الأحد ٢٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩
بقلم عبد الرزاق الدرباس

زجاجٌ مُحطـَّم

سأصعدُ يوماً لألقاكِ بين الغيوم..
فقد صرتِ أغلى وأبعدْ.
وتغسلني بركة الأمنيات لكي أتجدّدْ.
وحين أراكِ على صهوة الحلمِ أذرفُ دمعاً سخيناً..
وأطلقُ صرخة وجدٍ بحزني المقيـّدْ.
غداً تكتبُ الشمسُ أشعارنا فوق بابِ المدينة..
وترنوإليكِ عيونُ اليتامى..
كلمعِ الزجاجِ المحطّمِ في بابِ مسجدْ.
غداً يا خريفَ الدموع سنبذرُ أحزاننا في الترابِ..
ويأتي المطرْ..
لتنبتَ ضاربةً في الخصبِ طولَ الجذورِ..
وجفنُ اللقاءِ قريحٌ مُسَـهّـدْ.
 
*** ***
ملوّنةٌ بالخضابِ القوافي..
وقد أسدلتْ (شهرزادُ) جميعَ الستائرْ.
فيا أيها المستبدّ بروحي ترفـّق..
فلستُ على ثقلِ الفقـدِ هذا بقادرْ.
لقد بعثرَ الغيمُ أزرارَ ثوبي..
ومن سحرِ (بابلَ) رشّ سريري..
وجدّل بالوعدِ سُودَ الضفائرْ.
ستولدُ من كحلِ دمعتها ألفُ وردة..
ومن عطرها الصامتِ المستباحِ..
سيشتعلُ الجمرُ فوق المخدّة..
ويختلطُ الحلمُ بين البيوتِ وبين المقابرْ.
 
*** ***
إذا قيلَ عني : صبورٌ فلا تسمعوا..
وإن قيلَ : كان عظيماً فذلك غشٌ..
وإن قيلَ : يكتبُ أشعارهُ فوق خدّ الورق..
فذلكَ محضُ افتراءٍ..
يكادُ يغادرني الصبرُ دونَ رجوع..
وقد صرتُ بعد انطفاءِ عيونكِ طفلاً صغيراً.
وشيخاً كبيراً.
تناثرَ منهُ الفؤادُ ببحرِ الرمالِ وثلجِ المنافي..
حروفي نزيفٌ لأنقى دمائي.
أمامي مجاهيلُ غيبٍ، وحزني ورائي.
فماذا سيبقى لوهْجِ القصيدة ؟؟؟
وماذا سيجري بساقيةِ العمر في ذاتِ صيف..
وأينَ ؟؟؟ وكيفَ ؟؟؟ ومَـنْ ؟؟ ثمّ كيفْ ؟؟؟؟
 
*** ***
سأعرجُ يوماً لألقاكِ بينَ الغيوم..
فقد صرتِ لغزَ المحالِ وتاجَ العلاء.
وأرجعُ من رحلتي متعباً خاسراً..
أمرّغ ُ خدّي على شوكِ أوجاعِنا في المساء.
وحين تراني الفراشاتُ تهربُ منّي.
وحين تراني العصافيرُ في الفجرِ..
تقسمُ أنْ لن تغنّي.
فآوي إلى صمتِ ليلي..
وأسكبُ فوق احمرارِ الجروحِ تراتيلَ شجوي..
وسيّءَ ظنّي.
وأكتبُ فوق المرايا نشيدَ الغيابِ الذي طال..
ثمّ على مسمعِ الكلّ..
أعزفُ لحني.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى