زكي العلميّة على ثلاثة ميادين:

  1. إحياء التراث العربي وتحقيق ونشر مخطوطات التراث
  2. العناية بالآثار العربية والبحث عن القبور والمواقع المندثرة والدعوة لتكريم أصحابها.
  3. تحققي أسماء الأعلام والبلدان والوقائع والأحداث في مجال اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا.

قام أحمد زكي باشا أيضا بوضع رسائل صغيرة في جوانب مهمة، يصل عددها لثلاثين رسالة، عالجت موضوعات متفرقة مثل: اختراع البارود والمدافع وما قاله العرب في ذلك، والطيران في الإسلام، وسراديب الخلفاء الفاطميين. كما قام ببحوث بينت أن العرب هم أول من كشفوا منابع النيل، وأول من أثبتوا كروية الأرض قبل الأوربيين بثلاثة قرون، ونفى أن يكون رأس الحسين مدفونا في مصر، وأن يكون جوهر الصقلي والجبرتي مدفونين في الجامع الأزهر.

مراحل حياته العلمية

لخّص أنور الجندي في كتابه أحمد زكى باشا الملقب بشيخ العروبة حياته العلمية لثلاث مراحل:

  1. مرحلة جمع التراث العربي من مكتبات الآستانة وأوروبا والمشرق وتصويره فوتوغرافيا ومراجعته والتعليق عليه ونشره.
  2. مراجعة هذا التراث ودراسته وتكوين خزانته الزكيّة والتعليق على ما بها من مؤلفات، وإعداد أضابير وجذاذات في مختلف فنون الأدب والتاريخ والجغرافيا، والإتصال بالباحثين ومراجعتهم.
  3. المرحلة الأخير تبدأ بعد إحالته للتقاعد سنة1921 وحتى وفاته، وهي من أخصب فترات حياته، حيث نشر عشرات المقالات والأبحاث وتوسّع في صلاته بزعماء العالم العربي وتوسّط في الخلاف بين العرب واليهود بشأن حائط البراق.

حروف الطباعة

من أهم ما قام به زكي باشا اختصاره حروف الطباعة العربية من 905 أشكال إلى 132 شكلا و46 علامة، وذلك بعد أن قام بنفسه بتجارب يومية في مطبعة بولاق في عملية استغرقت ثلاثة أشهر.

علامات الترقيم

كان وزير المعارف أحمد حشمت في ذلك الوقت قد طلب من أحمد زكي باشا أن يقوم بإدخال علامات الترقيم على العربية ووضع أسسها وقواعدها، فوقف على ما وضعه علماء الغرب في هذا الشأن، واصطلح على تسمية هذا العمل بالترقيم؛ لأن هذه المادة تدل على العلامات والإشارات والنقوش التي توضع في الكتابة. وقد أتم عمله هذا في رسالة بعنوان الترقيم وعلاماته باللغة العربية، طبع سنة 1331هـ/1911 م وقد قام بتحقيقه العلامة عبد الفتاح أبو غدة.

يقول أحمد زكي عن سبب نقله علامات الترقيم للعربية:

دلت المشاهدة وعززها الاختبار على أن السامع والقارئ يكونان على الدوام في أشد الاحتياج إلى نبرات خاصة في الصوت أو رموز مرقومة في الكتابة يحصل بها تسهيل الفهم والإدراك.

وعلامات الترقيم التي نقلها أحمد زكى باشا بلفظها ورسمها:

 الشولة (الفاصلة) ( ، )
 الشولة المنقوطة ( ؛ )
 النقطة ( . )
 علامة الاستفهام ( ؟ )
 علامة الانفعال أو التعجب ( ! )
 النقطتان ( : )
 نقط الحذف والاختصار (…)
 الشرطة ( - )
 التنصيص « »
 القوسان الهلاليان ( )

الخزانة الزكية.. كنز دار الكتب المصرية

 بقلم: أحمد تمام: باحث مصري في التاريخ والتراث.

حين بدأت مصر تتلمس طريق نهضتها في العصر الحديث انشغل أعلامها بالبحث عن وسيلة للخروج من الأزمة التي تعيشها الأمة والمتمثلة في التأخر الشديد عن الركب، والتخلف في مناحي الحياة. وكان إصلاح البلاد هو الشاغل الذي ملأ حياتهم وسيطر على عقولهم ووجدانهم، كل في مجاله، وحسب ما يستطيع، وبالقدر الذي يجيده؛ فانشغل بعضهم بإصلاح التعليم وإنشاء الجامعات والنهوض بالأزهر، وانهمك بعضهم في الإصلاح الاجتماعي وبناء المؤسسات، وقام آخرون بالنهوض بالأدب والفكر والصحافة، وشغف قليل منهم بجمع الكتب من الشرق والغرب، وحفظها وترتيبها والعمل على نشرها.

وكان أبرز من سلك هذا الطريق علمان كبيران هما: أحمد زكي باشا، وأحمد تيمور، وكان أشبه ما يكونا بفرسي رهان في حلبة واحدة، من حيث عنايتهما بالمخطوطات العربية والمكتبات القديمة، وسخاؤهما في اقتناء الكتب مهما غلت، وحرصهما في الحصول على المخطوطات مهما ندرت أو بعدت. ولم يكن وراء ذلك سوى رغبة صادقة في جمع التراث العربي، وحمايته من العبث والإهمال، والتنبيه إلى مكامن القوة فيه والإبداع، والمشاركة في الإصلاح بالعودة إلى الجذور واستنبات الصالح.

وكانت مكتبتا زكي وتيمور اللتان حوتا آلاف الكتب والمخطوطات من الركائز الأساسية التي اعتمدت عليها دار الكتب المصرية في بناء دعائمها، ومن أسباب اشتهارها بنفائس الكتب وذخائر المخطوطات.

صاحب الزكية

هو أحمد زكي بن إبراهيم، أحد أعيان النهضة الأدبية في مصر، ومن رواد إحياء التراث العربي الإسلامي، واشتهر في عصره بلقب شيخ العروبة.

ولد بالإسكندرية سنة (1284هـ=1867م)، وتلقى تعليمه بالقاهرة، وتخرج في مدرسة الإدارة (كلية الحقوق الآن) سنة (1295هـ=1887م)، وعمل مترجما في مجلس النظار (الوزراء)، وتدرج في المناصب حتى صار سكرتيرا لمجلس الوزراء سنة (1330هـ=1911م)، وظل في منصبه هذا حتى أحيل إلى التقاعد بعد عشر سنوات.

وحياة أحمد زكي متنوعة في جوانبها خصبة في عطائها؛ فقد شملت الترجمة وإحياء التراث، والتأليف والبحث، والرحلة وحضور مؤتمرات المستشرقين، والعمل بالجامعة المصرية.

غير أنه أوقف معظم حياته على إحياء التراث العربي ونشره وبذل له كل ما يملك من مال وجهد، وكان له الفضل في مد الجسور بين مصر وأوربا في مجال نشر التراث، وهو أول من استخدم مصطلح "التحقيق" على أغلفة الكتب العربية المنشورة.

كما أنه تقدم بمشروع لإحياء الأدب العربي إلى مجلس الوزراء، فأقره في جلسته التي ترأسها الخديوي عباس حلمي في (21 من شوال 1328هـ= 24 من أكتوبر 1910م)، واعتمد مجلس الوزراء لهذا المشروع مبلغ 9392 جنيها مصريا -وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت- تحت إشراف المجلس الأعلى لدار الكتب المصرية، وقد أخرج هذا المشروع عددا من الكتب القديمة بتحقيق أحمد زكي، مثل: "نكت الهميان في نكت العميان" للصلاح الصفدي، و"الأصنام " للكلبي، و"الأدب الصغير" لابن المقفع، و"التاج في أخلاق الملوك" المنسوب للجاحظ، والجزء الأول من كتاب "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" للعمري.

ولم يكتف الرجل بنشر التراث وتحقيقه، بل وضع رسائل صغيرة في جوانب مهمة، تكشف غامضا وتزيل مبهما، وقد تجاوزت هذه الرسائل 30 رسالة، عالجت موضوعات متفرقة مثل: "اختراع البارود والمدافع وما قاله العرب في ذلك"، و"الطيران في الإسلام"، و"سراديب الخلفاء الفاطميين".

وبينت بحوثه أن العرب هم أول من كشفوا منابع النيل، وأول من أثبتوا كروية الأرض قبل الأوربيين بثلاثة قرون، ونفى أن يكون رأس الحسين مدفونا في مصر، وأن يكون جوهر الصقلي والجبرتي مدفونين في الجامع الأزهر.

حروف الطباعة وعلامات الترقيم

ومن أهم الأعمال التي أسداها أحمد زكي للثقافة العربية مشروعان جليلان، هما اختصاره حروف الطباعة العربية من 905 أشكال إلى 132 شكلا و46 علامة بعد تجارب واختبارات يومية في مطبعة بولاق استمرت لثلاثة أشهر، سبقتها زيارات إلى مطابع ومسابك في أوربا للبحث عن وسيلة يمكن بواسطتها اختصار صندوق الطباعة، وتسهيل مهمة جمع الحروف، وهو ما أدى إلى تحسين في أعمال الطباعة وتوفير النفقات والتكاليف.

أما العمل الثاني فهو وضع علامات الترقيم العربية، باقتراح من وزير المعارف أحمد حشمت، وقد تطلب منه هذا العمل مراجعة أمهات الكتب العربية، والوقوف على ما وضعه علماء الغرب في هذا الشأن، واصطلح على تسمية هذا العمل بالترقيم؛ لأن هذه المادة تدل على العلامات والإشارات والنقوش التي توضع في الكتابة. وقد فصل ذلك في رسالة ألفها في هذا الغرض بعنوان "الترقيم وعلاماته باللغة العربية"، طبع سنة (1331هـ=1911م).

الخزانة الزكية

وتعد الخزانة الزكية العمل الأكبر الذي قام به أحمد زكي وخلد ذكره، ولم يضن في تكوينها بمال وجهد حتى صارت واحدة من كبريات المكتبات الخاصة في الشرق الإسلامي.

وساعده على تكوينها وظيفته المرموقة في الحكومة، ورحلاته المتعددة، وبذله المال بسخاء في سبيل الحصول على ما يريد من كتب ومخطوطات، وقد بدأ في جمعها وهو طالب صغير يتردد على بائعي الكتب المعروفين في مصر من أمثال أمين هندية وعبد الحميد الطوني، ثم اجتمع له ما أخذه من شقيقه من كتب كانت لديه، بالإضافة إلى ما كان يأخذه من جوائز مدرسية، وما اشتراه من مكتبات الأعلام الراحلين، مثل مكتبة الأمير محمد إبراهيم، ومحمد بك واصف، وكانت مكتبة نفيسة اشتراها بألفين من الجنيهات.

كما اشترى مكتبات علي باشا إبراهيم، والشيخ رضوان العفش، وحسن حسني باشا، بالإضافة إلى ما اقتناه في أثناء رحلاته إلى أوربا والأستانة، واستطاع في إحدى رحلاته إليها أن يزور مكتبة سراي طوب قبو، وكانت مغلقة في وجه أي زائر لقرون عديدة، وأن يبقى بها أربعة أشهر كاملة نسخ منها عددا من الذخائر العربية.

وفي دمشق استطاع بمساعدة أصدقائه ومعارفه شراء نفائس الكتب، كما استحضر عشرات الكتب النادرة من العراق والهند. وبمضي الأيام تضخمت المكتبة، واتسعت حتى بلغت في سنة (1337هـ=1919م) حوالي اثني عشر ألف كتاب.

محتويات المكتبة

وقد احتوت مكتبته على مؤلفات فريدة لا نظير لها في مكتبة دار الكتب أو غيرها، فضلا على أكثر من مائة صحيفة ومجلة من الدوريات العربية لا يوجد منها شيء في الدار العريقة، وتضمنت المكتبة أيضا مجموعة الفرمانات الصادرة باللغة العربية بخصوص الحكومة المصرية، والمجلة الآسيوية التي تصدر من باريس من أول عدد سنة 1822م إلى ما بعد سنة 1930م، ومجموعة الكتب التي صدرت من مطبعة بولاق ومطبعة مدرسة الطب، وعشرات الكتب التي طبعت في الشام والجزائر ومراكش ومالطة.

ومن أهم المجموعات التي اقتناها الكتب العربية المطبوعة في أوربا في مجالات الفلسفة والطب والعلوم والفلك والأدب، ومن أهمها كتاب القانون وجزء من كتاب الشفاء، وهما لابن سينا، وقد طبعا في روما سنة 1593م.

وضمت المكتبة نحو ألف وخمسمائة مخطوط، وبلغ الشغف بجمع الكتب واقتنائها إلى أن سعى لدى وزارة المعارف حتى وافقت على إلغاء الرسوم الجمركية على الكتب.

مكان المكتبة

وقد تنقلت المكتبة الزكية من مكان لآخر، فكانت في بادئ الأمر بمنزل أحمد زكي خلف سراي عابدين، حتى وافق مجلس النظار على طلب أحمد حشمت باشا ناظر المعارف في سنة (1330هـ=1910م) بتخصيص مكان خاص لمكتبة أحمد زكي في دار الكتب. وظلت الخزانة الزكية مفتوحة الأبواب كل يوم من الساعة الرابعة بعد الظهر حتى منتصف الليل، وبذلك أتاح مكتبته للراغبين في البحث والاطلاع للتردد عليها والاستفادة من كنوزها.

ثم وقع خلاف بينه وبين الحكومة في سنة (1339هـ=1921م) كان من شأنه أن طُلب منه أن ينقل مكتبته من دار الكتب، فاستجاب ونقل مكتبته العامرة، ولخوفه من ضياعها أو تبديدها بعد وفاته -وهو الذي أنفق عليها أموالا طائلة- حرر وقفية في (16 من ذي الحجة 1339هـ= 21 من أغسطس سنة 1921م) بموجبها أهدى مكتبته إلى وزارة الأوقاف، واشترط في وقفيته أن تكون له النظارة على مكتبته مدى حياته، ثم تؤول بعد ذلك إلى وزير الأوقاف بصفته الرسمية، وأن يكون مقر المكتبة مدرسة السلطان الغوري، وأن تسمى الخزانة الزكية وتبقى مستقلة بشخصيتها، فلا تضاف إلى دار كتب أخرى، وأن تكون المطالعة في قبة الغوري.

وظلت الخزانة الزكية قائمة في مكانها حتى وفاته في (21 من ربيع الأول سنة 1353هـ= 5 من يوليو سنة 1934م)، وكانت قد تجاوزت ثمانية عشر ألف كتاب.

وبعد وفاته صدر قرار من وزير الأوقاف بنقل الخزانة الزكية إلى دار الكتب المصرية لتكون واحدة من أعظم الدعائم التي قامت عليها شهرتها بين دور الكتب في العالم.

هوامش ومصادر:

 أنور الجندي: أحمد زكي الملقب بشيخ العروبة، المؤسسة المصرية العامة للترجمة والطباعة والنشر، القاهرة، 1964م.

 يوسف أسعد الداغر: مصادر الدراسة الأدبية، منشورات الجامعة اللبنانية، بيروت، 1983م.

 أيمن فؤاد سيد: دار الكتب المصرية تاريخها وتطورها، مكتبة الدار العربية للكتاب، القاهرة، 1996م .

المصدر:
 إسلام آون لاين
 موقع ويكيبيديا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى