الخميس ٤ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم زاهية بنت البحر

ذكاءُ أمٍّ

لحظات غابت فيها عن وعي استعادته على صوت بكاء المولود والدكتورة تهنئها بالسلامة. وجومُوالدتها نبأها بقدوم الخامسة، وبيمين زوجها
 أنت طالق إنْ عدتِ
بالخامسة إلى البيت.

تأوهت، ندبت حظها وحظ بناتها الخمس. نظرت إلى الوليدة النائمة بسلامٍ في سريرها الصغير. طلبت من والدتها إحضار الدواء لها من صيدلية المستشفى. تمتد يدها
المرتعشة نحو عنق الوليدة، تتحرك ببراءةِ ساعات عمرها الأولى، تشتد يد الأم بالضغط، تتوقف، تكتم أنفاسها بغطاء رأسها، تهمد الصغيرة. تقف فوق كرسي الإعدام
ويداها مقيدتان، ورأسها غارق في ليلٍ فاحم، تحرك رقبتها يمينا، يسارا تتذكر الوليدة، تصرخ بصوت مكتوم، تتأرجح في الهواء، تسقط في هاوية سحيقة، تنتشلها
أمها، تستنجد بالممرضات، يرفعنها إلى السرير. تفتح عينيها، تنظر بإعياء إلى الطفلة، تراها تحرك رأسها، تبتسم وهي تسمع والدتها تقول:
 ستعودين مع زوجك إلى البيت دون الفتاة، ثم نلحق بكما.

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى