الثلاثاء ١٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩
بقلم زينب خليل عودة

معاناة القدس

معاناة القدس هذه المدينة المقدسة التي ترزح تحت الاحتلال الاسرائيلى وتمارس بحقها إجراءات قمعية وحواجز تقسمها عن بعضها البعض وخطط ممنهجية لتهويدها وتهجير سكانها الفلسطينيين عبر الاستيطان والاستيلاء على الاراضى وهدم البيوت والحفريات أسفل المسجد الأقصى وجدار الفصل العنصري وعزل المدينة بشكل كامل عن باقي الضفة الغربية وفلسطين.. معاناة القدس تقوم بتجسيدها ثماني مخرجات فلسطينيات شابات حيث يقدمن رؤيتهن عن مدينة القدس المحتلة عبر مجموعة من الأفلام القصيرة حملت عنوان (القدس قريبة وبعيدة) عرضت في رام الله ضمن مهرجان (سينما المرأة في فلسطين).

وقالت المخرجة الفلسطينية غادة الطيرواي التي عملت على تدريب المخرجات الجدد نحن أمام ثماني مخرجات واعدات... جيل يستحق أن نعمل معه بجدية وإخلاص... نحن أمام جيل جديد من المخرجات المبدعات من مختلف مدن الضفة الغربية. هن الآن على بداية الطريق.

بينما اختارت ليالي الكيلاني في فليمها (ابنة عمي) أن توضح خلال أربع دقائق ونصف الصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون المقيمون في الضفة الغربية في الوصول إلى مدينة القدس الشريف التي أحاطتها (إسرائيل) بجدار إسمنتي وجعلت الدخول إليها يتم بموجب تصاريح خاصة وكيف أن ابنة عمها المقيمة في الولايات المتحدة بإمكانها الوصول إلى القدس بسهولة بواسطة جواز سفرها الأمريكي.

وتذهب دارا خضر في فليمها (رقم حظي 13) إلى ابتداع طريقة أخرى للوصول إلى القدس وتقدم للجمهور على مدار سبع دقائق في مشاهد تمثيلية كيف تتمكن فتاة من الدخول إلى المدينة المقدسة
وتخاطر الفتاة التي لا يوضح الفيلم لماذا تريد الوصول إلى المدينة المقدسة عبر العبور من منطقة جبلية عليها برج مراقبة إسرائيلي. وتصل بعد ذلك إلى الشارع الرئيسي لتستقل سيارة أجرة وتخلع الحجاب وتضع شعرا مستعارا حتى تبدو أجنبية وتمر على الحاجز دون أن يطلب منها الجنود بطاقتها الشخصية.

اما أميمة حموري تقدم في فيلمها (على أرض الواقع) على مدار دقيقتين ونصف وصفا مصورا لما تشهده المدينة المقدسة من تغيرات في معالمها. وتستحضر زينب الطيبي في فيلمها (بنعيش بفان) تفاصيل الحياة اليومية لعائلة من القدس كنموذج للعديد من العائلات التي يجرى إجلاؤها عن منازلها.

من جهتها توضح رغدة عتمة في فيلمها (حكاية ستي) على مدار ست دقائق أن القدس التي لا يستطيع الكثير من الفلسطينيين الوصول إليها وعدد آخر منهم لم يزرها بعد موجودة في أذهانهم من خلال حكايات الجدات والصور. وتبرز أماني السراحنة في فيلمها (القدس على المسنجر) صعوبة الوصول إلى المدينة المقدسة. ويختتم العرض بفيلم سلام كنعان (القدس حلم لم يتحقق بعد) تشرح فيه على مدار ثلاث دقائق فشلها في الوصول إلى القدس "التي بقيت بالنسبة لها حلم لم يتحقق بعد".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى