الأربعاء ٢٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠
بقلم سعيد العلمي

«سنابل الشرر» لسعيد العلمي

صدر في عمان (الأردن) عن دار أزمنه للنشر الديوان الثالث للشاعر سعيد العلمي بعنوان (سنابل الشرر) ويضم الديوان قصائده الوطنية والسياسية ويتألف من 39 قصيدة كـُـتبت ونشرت في الفترة من 1966 إلى 2009.

ويتضح بالاطلاع على هذا الديوان أن معظم قصائده نشرت في الصحافة الكويتية ابتداءا بصحيفتي (الطليعة) و (الرسالة) قبل أكثر من أربعين عاما.

ويأتي هذا الديوان ليتمم ثلاثية (السنابل) التي بدأت بنشر الديوان الأول منها (سنابل الحياة) في مدريد (اسبانيا) في أواخر 2007 عن دار ألواح ثم بديوانه (سنابل الندى) الذي صدر عن دار أزمنه في الأردن في أواخر 2008.

وأهدى الشاعر ديوانه (سنابل الشرر) لنفسه كصبي، أي للصبي سعيد العلمي: " لكي يرى أنني ما زلت على العهد ولم أحِـد عن تطلعاته ومناه رغم أن كل ظروف الحياة بعد رحيل صباه كانت تدفعني وتشدني بل وتجرّني بعيدا عن لغتيَ الأم طيلة أربعين سنة قضيتها خارج الوطن".

وواصل الشاعر قائلا في الإهداء: "أهدي هذه المجموعة الشعرية للصبي ولمعلمه في مادة اللغة العربية في ثانوية الدعـيـّة في الكويت الشهيد صلاح خلف (أبو إياد) الذي طالما علمه وشجعه ووضعه على سكة الوطنية الصحيحة والصادقة التي ما حاد عنها كلاهما".

ولعل عاملان اثنان قد تركا بصمتيهما بعض الشئ على قصائد هذا الديوان الا وهما مهنة الشاعر طيلة الثلاثين سنة الأخيرة، وهي الصحافة، واغترابه طيلة الأربعة عقود الأخيرة في إسبانيا التي يعرف فيها أساسا كصحفي ومحلل سياسي.

وتعيد قصائد (سنابل الشرر) القارئ إلى أحداث كثيرة مرت بها القضية الفلسطينية والوطن العربي طيلة العقود الأربعة الأخيرة وكأنها تأريخ لهـذه الأحداث فـيما يعـبّر عن تفاعـل الشاعـر مع واقع شعبه الفلسطيني وأمته العربية رغم الاغـتراب الطويل.

وتتسم قصائد الديوان بالتمسك بروح المقاومة والنقد الشديد لحال الأمة العربية، كما في قصيدته "أمتي" ومطلعها:

أيا أمـة تـُـضـحكيـن الجــمادْ
ولا تخجلـيـن أمام العِـبادْ
تـُـذلـّـين في الصبح عند النهوض
وتنسين بالليل عند الرقادْ

كما يتسم بالتعبير عن الشعور بالظلم الفادح الواقع على الشعب الفلسطيني كما في قصيدته "أعلن للعالم" التي يفتتح بها الكتاب:

أعلن للعالم أني مظلومْ
مظلومٌ بعدوّي
بأخي وصديقيْ
أعلن للعالم أني مظلوم بالعالمْ
أعلن للعالم أني فجر لا أتشاءَمْ

وتتناول قصائد (سنابل الشرر) القضية الفلسطينية من مختلف وجوهها وتتعرض لقضايا بعينها، مثل عملية السلام التي بدأت في أوسلو ومؤتمر مدريد:

يا من دبـّـرتم مؤتمراً
ونـفخـتــُمْ فيهِ، لعـلّ عـسى
تبت يدكـم فيما اقـترفـتْ
والشعـبُ الصامدُ لن ينسى

وهناك في الديوان ثلاث قصائد تنقـض اتفاقيات السلام والمفاوضات مع إسرائيل بشكل قـطعي وبأسلوب ساخر أحيانا وتنتقـد الزعـيم الفلسطيني الراحل نقدا لاذعا لكن دون ذكره بالاسم، وتعود هذه القصائد إلى الفترة بين 1993 و 1999 وقد نشرت في حينه. وبهذا الصدد نورد أبياتا من قصيدة "العـنقاء" وهو الأسم الذي يرمز فيه الى عرفات:

منذ السبعين يتـوّهـُنا
في صحراءٍ لا يعـرفـُها
في أسرارٍ لا يـعـلـنها
منذ السبعـين يضـلُّ بـنا
ويُضـلـِّـلـُـنا
لـُـقــَماً سائغـةً للأعـداءِ يـُسلـِّمُـنا

ويواكب الديوان بقصائده المعاناة المأساوية للشعب الفلسطيني على مر السنين،
كما في قصيدة (الطفل الشهيد) التي تتألف من 44 بيـْـتا:

أبي قد جـثوت على جثتي
نحـيـبا تـفجّـرَ وسْـط َ الخرابْ
وروحيَ حـولكَ طــيارةٌ
ولوْ أن جـسماً ثـوى للـتــرابْ

ولا يتضمن الديوان قصيدة في المديح لأي زعـيم عـربـي ولكنه يورد قصيدة مديح مطولة للرئيس الفنزويلي أوغـو شابيث نـُـظِـمت قبل سنتين من محرقة غزة (ديسمبر يناير 2008-2009) وقيام شابيث بطرد السفير الاسرائيلي من عاصمة بلاده كاراكس.

شابيث في الغـربِ لقد علـّمْ
مَن في الشرق الدرسَ الصعبْ
رجلٌ فـيه شـهامـةُ أرضٍ
لقــرونٍ عاشـتْ في الرّعــبْ
وشعـوبٌ طـُـحِـنـتْ في فـقـْرٍ
وفــسادٍ لا يـعــرفُ ربْ
ومـلايـيـنٌ جاعـَتْ...ماتـتْ
ومــئاتٌ عاشــوا للــنـّهـبْ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى