السبت ٢٠ شباط (فبراير) ٢٠١٠
بقلم خالد صبر سالم

الجنون

 

وَدَدْتُ لو قتلـْتـُكِ 
وَدَدْتُ لو مَزّقـْتـُكِ 
قلـْتُ : لقدْ كرهْتـُكِ 
بكلِّ قـُبْح ٍصارخ ٍكنـْتُ أنا اتهمْتـُكِ
ولمْ اُبال ِعندَما صَفعْتـُكِ 
وقلـْتُ : يا أتعَسَ أقداري لقدْ مَلـَلـْتـُكِ ، مَلـَلـْتـُكِ
* * *
وعدْتُ والحقدُ معي يأكلـُني 
وخلـْتـُني رجعْتُ مِنْ دفـْن ِهوىً حطـَّمَني
مِنْ سَفـَر ٍ إلى أقاصي الأرض قد أتعَبَني
هل تستطيعُ الخمْرُ أن تـُسْكرَني؟! 
هل يستطيعُ الشِعرُ أنْ يَلمَّني؟!
كتبْتُ شعْرا ًغاضبا ً، 
كتبْتُ حقـْدا ًكانَ طولَ اليوم قدْ صاحَبَني 
أخرَجْتُ مِنْ خزانتي رسائلا ً كنـْتِ بها خصَصْتِني 
كنـْتِ بها طـَوَّقـْتِني
قرأتـُها ......... ثمَّ إلى مَوقدتي رَميتـُها 
وضحكة ٌبلهاءُ في حُنجرتي تـَخنقـُني
* * *
يومان والأحقادُ لا تتركـُني
وصدفة ًمَرَرْتِ في الدرْبِ كأيِّ امرأةٍ تجْهلـُني
يا وَيلتي !
يكادُ قلبي يأكلُ الضلوعَ أو يكسرُها لأنـّها قيودْ
لكيْ يروحَ ناثرا ً في دربكِ الورودْ
كيْ يَلثمَ الخدَّ الذي صَفـَعْتـُهُ ،
يُغـْريهِ أنْ يُجانِبَ الصُدودْ 
كيْ يتـْبعَ الظلَّ إلى طريقهِ المَقصودْ 
يا ويلتي !
قدْ رحْتُ أمشي دونـَما رجلين
بل راحَ قلبي مُسرعا في خـَطـْوهِ يحْملـُني
امشي بلا عينين إذ ْ راحَ الشذا يَجيئـُني منكِ
لكي يرشدَني 
يا حقدُ ، يا كذ ّابُ هل أنكـَرْتـَني ؟! 
تركتـَني في ساحةِ العشق ِ وحيدا ًهائما ً
حتـّى شذاها راحَ يسْتضْعفـُني !
حتـّى صدودُ وجْهها يَجرّ ُني....
يَجرّ ُني
* * *
يا أنتِ ،
يا ناقلة ًخـَطـْوَكِ فوقَ صَرخةٍ يَشْهقُ فيها القلبُ :
آهِ.... لو فـَهمتِني !
أعترفُ الآنَ لقدْ قلـَبْتِني
أرجَعتِني إلى غرام ٍ كنـْتُ قدْ ظننـْته قتلـْتـُهُ !
أرْجعْتِني !! 
الآنَ لو سَمَحْتِ أنْ ابكي على صدركِ كيْ يَرْحمَني
كيْ يَغفرَ الخطيئة َالرَعْناءَ ، كي يَحْضنـَني 
أودّ ُ لو شـُلـَّتْ يدي 
أودّ ُ لو أنّ يدي تـَجْرأ ُ أنْ تـُعيدَ تلكَ الصفـْعة َاللعْناءَ ،
أنْ تـَصْفـَعَني
* * *
حبيبتي :
ما دخلَ الحقدُ بقلبي مرّة ً 
لكنـّهُ الغرامُ في ذرْوتهِ يَجْعلـُني 
ليسَ بمقدوريَ أنْ ا ُطيقـَهُ لأنـّهُ يُضعِفـُني
لأنـّهُ عاصفة ٌ
وإنـّني في الحُبِّ مثلُ ريشةٍ صغيرةٍ
حيثُ يُريدُ دائما ًيَحملـُني 
لأنـّهُ يأمرُني
يُقيمُني إذا أرادَ أو يُقعدُني 
لأنـّهُ مَرافئي 
وأنتِ قدْ ملـَكـْتِ ما لديَّ مِنْ أشرعةٍ
فكيفَ تستطيعُ أنْ ترحلَ عنها سُفني ؟!
ساعتـَها أدرَكتُ يا حبيبتي 
بأنَّ حقدي كانَ وَهْما ًراحلا ً 
أوأنـَّهُ جنونُ حُبٍّ ثارَ فاستـَفزَني
جنونُ حُبٍّ ثارَ فاستـَفزَني 

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى