الاثنين ١٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠
بقلم
أعمدة البقاء الحر
ليكن لكَ في كلِّ ما أفنيتَمن ضياءات لوزية ٍ وكبرياء قرب عناقيد البدءومن تساؤلات ِ التوت القدري في عرائش الفوضىكل هذا الصخب في زفرات ٍيلاحقُ الأنهارَ إلى مصباتهاثم يقف على ضفاف اللامبالاةغير آبه ٍ بمرور الفصولوهي تحملُ مظلات ِ الفقدان القرويتحت سماء ممطرة بلهاث التكرارغير مبالية بوجع النجومومرور الزلازل في أعماق الانتظارليكن لك أيضا نشوة القصد العنيدبيادر الأسماء العذرية تتقصى حالات الوجد القصوىفي كهوف انتباهك العسيركاشفة حروف غيابك في عوسج وعتابليكن لك من نفسك كل هذااللبلاب الملتف بخيوط حكمة متقاعدةيطوّقُ أعناقَ التحولاتِ الأخيرةوأنتَ غير قادر ابتعاث بذرة البوح من كيانك الهجريوأنت غير قادر على اقتسام الجبل الجسور مع طائرة معاديةوأنت تتخفى عن الجند بقبضة من طين وشوك وحنينوأنت تبصر ذكريات الصقور تحتاط لغدها بملكة النفورتقصدُ موانىء طموحة تحت جلدك وحكايات الأسيرتُقاسم الأشرعة أيام اللهيب والعبور إلى الوثبة الثالثةليكن لك من أضلاعك كل هذه العواصف فلا تنس من الفؤاد أحداوأنت تفتح«لعادل سالم» بوابة اللقاء على ورد ونيل وأصدقاءوتغرسان لهجة السرد الحميم في تربة «الديوان»أنت الآن بلا عنوان سوى ما تبقى من صهيل محفوظ في موعدبين دفتي كتاب..ليكن لك من صمتك الصموت كل هذا النثر الزراعي!ليكن لك من أركان جرحك كل هذه «الفلسطين»وأنت تبني بيتا في جنوب الدفء والاستعادةوترفع آفاق القفص الصدري المُشتعل بحلمهأعمدة للبقاء الحر والسنديان الرفيقها أنت قد أسرفتَ في الأبحار بحثاً عن تيار ٍ للشرح والمصافحةلم تعد في أنفاسك سوى لغة غجريةلم تعد في أنفاسي سوى اللغات في قفزات أزمنة وأوطانلم يعد لي يا «أبا عمر»سوى طائري وفضاء أخير..يومىء لي فيوحي وينتصر.