الثلاثاء ١٧ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩
بقلم أميمة عز الدين

بوح وقصص أخرى

1- بوح

قالت له: آحبك حد الموت والهوى يسرى في جسدي ويرتشف العذاب من حروف قوافيك، يقتفيك أثري وقد تعلمت الصبر ونبتت أشواكه بقلبي حتى أدمته ولم تنطق بحرف ولم تشك ولم تصبُ لأحد سواك.

لما باحت رحلت وتركت قلبها معلقا في قبضة يده.

2- المحارب

كانت تبحث عنه في كتبها القديمة ودفاتر الحب المنسية فوق أرفف العادة ، كان محاربا يضنيه طول السهر، تقبض على حروفها وتهديها إليه، ولا تنتظر شيء، في آخر الليل تنزع قلبها وتلفه بكيس اسود وتبحث عن بحر بعيد، يتلقفه قاعه ولا يلفظه على شاطئه التي آثرت أن تبتعد عنه حتى لا يرجمها كبير عائلتها في حفرة من بقايا عشقها – الذي لم بكن – وتنتظر أربعين أخرى كي يسافر إليها محاربها عبر زمنها هي. ليس معه سيف كي يذود عنها ويرفعها من حفرة الرجم، فقط قصائده وأمنياته وعجزها، لما رجمت رثاها بقصيدة واحدة فقط.

3- قرار

قررت منذ زمن أن تعتزل مايسمونه العشق والهوى وتدلف إلى جلبابها الأسود ، لما تئن أحلامها توأدها ولا تبالي بالنزيف اليومي لمشاعرها، تنظر في المرآة وتتأكد أن الشيب يتسلل بوقار وتحدث نفسها : باب القبر مفتوحا دائما، يتلقف جسدها وتهون ملامحها وتختلط بتراب الأرض.

4- هروب

كان يجب عليها أن تجيد الهروب في تلك اللحظات، حتى لا ترى انكسارا في عيني ولدها الوحيد، يتوارى منها خجلا منكرا عليها نبض قلبها وفرح البنات الصغيرات وتوق الفراشات الملونة للرحيق...قالت لولدها :

5- سأمكث معك .

حينما توالت الأيام عليها وفر العمر من بين يديها وودعها ولدها الوحيد لامرأته التي تؤويه كانت تستعد لصبغ شعرها الأبيض كي ترى حبيبها الذي لم تره ولا مرة واحدة .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى