الخميس ٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم ماهر طلبة

مصباح

آه لو أن له عينين لكنه هكذا خلق بعين واحدة لا تدور


كان معلقا على بابها رأسه إلى الأرض، ليل نهار، لم يرفعها أبدا.. تنيره فينار، تطفئه ينطفئ، لم يرد لها أمرا حتى أمن الجميع أنه عبدها.. كان يظن أنه بهذا يمتلكها، حتى كان ذاك الصباح الأخير، فيه دخل هو من الباب، كان يرتدى حلة سوداء ورباط عنق – تمنى فيما بعد لو أنه صار حبلا يشنقه – لم يعرف له لون... دخل ثم خرج مصحوبا بالأصوات العالية والمشروبات المراقة.. فى المساء جاورته مصابيح آخر أنوار عدة، لم يعد وحيدا، لكنه وبالعادة لم يستطع أن يرفع الرأس ليرى... كانت هى فى فستانها الأبيض قمرا فى سماء سوداء... فى ليل حالك، فى يوم مثل هذا اليوم.. حزنه حوّل ضوءه – المختفى فى مهرجان الأضواء – إلى اللون الأصفر.. فى نهاية اليوم اختفت الأضواء وبقى وحيدا وحيدا وحيدا...


منذ أن اختفت – هي – لم يعد – هو – ينار.. هذا الصباح قذفه الولد الصغير بحجر صغير حطمه، لم يبكه أحد ولم يدفنوه، فقط ظل معلقا على الباب دليلا على أن هذا البيت الذى هجرته يسكنه فقط الظلام.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى