الخميس ٣١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم أحمد تحسين الأخرس

طفلٌ أنا

غطّى الظلامُ الأرضَ
والليلُ ارتمى فوقَ السماءِ
كأنهُ رجلٌ قتيلْ..
والبدرُ ينزفُ نورهُ
والنجمُ يعزفُ ضوءهُ
للكائناتِ لكي تنامْ
 
وأنا بوسْط الليلِ..
أبدوخائفاً، متردداً
ناديتُ مبتهلاً: أبي..
هي ليلةٌ في العمرِ ليسَ لها مثيلٌ يا أبي..
لتنمْ معي
ولليلةٍ لا غيرَ
أَسعِدْ خاطري..
 
لا الأمنياتُ لديَّ أن أغدوكطيرٍ
في حقول القمحِ يلهو
فوقَ أغصانِ الشجرْ
 
لا الأمنياتُ لديَّ حتى
أنْ أُلامسَ بعضَ أقواسِ المطرْ..
 
لا الأمنياتُ لديَّ أوهامٌ..
أنا عكسُ الطفولةِ يا أبي
 
لكنْ..
لتفعلْها فقط..
هي ليلةٌ من عمركَ الممدودِ منذ عقودِكَ الغبراءَ
لا أرجوسواها يا أبي..
 
طفلٌ أنا..
لامستُ بعضَ الأمنياتِ
أفقتها من نومها..
والمهدُ قلبي
هزّها هزاً لتصحو
بعد طول سُباتها
 
أبتي..
إذا ما قلتَ لي :
"وعدٌ، سأبقى ليلَتي بالقربِ منكَ"
فلستُ أطلبُ منكَ وعداً..
أووعوداً من سرابْ..
 
وأنا هنا
أدري بأنَّ الأمنياتِ تموتُ
قبلَ حدوثها..
وأنا على موتِ الأماني
لن تراني صابراً..
متهالكٌ أبقى كأنّي
مثلَ أنقاضِ الضبابْ..

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى